لتكونَ لِمَـن خلْفَـكَ آيـهْ
شعر د.عبد الرحمن العشماوي
لِلنَّاسِ مَعَ الظُّــــــلْمِ حِكَايَهْ — وَبِـــــدَايَةُ سَــــــرْدٍ ونِهَــــــــايَهْ
يبْـــــدَؤُها الظَّـــــــالِمُ مُنْطَلِقاً — لِيُحَقِّــــقَ بالظُّــــــلْمِ الغَـــــايَهْ
وَالجَـــــوْقَــةُ تَجْــــعلُهُ رَمْــــزاً — لِلــــــنَّاسِ ونِبْــــرَاسَ رِعَايَـــــهْ
تَمْنَــــــحُهُ أَوْصــــــافَ رَشــــــادٍ — وَالظَّالِمُ عنْـــــــوانُ غِـــــوَايَهْ
وَيَظـــلُّ الظَّـــالِــــمُ مُنْـــتَفِخاً — وَيُكَــــوِّنُ أجْـــــــهِزَةَ حِمَايهْ
أجْــــــــهِــزةٌ تَجْـــــعَلُ دَوْلَـــــتهُ — بالسَّطـــــوَةِ مــــيْدانَ رِمَـــــايَهْ
” بَلْطَـــجَةُ” لا تَعْرِفُ وَعْــــياً — أَوْ تَـــــرْوِي لِلخَــــــيرِ رِوَايَـــــــهْ
وَالظَّـــــــــالِمُ يَرْفَــــعُ رَايَــــتَهُ — وَالأمَّــــةُ تَحْــــتَــقِرُ الرَّايَـــــهْ
لكِنَّ الظَــــــــــــالِمَ يَتَــــعَالى — يعْـــزِفُ في سَكْرَتِهِ “نايهْ ”
وَيَظَـــــلُّ صَـــرِيعَ تَخَـــــــبُّطِهِ — تُسْـــــــــكِرُهُ أبــواقَ دِعَــــايَهْ
تُنْـــسِيهِ السَّـــكْرَةُ خَـــــالِقَهُ — تُفْــــــقِدُهُ عَقْــــــلاً وَدِرَايَــــــهْ
فَــــتَجيءُ الضَّـــــرْبَةُ تجْـــعَلُهُ — يَتَــــرَنَّحُ مِنْ غَــــــيرِ عِـــــنَايَهْ
وَالكَـــــونُ يُــــــرَتِّلُ قُـــــرآناً — يَمْنَــــــحُنا نُــــــوراً وَهِدَايَــــــهْ
(فَاليَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدْنِكْ — لِتَكُونَ لِمَـــنْ خَلْفَكَ آيَهْ)
إني أخافُ اللهَ ربَّ العالمين…
صالح العمري
أَأَخَيَّ لا يُغريكّ سربالُ الـرَّخاْ
وسرابُ دنيا بالغرور تفخّـخا
فلسوف تتركـُها لتُسكن َ فرسخا
فاصرخ معاذ الله من درب مشين ** إني أخافُ الله ربَّ العالمين
فإذا سعت فتنُ الحياةِ تبـشُّ لكْ
وتبرّجت في خلوة الرُّقباء ِ لكْ
وأتت تدندنُ في المكان ِ بهيت لكْ
فاصرخ معاذ الله من درب مشين ** إني أخافُ الله ربَّ العالمين
إنْ ضجّت القنواتُ في صدرِ البيوتْ
وسرى السفورُ على شِبــاكِ العنكبوت
وتجَمهرَ الشيطانُ في الليلِ الصموتْ
فاصرخ معاذ الله من درب مشين ** إني أخافُ الله ربَّ العالمين
وإذا دعا للفســـق ِ آلافُ الدُّعـــاة..
وبكى الحياءُ على التعفّفِ والثبات
والإثمُ يرقصُ في الليالي الصاخبات
فاصرخ معاذ الله من درب مشين ** إني أخافُ الله ربَّ العالمين
وإذا اصطلى الوجدانُ من حَـرِّ الذنوبْ
وتنكرّت لشتــات ِ خطــوتكَ الدروبْ
وأتاك يُسدي النـّـُصحَ سمسارٌ كذوبْ
فاصرخ معاذ الله من درب مشين ** إني أخافُ الله ربَّ العالمين
لا يُبتغى الإيمانُ في سحر ٍ وزورْ
والأنسُ لا يُرتادُ من باب الفجــور ْ
وزوالُ عقلك في المخدّرِ والخمــور
فاصرخ معاذ الله من درب مشين ** إني أخافُ الله ربَّ العالمين
وإذا ازدهى وجهُ الرِّبا و تصبّغا
وسمعتَ بعـــد الآي قـولا ألـْثـغا
فاذكر فضائل من أفاضَ وأسبغا
واصرخ معاذ الله من درب مشين ** إني أخافُ الله ربَّ العالمين
وإذا دعا الداعي إلى سفرٍ خؤونْ
فاختر ْ بأي رُبا تباغتُكَ المنــون
واذكر فؤادَ الأمِّ والأبِّ الحنون
واصرخ معاذ الله من درب مشين ** إني أخافُ الله ربَّ العالمين
وإذا دعــــا للبـرِّ أمٌّ أو أبُ..
ودعاك للجنَّاتِ بابٌ أرحبُ
فتنازعتكَ صوارفٌ تُستعذبُ
فاصرخ معاذ الله من درب مشين ** إني أخافُ الله ربَّ العالمين
وإذا سمعتَ نداءَ “حيَّ على الصلاة”
فهنا السنا.. وهنا الندى.. وهنا الحياة
وأتتك “سوف” تصدُّ عن درب النجاة
فاصرخ معاذ الله من درب مشين ** إني أخافُ الله ربَّ العالمين
واليومَ يا أختاهُ جرحكِ ينضحُ
ومصابُنا فيــكِ أطـــمُّ وأفــدحُ
والجيلُ يُهدى من هداكِ ويجنحُ
فقلي: معاذ الله من درب مشين ** إني أخافُ الله ربَّ العالمين
فإذا دعا الداعي إلى نزعِ الحجابْ
واستفتحَ الباغي لميلِكِ ألــفَ بابْ
واستدرجوكِ بكلِّ ألوان الخطاب
فقلي: معاذ الله من درب مشين ** إني أخافُ الله ربَّ العالمين
فائدة لغوية
الإنسان واحد الأناسي، يطلق على الذكر والأنثى.
قال في الصحاح [3/904]: ولا تقل إنسانة، والعامة تقوله
وقال في القاموس [1/531]: والمرأة إنسان وبالهاء عامية وسمع في شعر كأنه مولد.
لقد كستني في الهوى
ملابس الصب الغزل
إنسانة فتانة
بدر الدجى منها خجل
إذا زنت عيني بها
فبالدموع تغتسل.
(مواهب الجليل في شرح مختصر خليل 1/16).
لحن العامة
حذر بعض المتأخرين من الشافعية من استعمال لفظ: [التصلية] بدل: [الصلاة] وقال: إنه مُوقِعٌ في الكفر لمن تأمله، لأن التصلية الإحراق
وقال: إنه وقع في عبارة النشائي في جامع المختصرات، وابن المقري في الإرشاد التعبير بها.
قال: وسئل العلامة علاء الدين الكناني المالكي: هل يقال في الصلاة الشرعية والصلاة على خير البرية تصلية أو صلاة؟
فقال: لم تَفُهْ العرب يوما من أيامها بأن تقول إذا أريد الدعاء، أو الصلاة الشرعية، أو الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى تصلية، وإنما يقولون: صلى صلاة، ومن زعم غير ذلك فليس بمُصِيب، ولم يظفر من كلام العرب بأدنى نصيب، وحينئذ لا يلتفت إليه، ولا يعرج عليه، ولا يعتمد ما لديه، ولو أنه نفطويه. انتهى
ثم قال: ويخاف الكفر على من أصر على إقامة التصلية مقام الصلاة بعد التعريف. انتهى. وأطال الكلام في ذلك. (مواهب الجليل في شرح مختصر خليل 1 / 17 ).
حُجـة خليفـة
روى أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ عَن أبي عمر الزَّاهِد عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: أول خطْبَة خطبهَا السفاح فِي قَرْيَة يُقَال لَهَا العباسية بالأنبار، فَلَمَّا افْتتح الْكَلَام وَصَارَ إِلَى ذكر الشَّهَادَة من الْخطْبَة قَامَ رجل من آل أبي طَالب فِي عُنُقه مصحف، فَقَالَ: أذكرك الله الَّذِي ذكرته إِلَّا أنصفتني من خصمي، وحكمت بيني وَبَينه بِمَا فِي هَذَا الْمُصحف.
فَقَالَ لَهُ: وَمن ظالمك؟
فَقَالَ: أَبُو بكر الَّذِي منع فَاطِمَة فدك.
فَقَالَ لَهُ: وَهل كَانَ بعده أحد؟
قَالَ: نعم.
قَالَ: من؟
قَالَ: عمر.
قَالَ: فَأَقَامَ على ظلمك؟
قَالَ: نعم.
قَالَ: وَهل كَانَ بعده أحد؟
قَالَ: نعم.
قَالَ: من؟
قَالَ: عُثْمَان.
قَالَ: فَأَقَامَ على ظلمك؟
قَالَ: نعم.
قَالَ وَهل كَانَ بعده أحد؟
قَالَ: نعم.
قَالَ: من؟
قَالَ: أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب.
قَالَ: وَأقَام على ظلمك.
قَالَ: فأسكت الرجل، وَجعل يلْتَفت إِلَى مَا وَرَاءه يطْلب مخلصا.
فَقَالَ لَهُ: وَالله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ، لَوْلَا أَنه أول مقَام قمته، ثمَّ إِنِّي لم يكن تقدّمت إِلَيْك فِي هَذَا قبل، لأخذت الَّذِي فِيهِ عَيْنَاك، اقعد. وَأَقْبل على الْخطْبَة. (كشف المشكل من حديث الصحيحين 1/32).
وفي الحيوان وفاء
عبد الْكَرِيم بن هوَازن ابْن عبد الْملك بن طَلْحَة بن مُحَمَّد، الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي الْفَقِيه الصُّوفِي، المفتن فِي الْعُلُوم، صَاحب “الرسَالَة إِلَى الصُّوفِيَّة” السائرة فِي أقطار الأَرْض [376 – 465]
من عجائب مَا وَقع أَن الْفرس الَّتِي كَانَ يركبهَا، وَكَانَت رمَكَّة، أهديت لَهُ من قريب من عشْرين سنة، مَا كَانَ يركبُ غَيرهَا، مَا ركبهَا أحد بعده، وَحكي أَنَّهَا لم تعتلف بعد وَفَاته حَتَّى نفقت يَوْم الْجُمُعَة سادس يَوْم وَفَاته، انصرفنا من الْجُمُعَة فَأخْبرنَا أَنَّهَا سَقَطت فِي الإصطبل، وَكَانَ ذَلِك من نَوَادِر مَا رَأَيْنَاهُ. (طبقات الفقهاء الشافعية 2/568).