دفاع واجب، وثبات أوجب… ذ.عبد الرحمن الزواكي

عجبا للإنسان الضعيف، يتطاول ويعمل على ألا ينشر نور الله في أرضه، ولا يحكم بشرعه بين عباده، فإذا خلت الأرض من دين الله، أو حصر في زواياها فما فائدته.
عجباً له عندما يخادع نفسه وغيره، فيحارب هدى الله، ثم يزعم أنه إنما يحارب المنتسبين إليه وتطبيقهم وفهمهم، ثم يسلكهم جميعاً بلا تمييز إلا من لا يحرك ساكنا ولا يسكن متحركاً فهو المرضي عنه.
فإذا سقط حاملو المشعل أفلا يهوي إلى الأرض.
إنها حملات وحملات قديمة وجديدة، داخلية وخارجية، مرة بالكتب ومرة بالكتائب، مرة تنطلق من المحاريب، ومرة تشرع الحراب، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
وبعد، فهذه أبيات أدافع بها عن ديني وعقيدتي وهوية أمتي، وهي أمور لا مساومة فيها، أما النقد العاقل والتصحيح المنصف فلا يعلو عليهما أحد، وإنا لنفرح بذاك لنترقى إلى الأفضل:

ياقارئي مني إليـــــــــك تحيَّـــــــةٌ يطوي البلاد عبيرهـــــــا، قلبيَّـــــةٌ
هل أنت دارٍ ماأتت “نوعيـــــــــة” لم تخل منهـــا بقعـــــة أرضيــــــةٌ
قد أغضبتهــا عـــــودة فطريـــــةٌ للدين لما أشرقـــــــــت حريـــــــــةٌ
لكأنهــــــــا خلقــت لحـــق فتنــــة فجهودها لظهــــــــوره ضديــــــــةٌ
لم يكفها أن قد نأت عـــن نهجــــه بترفــــعٍ فنفوسُهــــــــا كبريَّـــــــــةٌ
حتى نهت عنه بكـــــل صلافـــــة فهو العدو وحربــــــــه حتميــــــــةٌ
والنور رغم حجابهـــــم متألـــــق والشمس رغم غبارهـــم مرئيــــــةٌ
والبحر رغم غثائهــــم متلاطــــم والنار رغم وقودهــــــم “مطفيـــــةٌ”
لكنهم خصوا بمكـــــر عصبـــــةً عَزلاً لها ليقــــــال ذي فرديَّـــــــــةٌ
فدعوا الخداع فإن هاذي دعــــوة سنيــــــــةٌ سلفيــــــــة نبويـــــــــــةٌ
منذ الصحابة غضــــة وطريــــة وعن اجتثات –فاسمعون- عصيــــةٌ
سلفيَّـــــة وعَلِيــــة ورضيّــــــــَه ومن العدى من ربها محميــــــــــةٌ
كم أنفق الأرذال في تشويههـــــا فتلوث الأرذال وهــــــي نقيــــــــةٌ
سلفيـــــة للمهتديــــن هديــــــــة عقدٌ، وفقهٌ، والطريـــــق جليـــــــةٌ
با مبغضيها هل علمتم علمهــــا كيما تصح لدى الخصام قضيـــــــةٌ
أم أنه الجهل المركب والهـــوى وشتائمٌ للمؤمنيــــــــــن سخيــــــــةٌ
سلفية بالوحـــي كــــان قيامهـــا وعلى الدليل من الهدى مبنيــــــــةٌ
وعلى الرسول وصحبه تعويلها ومن التعصب والغلــــو بريــــــــةٌ
ليست بحزب أو بقايــا فرقــــة كلا، ولا شخصٌ لــــــه نظريـــــــةٌ
طوراً يقال لدفعهـــا: شرقيـــــةٌ جاءت بها مجموعـــــــة نفعيــــــةٌ
ويقال طوراً: إنهــــا نجديـــــــة ويقال حينــــــاً: إنهـــــا تيميـــــــةٌ
قد أعجزت من ناوؤوها فانبَروا ثم افتَروا زوراً، وتـــلك بليــــــــةٌ
هي أمة الإسلام إلا من أبـــــــى أو من له “منظومـــــة” بدعيَّـــــةٌ
عُلمت، فخير ممثليها أحــــــــمد والشافعـــــي ومالـــك حنفيــــــــةٌ
وأئمة النقـــــــل الذين لهم بـــها وجه الصدارة كتْبهـــــم مرويـــــةٌ
وأئمة الزهد الذين على الهــدى أحوالهـــم عند الورى مرضيـــــةٌ
والصالحون من الملوك فكلهــــم تبكي عليه لدى الوداع رعـيـــــةٌ
وشعارها الإصلاح وفق شريعةٍ في كل ما تأتــــي به مرضيــــــةٌ
تتقادم الأيــــــــام وهْي جديـــــدة تتساقط الأفكـــــــار وهْي عليـــةٌ
وتقيم حجتَها بكــــــل نصاعــــةٍ علماؤُها، فردودهــــــــم فوريــــةٌ
وإلى القيامة سوف تبقى غُــــرةً في جبهة التاريخ وهي حريـــــةٌ
هي للنجاة سفينة مضمونـــــــــة والنصر وعد، والخصوم شقيــــةٌ
لا تطلبوا ذنباً لها بجنايــــــــــة من فعل منتسب، وتلك رزيــــــةٌ
ما أفسد الأديــــــان إلا أهلهـــــا وكثيرُ ذاك جهالــــــة وحميـــــةٌ
فدعوا الشخوص، وبرهنوا بأدلة إن كان فيكم مُسكـــة علميــــــةٌ
أوَما وجدتم غير هاكي تُشهَـروا ويقالَ في الإعلام: ذي وطنيَّــةٌ
كم عالم متمكــــــن قد جاءهــــا يبغي المطاعن، والعيون قويـــةٌ
فإذا به يرتــــــد وهو مدافــــــع عنها وتلك حقائـــــــق محكيــــةٌ
أوَ ما قرأتم كم رؤوس ضخمـــة سبحت عميقا والعقول ذكيـــــــةٌ
قد ألَّفوا وتصوفوا وتفلسفـــــــوا وتحذلقوا فبحوثهم “ثوريــــــةٌ”
حتى إذا قرب الرحيل تبـــرءوا مما مضى ولقد أتتك وصيــــــةٌ
رازيهم وأبو المعالي والغـــــزا لي الذي قالـــــوا له حجيـــــــــةٌ
بل كتْبه إلا القليل ضلالـــــــــة قد أحرقتها دولـــــــــة سنيــــــةٌ
رجع الكبار لظلها من صدقــهم فسل الصغار: أما لديهم نيـــــــةٌ؟
وبعصرنا إن رمت بعدُ أدلــــةً فانظر لحرب إنهــــــا كونيــــــةٌ
يرمون دعوتنا بكل نقيصـــــه كذباً، وليس لقولهـم شرعيـــــــــةٌ
ويساندون خصومها بصفاقـــة صوفيةٌ ونقيضهــــــا عقليــــــــــةٌ
ولهم أساليــبٌ غدت مفضوحـةً ولهم ألاعيـــب بها سوقـيــــــــــةٌ
قد طاولوها كي يقال ذليلـــــة قد زاحموها كي يقـــال خفيـــــــةٌ
قد ألبسوها كل يــوم فريــــةً فغبيهـــم لا يستحـــي وغـبـــــيــةٌ
ولهم عليها كل حــــين حملـــة صــدّاً وتضليـــلا، وتلك مطــيــةٌ
هل يعلمون بأنهـــم يعطونهـا زخماً وتلك دعايـــــة عكســـيـــةٌ
والحمد لله الذي قـــــد دلنـــي لطريقــــه فعقيدتــــي قطعيـــــــةٌ
ثم الصلاة مع السلام على الذي مشكاتـــــه في نورهـــا أبديــــــةٌ
وصحابه والتابعين ومن تلـــى ومحبهــم حقــــا، وتـلك مزيــــــةٌ
لا تستطل ما قلت واقرأ مدركـا هو جَنبَ ما فــي جعبتـي برقيــةٌ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *