ليلُ الشّتاء الأديب الشاعر محمد بلبصير

 

فتَلَفَّعْتُ في دَمِي ودُموعي نشرَ الليل رُعبه في ربوعي
مُستنيرًا بالنّار بين ضُلُوعي أَقرأُ الآه في دفاتِرِ أمسِي
شبحٌ أخْمَدت يداهُ شُموعِي وَظِلالُ الظلامِ حوْلَ خِيامي
قِصّتي في سُكوتِ جهلِي وَجُوعِي وحفيفُ الأغصانِ أخرسَ يحْكِي
لَحْنَ ذِئْبٍ فِي المَسْمَعِ المَخْدُوعِ وَنَقيقُ الضّفادعِ السّودِ يشدُو
 يا أصيلَ الْمَصِيفِ هلْ مِن رُجُوعِ يا نشِيد الأحزانِ هل من سُرُور
يا صباحِي المرقوبَ هلْ مِنْ طُلُوعِ يا رياحَ الشِّتاءِ هلْ مِن ربيعٍ
وغُرُورُ الطّوفَانِ أَفْنَى زُرُوعِي لَسْعةُ الزّمْهرِيرِ تقْتُل جِلْدِي
ــئــــــــــــــــــا  أسيرًا فِي ذِلّةٍ وخُنُوعِ أنا منْ باتَ خلْفَ جُدْرَانهِ شيـــــــ
وَجبِينِي موْؤودةٌ فِي ركوعِ أتَغنّى ليرْقُصَ السّوطُ فوقِي
بيْنَ لمْعِ الضّحى وحُسنِ الوُقوعِ أنَا عصْفورٌ صَادَنِيَ فخُّ جِنْسِي
يَتَمَلَّى بِعَجْزيَ المصنُوعِ ثمّ ألْقى بي بينَ قُضْبَان أَسْرِي
الذي يَزْرِي جُثّة المصْرُوعِ مَنْ أنا يا قُضبَانَ سِجْني؟ ومن ذاكَ
لستُ أخشى من نشوةِ الموْلوعِ يَا أَزيزَ الرّصاصِ مهلاً فإنّي
فَعيونُ الرّجالِ دونَ هُجُوعِ إنْ تُصِبْ صبيةً وشِيبًا برمْي
     

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *