بمناسبة افتتاح الموسم الدراسي الجديد لنا وقفة مع المعلم الذي يسهر على تعليم أبناءنا وفلذات أكبادنا فله نقول:
قال الشاعر:
رأيـــت الحـق حـق المـعـلـم *** وأوجبة حفظاً على كل مسلم
له الحق أن يهدي إليه كرامة *** لتعليم حرف واحد ألف درهم
إن وقفة قصيرة مع النفس نتصور من خلالها دور المعلم في المجتمع يجعلنا ندرك ضخامة الدور الذي يقوم به المعلم وعظم المسؤولية التي تقع على كاهله فما هذه الألوف المؤلفة من أولادنا وفلذات أكبادنا إلا غراس يجب أن يتعهدها المعلم بماء علمه لتنبعث وتتمر وتفيض علما ومعرفة وفضلا.
فمما لا شك فيه أن أولى الناس بهذا التبجيل والإجلال هو المعلم لأن اسمه مشتق من العلم ومنتزع منه، فالمعلم يصيد ببحر علمه على الأرض القاحلة فتغدو خضراء يانعة، ولذلك يتحتم على كل طالب وطالبة النظر بعين الاحترام والإجلال والإكرام والتواضع للمعلم.
إن المعلم الذي يحرص على تعليم الخير هو ذاك العملاق الشامخ في عالم العلم والمعرفة، وهو النور الذي يضيء حياة الناس وهو عدو الجهل والقاضي عليه، وهو الذي ينمي العقل ويهذب الأخلاق لذا وجب تكريمه واحترامه وتبجيله لأنه يحمل أسمى رسالة وهي رسالة العلم والتعليم التي حملها خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
فيا أيها المعلم اتق الله في أبناء المسلمين واحرص عليهم وعلى تعليمهم وتربيتهم تربية سليمة فهذه فلذاتنا سلمناها إليك فإما مأجور بإحسانك في عملك وتأدية واجبك على أتم وجه، وإما مأزور على تقصيرك في أداء واجبك، فاختر مع أي الفريقين توطن نفسك.
وفي الأخير هذه قصيدة بعنوان (حي المعلم) “للدكتور: بدر عبد الحميد هميسة” نهديها لكل معلم حريص على تعليم أبنائنا الخير، وحريص على أداء واجبه، وحريص على عدم إضاعة وقته، وحريص على تسليم الرسالة على أتم وجه:
حـــي المعلم شـامـــــخا فاق الورى *** أعــــطى الحيــاة حياته بل أكثرا
واذكـــر على الأيام فضــــل جهاده *** مــــــتألـقا صــاغ العلوم جواهرا
يا أيـــها الركـــب الــكـــريم تـــحية *** من عاشـق عشق النجوم مفاخرا
هــــذا المـــعلم مـــن يدانـــي فضله *** أو مــــن يسابق جهده يا هل ترى
ســـما يطـــاول أنجـــــما وكــواكبا *** خضعت له كل المـعالي في الذرا
كالبحــر يصـــبح بالعــطايا مثلــما *** يمـسي على فيـض الأماني زاخرا
كالشمس تــشرق بالضــياء مـجددا *** حتــى يـظل الـعود أخضر ناضرا
هـــذا المجـاهد إن شكـــا قرنـــاؤه *** يبـقى علـــى الأيام جـلدا صــابرا
فشعــاره: هذي القــناعة والرضـا *** مــــلك عــــظيم قـــد رآه عــامرا
إن ضــــنت الأيام يبــــقى حــامدا *** إن ضــــاقت الأقدار يبقى شاكرا
فطريقه الإخـــــلاص يحدوه التقى *** متعففــا، صـــلب الإرادة طـاهرا
وسـلاحه “الطبــشور” أول عهده *** يبــقى يـقاسمـــه الـطـريق وآخرا
لو قلت شعــرا ســيدي لتكـــسرت *** هذي القـــــوافي في يديك وأبـحرا
ما الـــشـــعر إلا نفـــثة ميــــمونة *** تفــنى تـزول وتـبقى دوما شاعرا
هذا الــــكريم فحــــيه واذكـــر له *** فضلا كبــيرا في الخلود مــسطرا