آيات تفهم على غير وجهها (سورة ص) إبراهيم الصغير

قوله تعالى:{وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ}21.
كلمة «تَسَوَّرُوا» معناها تسلقوا سور المحراب ودخلوا على داوود.
قال الطبري: وقوله (إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ) أي: دخلوا عليه من غير باب المحراب.
قال ابن العربي: وكان محراب داود عليه السلام من الامتناع بالارتفاع، بحيث لا يرتقي إليه آدمي بحيلة إلا أن يقيم إليه أياما أو أشهرا بحسب طاقته، مع أعوان يكثر عددهم، وآلات جمة مختلفة الأنواع.
قال القرطبي: ومعنى (تسوروا المحراب) أتوه من أعلى سوره، يقال: تسور الحائط تسلقه.
قال العلامة بن عاشور: والتسور: تفعل مشتق من السور، وهو الجدار المحيط بمكان أو بلد يقال: تسور، إذا اعتلى على السور، ونظيره قولهم: تسنم جمله، إذا علا سنامه، وتذرأه إذا علا ذروته، وقريب منه في الاشتقاق قولهم: صاهى، إذا ركب صهوة فرسه.
والمعنى: أن بيت عبادة داود عليه السلام كان محاطا بسور لئلا يدخله أحد إلا بإذن من حارس السور.
فتسوروا المحراب دخلوا متسلقين سوره من غير إذن، لذا فزع منهم داوود عليه السلام.

قوله تعالى:{رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ}33.
كلمة «مَسْحاً» تفهم على غير وجهها.
قال الطبري: وقوله (فطفق مسحا بالسوق والأعناق) يقول: فجعل يمسح منها السوق، وهي جمع الساق، والأعناق.
واختلف أهل التأويل في معنى مسح سليمان بسوق هذه الخيل الجياد وأعناقها، فقال بعضهم: معنى ذلك أنه عقرها وضرب أعناقها، من قولهم: مسح علاوته: إذا ضرب عنقه.
قال البغوي: والمراد بالمسح: القطع، فجعل يضرب سوقها وأعناقها بالسيف، هذا قول ابن عباس، والحسن، وقتادة، ومقاتل، وأكثر المفسرين.
وقال بعضهم أنه كان يمسح سوقها وأعناقها، ويكشف الغبار عنها حبا لها، قاله الزهري وابن كيسان.
وهو رأي اعترض عليه أغلب المفسرين وقالوا: أيّ مناسبة بين شغْلِها إيّاه عن الصلاة وبين مَسْح أعرافها حُبّاً لها؟
وذكر الثعلبي أن هذا المسح إنما كان وسما في السوق والأعناق بوسم حبس في سبيل الله.
وقد ضعف هذا القول أيضا من حيث إن السوق ليست بمحل للوسم بحال.
وفي محاسن التأويل: أي فجعل يمسح مسحا، أي يمسح بالسيف بسوقها وأعناقها، يعني يقطعها.

قوله تعالى: {وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ}52.
كلمة « أَتْرَابٌ» تفهم على غير وجهها.
قال الطبري: وقوله (أتراب) يعني: أسنان واحدة. قاله قتادة.
وقال مجاهد (أتراب): أمثال. وقال عطية: أقران.
وعن السدي (أتراب) قال: مستويات. قال: وقال بعضهم: متواخيات لا يتباغضن، ولا يتعادين، ولا يتغايرن، ولا يتحاسدن. حكاه عبد الرحمن بن أبي حاتم.
قال بن كثير: {أتراب} أي: متساويات في السن والعمر.
قال بن عاشور: وأتراب: جمع ترب بكسر التاء وسكون الراء، وهو اسم لمن كان عمره مساويا عمر من يضاف إليه، تقول: هو ترب فلان، وهي ترب فلانة، ولا تلحق لفظ ترب علامة تأنيث. والمراد: أنهن أتراب بعضهن لبعض، وأنهن أتراب لأزواجهن لأن التحاب بين الأقران أمكن.
قوله تعالى: {إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ}81.
كلمة «الْمَعْلُومِ» تفهم على غير وجهها.
قال القرطبي: قال ابن عباس: (أراد به النفخة الأولى)، أي حين تموت الخلائق. وقيل: الوقت المعلوم الذي استأثر الله بعلمه، ويجهله إبليس. فيموت إبليس ثم يبعث.
قال العلامة بن عاشور: وعبر عن يوم البعث بيوم الوقت المعلوم تفننا تفاديا من إعادة اللفظ قضاء لحق حسن النظم، ولما فيه من التعليم بأن الله يعلم ذلك الأجل. فالمراد: المعلوم لدينا.
ويجوز أن يراد المعلوم للناس أيضا علما إجماليا.
وفيه تعريض بأن من لم يؤمنوا بذلك اليوم من الناس لا يعبأ بهم فهم كالعدم.
قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي: وأكثر العلماء يقولون: المراد به وقت النفخة الأولى، والعلم عند الله تعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *