دمعة كتاب أبو أيوب خالد شيري المراكشي

يا أنـيـسَ الجُلساءِ تسلـَّـى كُفَّ نَدْبـا لزمـانٍ تولــى
ذاك ملكٌ قد مضَـى مَن بنـاه وبقيتَ اليــومَ لِلْمُلكِ أصلا
أنتَ من أنْطقَ العَزْمَ فيهِـــمْ أحْسَنُوا قَولا وأحسَنْتَ فِعـلا
صَفَحَاتٌ مِنْكَ كانت خَمِـيسًا وسطورٌ فِيكَ لمَ تَــألُ فَصْلا
فارْضَ أقْدَارًا رمَتْكَ لِـخُـلْفٍ لمَ يكونوا للذي رُمْـتَ أهْـلا
أفْرَشُوا الذُّلَّ وأنت فيــهـم فيك عزٌّ لو فُتِـحْتَ تَجَلَّـى
قَدْ أجَابُوا إذ دَعَـوْتَ بِكَــلاَّ فأجاب إذ دَعَوْهُ ألْـفُ كَـلاَّ
لِلْمعالي سُنَـنٌ لا تُحابـــي بالنَّوَال سَيـِّداً إن تَـخَـلَّى
كُتُبٌ للمجدِ كانـت تُـنَادِي زَمَنًا تَـدْعُـو نَهَارًا وَلَيْــلا
ليت قومي قد أجابوا لَعَــزُّوا وَلَصَارُوا الرَّأس والناسُ ذيـلا
يا أنِيس العُمْرِ أفْدِيكَ صَحْـبِي قَـوْلهُم حُلْوٌ وقَوْلُكَ أَحْلَـى
طابتِ الأوْقاتُ والبَـيْتُ رَوْضٌ مُـذْ حَلَلْتَ فيه أهْـلا وسهلا
للحروفِ منكَ في القلبِ عشقٌ كَهَوَى هِــنْدٍ وسَلْمَى ولَيْلَى
تُنْشِدُ الأوراق مِنكَ لحَـْنـًـا فـتميل النفسُ بِاللَّحْنِ مَيْـلا
لِلسَّوَادِ فِي البَيَاضِ جَمَـــالٌ نـافَسَ الغِـيدَ بَهَاءً وَكَـحْلاَ
لِلنَّــدَى قَـوْمٌ كِرَامٌ وَلَـكِنْ مَا رَأَيْتُ في النَّدَى لَكَ مِـثْلا
قَـد وهبتَ الجِدَّ إنْ شِئْتُ جِدًّا وَوَهَبْتَ الـهَزْلَ أن شِئْتُ هَزلا
يَغْرِفُـونَ المال ِللنَّاس غَرْفـًـا وَوَهَبْتَ العِلْمَ سِجْلاً وسجـلا
طاوَلوُك جُودَهُمْ في الـمَبَـادِي فانْثَنَـوْا إذْ جِئْتَ بِالبَحْرِ فَضْلا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *