عندما يحزن العيد عبد الرحمن العشماوي

أقبلت يا عــيد، والأحــزان أحــزان          وفي ضمـــير القــوافي ثار بركــان

أقبلت يا عيد، والرمـضـاء تلفحـــني         وقد شكت من غبــار الدرب أجفـان

أرض حــسرتنا أقبلت يا عيد، هـذي         تموج موجــــا وأرض الأنس قيعان

أقبلت يا عـــيد، والظـــلماء كـــاشفة        عن رأسها، وفــؤاد الـــبدر حيـــران

أقبلت يا عيد، أجري اللحن في شفتي        رطــــباً، فيغـــبطني أهل وإخـــوان

أزف تهنــــئتي للــناس أشـــعـــرهم         أني سعــــــيد وأن القـــلب جــــذلان

وأرسل البسمة الخــــــضراء تذكرة         علــــى نفوسهــــم وتزهـــو وتزدان

قالوا وقد وجـهوا نــحوي حديــثهمو         هذا الذي وجــــه للــــبشر عــــنوان

هذا الذي تـــصدر الآهــات عن دمه         شعــــراً رصــــيناً له وزن وألــحان

لا لن أعاتبهم هم ينـــــظرون إلــــى         وجهي، وفي خاطري للحزن كتمان

أقبلت ياعـــيد، والأحــــزان نائمـــة         على فراشي وطرف الشوق سهـران

من أين نــفرح يا عيــد الجراح وفي         قلوبنا من صــــنوف الهـــم ألــوان؟

من أين نفرح والأحـــداث عاصـــفة         وللدمـــى مـــقَل تــــرنــــــو وآذانُ؟

من أين.. والمسجد الأقصى محطمة         أمـالـــه، وفـــؤاد الـــقدس ولهـــانُ؟

من أين.. نفرح يا عيد الـجراح وفي         دروبــــنا جـــدر قامـــت وكثبـــان؟

من أين.. والأمــة الغـــراء نائــــمة         على سرير الهوى، واللـــيل نشوان؟

من أين.. والذل يبــني ألف منتــجع          في أرض عزتنا والريح خســـران؟

أين الأحبــة.. لا غـــيم ولا مطــــر          ولا ريـاض ولا ظــــل وأغصــان؟

أين الأحبــــة.. لا نجــوى مــعطرة          بالذكــريــات ولا شيــح ولا ريحان

أيـن الأحـــبة.. لا بـــدر يلـــوح لنا           ولا نجوم بـــها الظــــلماء تــزدان؟

أيـــن الأحبــة لا بحـــر ولا جـــزر           تبدو، ولا سفن تـــجري وشـــطان؟

أيـن الأحبـــة.. وارتــد السـؤال إلى          صدري سهاماً لها في الطعن إمعان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *