(لا يعجبن مضيماً حسن بزته … وهل تروق دفينا جودة الكفن)
المضيم المظلوم والبزة اللباس يقول لا ينبغي للمظلوم أن يعجب بحسن لباسه فإن الميت لا يعجب بحسن كفنه شبه المظلوم الذي لا يدفع الظلم عن نفسه بالميت وجعل ثوبه كالكفن.
(لله حالٌ أرجيها وتخلفني … وأقتضي كونها دهري فيمطلني)
يقال عند التعجب من الشيء لله هو والمعنى هاهنا إن القادر على تمكيني من هذه الحال التي أرجوا بلوغها وهي تخلفني أي لا تصل إليّ ولا تنجز عدتي وأسال دهري وهو يمطلني هو الله تعالى.
(مدحت قوما وإن عشنا نظمت لهم … قصائداً من إناثِ الخيلِ والحصن)
مدح قوما بخلاء لا يستحقون المدح يقول: عشت غزوتهم بخيل إناث وذكور والحصن جمع حصان وهو الفحل من الخيل وجعلها كالقصائد المؤلفة بدل القصائد التي ألفها في مدحهم.
(تحت العجاحِ قوافيها مضمرةً … إذا تنشدن لم يدخلن في أذن)
يقول قوافي هذه القصائد خيل مضمرة تحت العجاج وليست مما ينشد فيدخل الآذان.
(فلا أحارب مدفوعا على جدرٍ … ولا أصالح مغروراً على دخن)
مدفوعا حال له وكذلك مغرورا أي لست ممن يعتصم في الحرب بالأبنية والجدر وروى ابن جنى مرفوعا أي يرفع إلى الجدر فيحارب عليها أي لا أصالح إلا على بذل الرضاء والدخن الفساد والعداوة في القلب ومنه الحديث هدنة على دخن والمعنى لا أصالح أعداءي إذا غروني ونافقوني.
(مخيم الجمع بالبيداء يصهره … حر الهواجر في صمٍ من الفتن)
يقول إنا مخيم الجمع بالبيداء يعني عسكره قد نصبوا الخيام بالصراء يذيبهم حر الهواجر في فتن صم شديدة أو فتن لا يهتدي فيها كالحية الصماء التي لا تجيب الراقي.
(ألقى الكرام الأولى بادوا مكارمهم … على الخصيبي عند الفرض والسننِ)
يقول الكرام الذين هلكوا ورثوه مكارمهم فهو يستعملها عند ما يلزمه كالفريضة وعندما لا يلزمه كالسنة.
(فهن في الحجر منه كلما عرضت … له اليتامى بدا بالمجد والمنن)
يقول فالمكارم في حجره يريبها وكلما عرضت له الأيتام بدا باستعمال المجد فمن عليهم وأحسن إليهم وإنما ذكر اليتامى لأنه يمدح قاضيا والقضاة يتكلفون أمر الأيتام وأطال ابن فورجة الكلام في معنى البيتين وذلك أنه قال يعني أن المكارم فقد رغبوها وكان لها من الكرام آباء فلما هلكوا اكفلوها هذا الممدوح لأنه قاض والقضاة تكفل اليتامى فجعلوه كفيلها فهو يربيها مع سائر الأيتام غير أنه يؤثر المكارم بحسن التربية على سائر الأيتام وهذا معنى قوله كلما عرضت له اليتامى بدا بالمجد والمنن أراد بدا بالمكارم فأقام المجد والمنن مقامهما لأنها في معناها هذا كلامه وهو تكلف من لم يعرف المعنى.
قاضٍ إذا التبس الأمران عنَّ له … رأيٌ يخلص بين الماء واللبنِ
وصايا الملوك
الهدهاد بن شرحبيل
ويقال: إن الهدهاد بن شرحبيل خرج على الميعاد إلى أصهاره الجن في خاصة قومه وخدمه حتى وافاهم، فوجد قصراً بناه له الجن في فلاة من الأرض، تحفه النخل والأعناب وألوان الزروع وأنواع الفواكه، تجري فيه الأنهار الجارية. قال: فتعجب القوم من ذلك تعجباً شديداً، ورأوا ملكاً عظيماً، فنزلوا في القصر معه على فرش لم يروا مثلها، وقربت لهم موائد، عليها من طيبات المأكول وألوانها التي لم يأكلوا قط أطيب منها طعماً ولا أزكى رائحة، وسقوا من الشراب ما لم يشربوا قط أهضم منه ولا ألذ ولا أمرأ ولا أخف منه، فمكثوا معه ثلاثة أيام بلياليها في ذلك، ورفعت إلى الهدهاد بن شرحبيل امرأته الحرور بنت اليلب بن صعب العرمي ملك الجن، قال: وأذن الهدهاد لبني عمه وخاصة عشيرته بالانصراف إلى مواضعهم، وصار ذلك القصر دار مملكته.
ويقال إنه مكث زماناً طويلاً مع الحرور بنت اليلب بن صعب، وولد منها بلقيس بنت الهدهاد بن شرحبيل بن عمرو بن يشدد بن الفظاظ بن عمرو بن عبد شمس. قال: فلما ترعرعت بلقيس توفي أبوها الهدهاد، ولم تعش بعده أمها الحرور بنت اليلب إلا قليلاً، وبقيت بلقيس بنت الهدهاد بن شرحبيل مع أخوالها العرميين من الجن.
ويقال إن ابن عم أبيها جلس بعد الهدهاد في الملك وهو شمرَّ يرعش، فسمع له والناس وأطاعوا، ثم إنه أرسل إلى بلقيس يخطبها، فأجابته إلى ذلك على أنه لا يخالفها في شيء تريده وفي شيء تكرهه، فضمن لها ذلك وتزوجها. فيقال: إنها لم تزل تبث المواهب والإحسان في الناس حتى استمالتهم إلى طاعتها.
ويقال: إن شمَّر يرعش لم يمت حتى أعطاها خاتم الملك لما رأى من كفايتها ورعايتها للملك وحفظها وحياطتها وحسن قيامها به، فكان لا ينهى ويأمر غيرها على الرسم الذي قد جرى لها.
ويقال: إنه مات وما درى أحد بموته إلا في أيام سليمان بن داود النبي صلى الله عليه وسلم حين رفعها الله زمن سليمان بن داود صلى الله عليه وسلم ونقلها إليه. فلما توفي سليمان بن داود صلى الله عليه وسلم انتقل الملك عن رهط بلقيس بنت الهدهاد بن شرحبيل إلى زرعة بن كعب، وهو حمير الأصغر، أخوه عبد شمس، وهو سبأ الأصغر، وهما ابنا كعب بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث.
خيل بني ذهل بن ثعلبة
فرس مالك بن عبدة بن ربيعة بن
خيل عجل بن لجيم
الحارث بن دلف، يقال لفرسه: المريخ، وهو فارس المريخ.
حنظلة بن سيار العجلي فارس عمير، وهو اسم فرسه، قال يوم ذي قار، وهو على ميسرة بكر بن وائل، يحضهم:
قد جد أشياعكم فجدوا ما علتي وأنا مؤد جلدُ
والقوس فيها وتر عردُ مثل ذراع البكر أو أشدُ
قد جعلت أخبار قومي تبدو وأن المنايا ليس منها بدُ
هذا عمير فوقه الألدُ يقدمه ليس له مردُ
حتى يعود كالكميت الوردُ خلوا بني شيبان واستبدوا
نفسي فدتكم وأبي الجدُ
وقال:
صبراً عمير إنها الأساوره
صبراً ولا تفزعك رجل نادره
فإن نفسي للمنايا صابره
معرض الشارقة للكتاب يجذب أكثر من مليوني زائر
سجلت الدورة الـ35 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب التي أسدل الستار عنه الأسبوع المنصرم، رقما قياسيا في عدد الزوار وحجم المبيعات، كما زاد الاهتمام الإعلامي بتلك التظاهرة الثقافية، وهو إنجاز يعزز مسعى المعرض نحو الريادة العالمية.
وبلغ عدد الزائرين لهذه الدورة 2.31 مليون زائر مقارنة مع 1.227 مليون في الدورة السابقة، كما سجلت الدورة ارتفاعا في حجم المبيعات التي فاقت قيمتها 176 مليون درهم إماراتي (نحو 48 مليون دولار)، مقارنة مع 135 مليون درهم في الدورة السابقة.
وقال رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري في بيان إن “هذه الدورة قربت حلم الهيئة بالوصول إلى المركز الأول عالميا بين المعارض الأكثر جذبا للزوار والأكثر تحقيقا للمبيعات”.
وتعتزم الهيئة البناء على هذا الإنجاز لكي يحتل المعرض المرتبة الأولى أيضا على مستوى العالم في المعارض الأكثر نشاطا في مجال بيع وشراء حقوق النشر، في ظل الاهتمام المتزايد بالمعرض من قبل الناشرين وسعي الكثير منهم للمشاركة فيه.
وعزت هذا التطور إلى الفعاليات الثقافية والأدبية النوعية، إلى جانب الأسماء الكبيرة من الكتاب والأدباء والمفكرين والمشاهير، وارتفاع عدد دور النشر المشاركة في هذه الدورة، إذ بلغ عددها 1681 دارا.
وتوقفت إدارة المعرض الذي أقيم على مدى 11 يوما تحت شعار “اقرأ أكثر”، عند الاهتمام الإعلامي الكبير بالمعرض ودور ذلك التفاعل في الوصول إلى ما تم تحقيقه، وقالت الهيئة إن وسم المعرض تم تداوله أكثر من مليار مرة على مواقع التواصل الاجتماعي.