جمال*: تعدد الزوجات حل للعنوسة والجمعيات النسوية تقف في صف امرأة ضد ثلاث نساء حاوره: أحمد السالمي

يجب علينا أن نهتم بالمرأة وقضاياها وما يؤرقها.. فالمرأة لا يمكنها أن تطرق الباب على أي أحد، فهي التي تنتظر من يطرق بابها، والتعدد هو الحل ناجع للعنوسة.
الذي يظهر لي أن الجمعيات النسوية ستتراجع عن مطالبها، لأن الواقع هو الذي يحكم، والواقع يشهد أن النساء يطالبن بالتعدد للتخلص من معانتهن.
المدونة راعت حقوق المرأة الأولى، ولكنها ما لم تفكر في الثلاث نساء الأخريات، ولم تضمن لهن حقوقهن، فأين حقوق المرأة، وأين حقوق المواطنة؟!

بداية السيد الجمال كيف فكرت في تعدد الزوجات؟

فكرت في التعدد لأنني بحاجة إليه؛ وهو علاقة شرعية، بكل اختصار.

فبعد زواجي الأول وإنجاب ستة أبناء، فكرت في زوجة ثانية فبدأت في البحث عنها رفقة زوجتي الأولى مدة طويلة؛ حتى حصلنا على الزوجة التي تليق بنا وتعيش معنا الحياة التي نعيشها، فتقدمنا إليها وتمت الموافقة وهنا بدأت مسيرة التعدد.

 

هل كانت هناك معارضة من طرف الأسرة الصغيرة والكبيرة؟

كانت المعارضة ولا بد من المعارضة، لأن الناس تشبعوا بفكرة أن التعدد جريمة وظلم للمرأة، فأي شخص يريد مناقشة هذا الأمر معي أضعه بين يديه الأمور الشرعية والاجتماعية معا، وبتوفيق من الله تعالى يقتنع، سواء كان هذا المناقش من أسرتي، أو أسرة الزوجة الأولى، أو أسرة الزوجة الثانية، لأن الناس الأمر مستغرب بالنسبة لهم، فأن يزوجوا ابنتهم لرجل متزوج وعنده ستة أبناء والبنت لازالت بكرا، ولا زالت صغيرة في السن يمكن لأي شاب يتقدم لها وتقبل به، أمر ليس مستساغا، وهذا ما وقع معي، فكان الاعتراض من طرف أسرة الزوجة الثانية، ولكن لما وضحنا لهم بأن هذا الأمر شرعي وأن هذا موافق للدين، الحمد لله استجابوا، ولم يكن هناك أي اشكال ولله الحمد.

 

وفق تجربتك هل ترى أن كل إنسان مؤهل للإقدام على تعدد الزوجات؟

دائما أناقش هذا الأمر مع الأصدقاء وبعضا من أفراد الأسرة، ففي باب الزواج الناس لا يركزون إلا على التعدد ومن يستطيع تحمل أعبائه، ولكن أنا أقول الشاب الذي يرغب في الزواج لأول مرة هو الذي يجب علينا أن نجلس معه ونوجهه ونوضح له، أما الذي عنده الزوجة الأولى فتكون عنده خبرة في توابع الزواج والأسرة ومصاريفه والأمور المادية والمعنوية المتعلقة به.

هذا عنده تجربة، أما الأول فيجب علينا أن نبين له ونخبره بأن يتريث في الزواج حتى نفهمه بأن  هذا العقد مسؤولية ويتطلب مصاريف وفيه تطبيب وفيه كسوة وفيه زيارة للعائلة وفيه كذا وكذا، هذا الذي يحتاج إلى توضيح وتبيين، أما الذي سبق له الزواج فتكون عنده فكرة عن توابعه وعرف مصاريفه ومشاكله، وللإشارة فالمشاكل لا بد منها سواء مع الأولى أو الثانية أو الثالثة أو الرابعة لا بد من المشاكل وهذه هي الحياة في جميع الأمور.

 

ألا ترى أن الرجل اليوم يشارف على الأربعين سنة ولا يستطيع الزواج بواحدة فكيف تدعو أنت إلى الزواج بأربع؟

بالنسبة للرجل يكون له الاختيار، يعني في أي وقت فكر في الزواج يمكن أن يطرق أي باب ويتقدم للزواج بخلاف المرأة، المرأة هي التي يجب علينا أن نهتم بأمرها، لأنه لا يمكن أن تطرق الباب على أي أحد، هي  التي تنتظر من يطرق بابها، فالتعدد يظهر لي والله أعلم أنه حل ناجع للعنوسة التي كثرت عندنا في بلدنا بل في العالم بأسره، الحل الوحيد هو التعدد لأن المرأة لو بلغت الأربعين سنة من سيتقدم لها، بطبيعة الحال الشخص الذي بلغ أربعين سنة لو فكر في الزواج فلن يختار صاحبة الأربعين سنة، بل سيتزوج بفتاة صغيرة ثمانية عشر سنة، أو عشرين سنة، أو خمس وعشرين سنة، فالحل الوحيد هو التعدد، وهو الذي سيحتوي المرأة التي بلغت من العمر أربعين سنة.

 

ألا ترى أنك تسبح ضد التيار، فكثير من الجمعيات ترفض التعدد، بل هناك قوانين تسن للتضييق على التعدد، وتشجيع المرأة على رفضه؟

الذي يظهر لي أنهم سيتراجعون عن هذا الأمر، لأن الواقع هو الذي سيحكم، الواقع يشهد اليوم أن النساء يطالبن بالتعدد وليس الرجال، لأن الاحصائيات تظهر كثرة النساء على حسب علمي والله أعلم، ثم المرأة المطلقة والأرملة ليس هناك من يطرق عليهن الباب للزواج من غير المعددين، إلا إذا كان هناك شخص ماتت زوجته وتركت له أبناء، ففي هذه الحال فهو من يفكر في الزواج من المطلقة أو الأرملة التي ستعينه على تربية أبنائه وهذا ناذر، أما الذي يمكنه طرق باب المرأة المطلقة، أو الأرملة، أو كبيرة السن، فهو الرجل الذي يريد زيادة المرأة الثانية أو الثالثة أو الرابعة.

 

هل فكرت أن تخرج تجربتك من طابع الفردية إلى العمل الجمعوي والمؤسساتي؟

هذا الأمر طرح علي كثيرا من بعض الجمعيات التي طلبت مني إنشاء جمعية نسائية خاصة بالتعدد، لكن نحن والحمد لله نشتغل في هذا الباب بحكم معرفتنا ببعض النساء وببعض الرجال الباحثين عن زوجات وكذا النساء الباحثات عن أزواج، ونحن نحاول الربط بينهم، وهذا الأمر كثير حتى في صفوف النساء، هناك نساء يتصلن بزوجتي ويوصينها لنبحث لهن عن أزواج، وهناك من نقترح عليها زواج التعدد وتقبل به بدون تردد، حتى صغيرات السن اللائي لم يسبق لهن الزواج، وهذا الأمر له علاقة بالأقدار، كل واحد وكيف قدر الله سبحانه وتعالى له.

 

هل من رسالة توجهها إلى الجمعيات ذات المرجعية العلمانية التي تحارب تعدد الزوجات؟

أول رسالة أقدمها من هذا المنبر، أقدمها لمدونة الأسرة فالمدونة ساهمت في هذا الإشكال الذي يعانيه من يفكر في التعدد، وغالب من يفكر في التعدد لا يتنازل عن فكرته حتى يتزوج بمرأة ثانية ثم يحاول التحايل على القانون، وإذا لم يستطع هو فعلت ذلك المرأة، لأنها تريد الزواج، وتبحث عن رجل، وتحاول هي كذلك إجاد حل، وإذا لم يتيسر تقول للرجل نتزوج بزواج الفاتحة حتى يقع الحمل ونلجأ إلى حق ثبوت الزوجية.

فأقول هذه المدونة راعت المرأة الأولى وضمنت لها حقوقها، ولكنها ما لم تفكر في الثلاث نساء الأخريات، ولم تضمن لهن حقوقهن، كما أن المدونة تنص أنه لا يمكن توثيق هذا الزواج، فأين حقوق المرأة وأين حق المواطنة وأين حقوق هؤلاء النسوة.

 

ماهي الصورة السلبية التي تجعل الناس مرعوبين من التعدد، ويستغلها أصحاب الطرح الرافضين له؟

هذه أفكار تسربت للمسمين لتشويه صورة التعدد، سأعكس لك الصورة لو أتينا لمن يريد الزواج أول مرة، وأخذناه للمحاكم وأطلعناه على ملفات المشاكل الموجودة، كن على يقين سيصرف نظره عن الزواج، لأنه سيقول لو كان هذا هو الزواج وهذه هي مشاكله فالعزوبية أفضل لي.

الناس الآن إذا كان الرجل عنده زوجة واحدة لا يتبعون عورته لا مشاكله، لكن الكل يقول له اصبر هذه هي الحياة، وهذا هو الزواج، والكل وقعت له المشاكل وهذا أمر عادي.

ولكن إذا تزوج المرأة الثانية ووقع له مشكل معها ولو صغيرة، فالكل يلومه ويوبخه على تزوج المرأة الثانية، وهم بهذا يقدمون صورة بشعة للتعدد.

وأنا أقول التعدد رحمة لأن الله لا يشرع شيئا فيه عذاب أو ضرر بعباده، والله يشرع الأمور التي فيها الخير، وما شرع الله التعدد إلا لأن فيه مصلحة لرجل ومصلحة للمرأة، وأظن أن فيه مصلحة للمرأة أكثر من الرجل، لأن الرجل هو الذي يتكلف بنفقة المرأة وهو الذي يحمل على عاتقه هم الإنفاق على بيتين ومرأتين وبما في ذلك تكاليف التطبيب، والكسوة، والأكل، والشرب، إذا هو الذي يعاني ويتحمل هذه التكاليف، لأن الله خلقه لهذا الأمر خلقه لكي يكد ويجتهد ويعول أسرته.

فالناس أخذوا هذه الصورة عن التعدد، وأنا أقول المشاكل التي تكون في التعدد أقل من التي تكون عند غير المعدد، ولو قمنا بإحصاء سنجد غير المعدد عنده مشاكل أكثر، أما بالنسبة للمعدد الأمر يختلف فمثلا أنا ممكن تكون عندي مشكلة مع واحدة من زوجاتي، وبعد هذا المشكل سأغيب عنها ثلاثة أيام، فهي سترتاح وتنسى وأنا سأرتاح وأنسى، ولما آتي عندها في اليوم المخصص لها يكون أمر المشكل قد نسيته هي ونسيتها أنا، أما الذي عنده زوجة واحدة إذا وقع له المشكل وغضبت الزوجة لمدة ثلاثة أيام، أو أربعة ولو حتى يومين، ويبحث عن من يتوسط له لإرجاعها لبيتها، أما المشاكل عموما فلا بد منها ولكن الإنسان يجب أن يعرف طريقة حل المشاكل، أما إذا خفنا من المشاكل فلن يتزوج أحد..

 

قبل تعديل المدونة كانت نسبة التعدد مرتفعة أما الآن وحسب أرقام وزارة العدل فنسبته في 2014 لم تتعد 0.26% في نظرك لأي شيء تعزى هذا الانخفاض؟

ما قالته وزارة العدل حقيقة، لأن وزارة العدل تنطلق من المعطيات المسجلة عندها، أما الواقع فهو عكس ذلك لأنها لو فتحت الباب للرجال قد تصل النسبة إلى 25%، أما بالنسبة لثبوت الزوجية فالنسبة ستكون مرتفعة، لأنه الآن لما يتزوج الرجل بالمرأة وتكون هي الثانية أو الثالثة أو هي الرابعة ويتبعون المسطرة القانونية ويكون رفض القاضي، ثم يحينون الملف ويكون رفض القاضي، فيلجؤون إلى العرف المغربي في الزواج المعروف بزواج الفاتحة وينتظرون حتى وقوع الحمل ويدفعون ملف ثبوت الزوجية ويضعون القاضي أمام الأمر الواقع، وتتراكم الملفات عند وزارة العدل التي لو اطلعنا على حجمها لكانت الأرقام صادمة.

فالحل بيد وزارة العدل التي يجب أن توجد حل للمعددين وبالخصوص للنساء، لأنهن من يقع عليهن الظلم.

فأقول المدونة يجب عليها أن تراعي حقوق الثلاث نسوة الأخريات اللائي يعشن الضياع، فالمتزوجات منهن لا يتوفرن على وثائق لأن طلب التوثيق يقابل غالبا بالرفض من طرف القاضي، فعلى المدونة إعادة النظر في هذا الأمر.

كلمة أخيرة تختم بها هذا الحوار؟

الكلمة الأخيرة أوجهها إلى الجمعيات الحقوقية النسوية ونطالبهم بإيجاد حل للنساء المتزوجات زواج التعدد، ليضمن لهن حقوقهن، والذي ألاحظه أن بعض الجمعيات تقف في صف الزوجة الأولى ضد الزوجة الثانية، فهل الزوجة الثانية ليت امرأة؟ أليست مواطنة مغربية؟ أليست لها حقوق كحقوق الزوجة الأولى؟ كيف ضمنتم حقوق الزوجة الأولى التي عاش معها الرجل مدة من حياته، ولما فكر في التعدد بمرأة أخرى لم تتضامنوا معها؟ لماذا تقوم هذه المنظمات والجمعيات النسوية بحرمان هذه المرأة من حقها؟ هنا يظهر التناقض.

فالرجل الذي يعدد في نظري يتحمل عبء كان يجب على الدولة تحمله، لأنه تكفل بامرأة مطلقة، أو أرملة، أو كبيرة السن، فالرجل الذي أراد تحمل هذا العبء يجب على الدولة تقديم يد العون له وذلك بتوثيق عقود الزواج، فهو لم يطلب أجرا شهريا ولا سكنا ولا منحة حتى يقدم على هذا الزواج وإنما هو يطلب التوثيق فقط، فعلى الدولة والجمعيات الحقوقية تقديم يد المساعدة لهذا الرجل ولهذه المرأة على حد سواء.

ــــــــــــــــــــــــــ

* جمال بنعكراش: مواطن مغربي معدد بأربعة نساء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *