علاقة المغاربة بالمصنفات الحديثية

لئن تفاوتت عناية المغاربة في الاهتمام بالمصنفات الحديثية، فإن المؤكد أنهم كانوا يهتمون بها جميعا، وإن المتصفح لكتب الفهارس والأثبات المغربية يجد سيلا من الكتب الحديثية الأولى التي كان الشيوخ يدرسونها، ويجيزون بها طلابهم، ومن هذه المصنفات ما يذكره ابن خير في فهرسه مثل: مسند حديث الأوزاعي، ومسند حديث ابن جريج، ومسند حديث الزهري وعلله، مسند حديث سفيان الثوري، ومسند حديث سفيان بن عيينة، ومسند حديث شعبة بن الحجاج، ومسند حديث يحيى بن سعيد الأنصاري، ومصنف سفيان بن عيينة، ومصنف عبد الرزاق، ومصنف وكيع بن الجراح، وكلها كانت رائجة في الأندلس في وقت متقدم، فما الظن بكتب الصحاح والسنن والمساند التي جاءت في وقت أصبح فيه المغرب بلد حديث وراية؟
لقد بدأت كتب الحديث تعرف طريقها نحو المغرب أواخر القرن الثاني الهجري، وازداد انتشارها في القرن الثالث ويستفاد من بعض الروايات الموثوقة، أن موطأ مالك -وهو كتاب حديث وفقه- دخل الأندلس أواخر القرن الثاني الهجري على يد الغاز بن قيس المتوفي سنة 199هـ، كما دخل إلى تونس على يد علي بن زياد التونسي المتوفي عام 183هـ في التاريخ نفسه، ثم تبعته كتب أخرى مثل مصنف ابن أبي شيبة الذي دخل على يد بن مخلد المتوفي عام 276هـ.
وفي القرن الثالث الهجري دخل مصنف أبي داود السجستاني المتوفي عام 275هـ وجامع الترمذي المتوفي عام 279هـ وسنن النسائي المتوفي عام 303هـ، ومسند الإمام أحمد ابن حنبل المتوفي عام 241هـ وسنن البيهقي المتوفي عام 458هـ، وسنن الدارقطني المتوفي عام 385هـ، وسنن البزاز وغيرها، كما دخل صحيح البخاري على يد الإمام أبي عبد الله الأصيلي المتوفي عام 392 هـ بعدما رواه عن أبي زيد المروزي عن محمد بن يوسف الفريري، في الوقت الذي أدخله إلى تونس أبو الحسن القابسي المتوفي عام 403هـ .
وتفيد بعض الروايات أن صحيح مسلم دخل إلى المغرب قبل صحيح البخاري وأن كتب السنن كانت أسبق دخولا من الصحاح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *