درر وفوائد

تقبيل يد العالم
في الباب أحاديث وآثار كثيرة، يدل بمجموعها ثبوت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنرى جواز تقبيل يد العالم إذا توفرت الشروط الآتية:
1. أن لا يتخذ عادة بحيث يتطبع العالم على مد يده إلى تلامذته، ويتطبع هؤلاء على التبرك بذلك.
2. أن لا يدعو ذلك إلى تكبر العالم على غيره، ورؤيته لنفسه.
3. أن لا يؤدي ذلك إلى تعطيل سنة معلومة، كسنة المصافحة، فإنها مشروعة بفعله صلى الله عليه وسلم وقوله.
السلسلة الصحيحة 1/253

حكم المال المأخوذ لتعطيل الحدود
لا يجوز أن يؤخذ من الزاني أو السارق أو الشارب أو قاطع الطريق ونحوهم مال تعطل به الحدود، لا لبيت المال ولا لغيره، وهذا المال المأخوذ لتعطيل الحد سحت خبيث، وإذا فعل ولي الأمر ذلك فقد جمع فاسدين عظيمين: أحدهما: تعطيل الحد، والثاني: أكل السحت.
مجموع فتاوى ابن تيمية 28/302
المشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة، توجب المشابهة والمشاكلة في الأمور الباطنة على وجه المسارقة والتدرج الخفي.
وقد رأينا اليهود والنصارى الذين عاشروا المسلمين، هم أقل كفراً من غيرهم، كما رأينا المسلمين الذين أكثروا من معاشرة اليهود والنصارى، هم أقل إيماناً من غيرهم ممن جرد الإسلام.
اقتضاء الصراط المستقيم 330

من عقوبات المعاصي أنها تزيل النعم، كيف ذلك؟
إن نعم الله ما حفظ موجودها بمثل طاعته، ولا استجلب مفقودها بمثل طاعته، فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، وقد جعل الله لكل شيء سبباً وآفة، فجعل أسباب نعمه الجالبة لها طاعته، وآفاتها المانعة منها: معصيته، فإذا أراد حفظ نعمته على عبده ألهمه رعايتها بطاعته فيها، وإذا أراد زوالها عنه خذله حتى عصاه بها.
الجواب الكافي 163
ما وجه أن القرآن شفاء لمرض الشهوات؟
بما فيه من الحكمة والموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب، والتزهيد في الدنيا، والترغيب في الآخرة، والأمثال والقصص التي فيها أنواع العبر والاستبصار.
إغاثة اللهفان 1/52.

الإنسان إذا نوى العمل الصالح ولكنه حبسه عنه حابس فإنه يكتب له أجر ما نوى، أما إذا كان يعمله في حال عدم العذر، أي: لما كان قادراً كان يعمله ثم عجز عنه فيما بعد فإنه يكتب له أجر العمل كاملاً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً.
شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين 1/19

حكم ومواعظ
قال ابن الجوزي
كم من متعبد يبالغ في كثرة الصلاة والصوم، ولا يعاني صلاح القلب، وقد يكون عنده الكبر والرياء والنفاق والجهل بالعلم ولا يحس بذلك، وقد يكون تطلعه إلى تقبيل يده وإجابة دعائه، وهذه آفات لا دواء لها إلا الرياضة بالعلم؛ ليقع التهذيب بإصلاح دائه، وإنما تنفع العبادة وتظهر آثارها وتبين لذاتها مع إصلاح أمراض القلب.
التبصرة 2/208
حالة القلب مع العبادة
أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة، وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة، كالفرح بالمال الحرام، والتمكن من الذنوب.
ومن هذه حاله، لا يفوز بطاعة.
وإني تدبرت أحوال أكثر العلماء والمتزهدين فرأيتهم في عقوبات لا يحسون بها، ومعظمها من قبل طلبهم للرياسة.
فالعالم منهم، يغضب إن رد عليه خطؤه، والواعظ متصنع بوعظه، والمتزهد منافق أو مراء.
فأول عقوباتهم، إعراضهم عن الحق شغلاً بالخلق.
ومن خفي عقوباتهم، سلب حلاوة المناجاة، ولذة التعبد.
إلا رجال مؤمنون، ونساء مؤمنات، يحفظ الله بهم الأرض، بواطنهم كظواهرهم، بل أجلى، وسرائرهم كعلانيتهم، بل أحلى، وهممهم عند الثريا، بل أعلى.
إن عرفوا تنكروا، وإن رئيت لهم كرامة، أنكروا.
فالناس في غفلاتهم، وهم في قطع فلاتهم، تحبهم بقاع الأرض، وتفرح بهم أملاك السماء.
نسأل الله عز وجل التوفيق لاتباعهم، وأن يجعلنا من أتباعهم.
صيد الخاطر

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: “اعلم أن القلب إذا خلا من الاهتمام بالدنيا، والتعلق بما فيها من مال أو رياسة أو سورة، وتعلق بالآخرة والاهتمام بها من تحصيل العدة، والتأهب للقدوم على الله -عز و جل- فذلك أول فتوحه، وتباشير فجره، فعند ذلك يتحرك قلبه لمعرفة ما يرضى به ربه منه، فيفعله ويتقرب به إليه، وما يسخطه فيجتنبه، وهذا عنوان صدق إرادته …”

تهذيب مدارج السالكين ص 631

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *