رمضان موسم للتزود من الصالحات والإكثار من الطاعات والعبادات، لكنه كثيرا من المسلمين ما إن ينقضي شهر الصيام حتى يعودوا لما كانوا عليه قبله من تفريط وتضييع للفرائض وزهد في أبواب الخير؛ فلماذا تقل قراءتنا للقرآن بعد رمضان؟ ولماذا يقل أو يتوقف قيامنا في الليل؟ ولماذا يعود كثير من المسلمين إلى مقارفة المعاصي التي كانوا قد تركوها مع حلول الشهر المبارك؟ ولماذا.. ولماذا..؟
إن مما دلت عليه نصوص الشرع وأقوال العلماء أن الاستمرار في الطاعة دليل على أن الله قبلها، فإن الحسنة تجلب حسنة، كما أن السيئة تجلب سيئة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل» [البخاري ومسلم].
وللاستمرار على الطاعة ثمرات وفضائل:
-1 أن العمل المداوم عليه محبوب لله، لما في الحديث المتقدم (أحب الأعمال…).
-2 أن المداومة على العمل من هدي النبي عليه الصلاة والسلام، فعن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملا أثبته».
-3 أن المداومة على العمل سبب لمحبة الله، كما في الحديث: «ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه».
-4 أن المداومة سبب لإظلال العبد في ظل الله، كما في الحديث: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله -وذكر منهم- وشاب نشأ في عبادة الله…».
-5 أن المداومة سبب لطهارة القلب من النفاق، لأن المنافق تثقل عليه العبادة والطاعة ولا يستطيع أن يستمر عليها، قال تعالى: {وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى}.
-6 أن المداومة على العمل سبب للنجاة من الشدائد، ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة».
-7 أن المداومة على العمل فيه دوام اتصال القلب بالله، وهذا يزيد القلب قوة وثباتا ونشاطا وتوكلا وتعلقا بالله وتركا للمعاصي.
-8 أن المداومة على العمل ترويض للنفس على الطاعة، ولهذا قيل: نفسك إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية.
-9 أن المداومة على الطاعة دليل صدقك مع الله، فقد قال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}.
-10 أن المداومة على الطاعة يكون من أعظم ثمراتها التوفيق الرباني لعمل طاعات وأعمال أخرى يحبها الله ويرضاها ويثيب عليها بالأجر العظيم.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إليك يا رب العالمين.