أبطال القدس شعر: أبو أنس عمر بعزة إمام مسجد بضواحي تارودانت

الله أكبر كم في القدس من بطل ** أقوى وأثبت في الهيجاء من جبل

مرابط لم يفارق منذ مولده ** * مهد المسيح ومسرى خاتم الرسل
ما شب إلا ونار الحرب تلفحه *** فاعتاد خوض المنايا غير محتفل
ليس الشبيبة في الأهوال نابتة *** مثل الشبيبة بين اللغو والغزل
إذا اليهود رأوا في كفه حجرا *** كادت تضيق عليهم سائر السبل
وإن رأوهم قريبا من مخابئهم *** رأوا المنية تأتيهم على عجل
وما يقول: غدا يا ثأر موعدنا! *** حتى يصابوا بألوان من الخبل
فاعجب لأعزل كل الناس تخذله *** كادت تموت أعاديه من الوجل
يصوغ بالدم للأجيال ملحمة *** حب الشهادة فيها مضرب المثل
ما فل من عزمه خذلان أمته *** أو هول تعذيبه في كل معتقل
ولا استراح إلى تأييد ألسنة *** باتت تزخرف أقوالا بلا عمل
لو خاذلوه استعادوا نبض نخوتهم *** لمات أكثرهم من شدة الخجل
ما القدس إلا عروس مهرها دَمُنا *** وما لتقديمنا للمهر من بدل
ما أصعب الموت إلا في محبتها *** فإن علقمه أحلى من العسل
يا قدس مهما أراقوا فيك من دمنا *** فليس حقك إلا الحفظ في المقل
والله يا قدس مهما كان مغرمنا *** يبقى خلاصك دوما غاية الأمل
لو للجهاد فم ما كان مطمحه *** إلا تحية أهل القدس بالقبل
نحن الخوالف في تاريخ أمتنا *** مهما انتحلنا من الأعذار والعلل
نحن الخوالف قد شلت جوارحنا *** حتى المشاعر لم تسلم من الشلل
نحن الخوالف فينا الناس طامعة *** حتى تداعت علينا سائر الدول
ما عاد يلهمنا تاريخ أمتنا *** إلا البكاء على أيامنا الأول
ليت الجدود استطاعوا زرع نخوتهم *** فينا بسائر ما في الأرض من حيل
في أي فعل من الأفعال نشبههم *** نحن المقيمين بين العجز والكسل
لو أدركونا تولوا هم إبادتنا *** كما أبادوا العداء بالبيض والأسل
إذا أضاع الفتى أمجاد والده *** فقد أشاد بفضل العقم والهبل
في ما التخطيط والقرآن في يدنا *** في كل آن يرينا موضع الخلل
هذا الكتاب الذي في ظل منهجه *** من المحال وقوع الخلق في الزلل

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *