عن أبي سليمان الداراني يقول: كل من كان في شيء من التطوع يلذ به، فجاء وقت فريضة، فلم يقطع وقتها لذة التطوع، فهو في تطوعه مخدوع .
عن الحسن البصري قال: تفقدوا الحلاوة في ثلاث: في الصلاة، وفي القرآن، وفي الذكر؛ فإن وجدتموها، فامضوا وأبشروا، فإن لم تجدوها ، فاعلم أن بابك مغلق .
عن أبي الجوزجاني قال: البخل: هو على ثلاثة أحرف: الباء، وهو البلاء؛ والخاء، وهو الخسران؛ واللام، وهو اللوم؛ فالبخيل: بلاء على نفسه، وخاسر في سعيه، وملوم في بخله .
اِتباع الهوى
قيل: الهوى أعظم الأدواء، ومخالفته أعظم الدواء.
كلما كان العبد حسن الظن بالله حسن الرجاء له صادق التوكل عليه: فإن الله لا يخيّب أمله فيه البتة، فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل ولا يضيع عمل عامل.
قال الحسن البصري رحمه الله: ما نظرت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى أنظر أعلى طاعة أو على معصية؟ فإن كانت طاعته تقدمت ، وإن كانت معصيته تأخرت.
قال الحسن البصري رحمه الله: العلم علمان: علم اللسان فذاك حجة الله على ابن آدم، وعلم في القلب فذاك العلم النافع.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا يحل لامرئٍ مسلم سمع من أخيه كلمة أن يظن بها سوءاً، وهو يجد لها في شيء من الخير مخرجاً.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: لا تعادوا نعم الله عز وجل، قيل: ومن يعادي نعم الله؟ قال: الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله.
عن سفيان الثوري رحمه الله قال: لا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر إلا من كان فيه خصال ثلاث: رفيق بما يأمر، رفيق بما ينهى، عدل بما يأمر، عدل بما ينهى، عالم بما يأمر، عالم بما ينهى.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: تمامُ الخذلان انشغال العبد بالنعمة عن المنعم وبالبلية عن المبتلي؛ فليس دومًا يبتلي ليعذّب وإنما قد يبتلي ليُهذّب.
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: حامل القرآن حامل راية الإسلام لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من يسهو ولا يلغو مع من يلغو تعظيما لحق القرآن.
درر وفوائد
في مسألة سكوت العلماء عن بيان الحق، قال الإمام أحمد: إذا أجاب العالم تقية والجاهل بجهل فمتى يتبين الحق.
الدعاء له أوقات للإجابة، ولهذا قالوا: العارف يجتهد في تحصيل أسباب الإجابة من الزمان والمكان وغير ذلك.
ضوابط الإنكار للمنكر، قال ابن عقيل: من شروط الإنكار أن يعلم أو يغلب على ظنه أنه لا يفضي إلى مفسدة.
ذكر ابن تيمية أن الحسنة تعظم ويكثر ثوابها بزيادة الإيمان والإخلاص حتى تقابل جميع الذنوب كما في حديث صاحب البطاقة.
قال ابن تيمية: ولا يجوز لوم التائب باتفاق الناس، وإذا أظهر التوبة أظهرنا له الخير.
قال الحسن في تعريف التوبة النصوح: ندم بالقلب، واستغفار باللسان، وترك بالجوارح، وإضمار أن لا يعود.
كفار الجن يدخلون النار بالنصوص وإجماع المسلمين، وأما مؤمنوهم ففيهم قولان وأكثر العلماء على أنهم يثابون أيضاً ويدخلون الجنة.
مجموع الفتاوى 13/86
تنازع العلماء في أيهما أفضل كثرة الركوع والسجود أو طول القيام أو هما سواء؟ على ثلاثة أقوال عن أحمد وغيره: كان الصحيح أنهما سواء، القيام فيه أفضل الأذكار، والسجود أفضل الأعمال فاعتدلا، ولهذا كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم معتدلة.
مجموع الفتاوى 14/6
حجة إبليس في قوله: (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) باطلة، لأنه عارض النص بالقياس، ويظهر فسادها بالعقل من وجوه خمسة: أحدها: أنه ادعى أن النار خير من الطين، وهذا قد يمنع، فإن الطين فيه السكينة والوقار والاستقرار، وفي النار الخفـة والحدة والطيش، الثاني: أنه وإن كانت النار خيراً من الطين فلا يجب أن يكون المخلوق من الأفضل أفضل، الثالث: أنه وإن كان مخلوقاً من طين فقد حصـل له بنفخ الروح المقدسة فيه ما شـرف فيه، الرابع: أنه مخلـوق بيدي الله تعالى، الخامس: أنه لو فرض بأنه أفضل فقد يقال: إكرام الأفضل للمفضول ليس بمستنكر.
مجموع الفتاوى 15/5
قوله تعالى: (يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد) قد قيل إنها تقول [هل من مزيد] أي ليس فيّ محتمل للزيادة، والصحـيح أنها تقـول [هل من مزيد] على سبيل الطلب، أي هـل مـن زيادة تزاد فيّ.
مجموع الفتاوى 16/ 46