أول ما بدأ به قاسم أمين لما عاد من ابتعاثه الأوربي هو الدعوة إلى تحرير المرأة المسلمة من قيود الحجاب، زعما منه أن ذلك هو باب التحضر والتقدم والازدهار والرخاء، فألف كتابين أولهما “تحرير المرأة” والثاني “المرأة الجديدة”.
وتوالت الكتابات من فيلق متغرب عاد خصيصا لتحرير المرأة المسلمة من دينها، لصناعة الازدهار والحضارة العربية والإسلامية. وكان الموضوع المتجدد على مدار اليوم والليلة هو الحديث عن المرأة.
ولم يزل هذا الموضوع إلى اليوم هو حديث عصابة التغريبيين على مدار الساعة، يحومون حوله بنفس الفكرة وبشتى الأساليب والوسائل. واليوم حيث وصل حال المرأة إلى ما وصل إليه من تفسخ وتهتك وتحلل، ولا أحتاج لأن أعدد مظاهر ذلك فهو كالعارض يملأ الأفق، وانقلبت الموازين بين الرجل والمرأة، وسطت المرأة على مسؤولية الرجل، وتنازل الرجل عن مسؤوليته، وبين هذا وذاك ضاعت مسؤوليات وحقوق وواجبات، فانحرف مسار الحياة الطبيعي وظهر الانحراف الغريب والعجيب في فكر الناس وتصوراتهم ومعتقداتهم….
وهكذا صرنا اليوم ننعم في بلاد العالم الإسلامي بالرخاء والازدهار والرقي والتقدم ووو، بعد أن أعطت دعوة قاسم أمين أكلها وتشربها الناس في كل حدب وصوب. على اختلاف مستوياتهم الثقافية والمادية والاجتماعية.
اليوم عندما نتكلم عن فساد أخلاق المرأة وجرأتها على دينها وشريعتها إلا من رحم ربي وقليل ما هن تجد من يواجهك بالقول “أنتم مقابلين غير المرأة”، وكأن الحديث عنها صار حقا مكتسبا لهم دون غيرهم، وملكية فكرية لا يجوز لغيرهم التجرؤ عليها!
أي نعم سنتكلم عن المرأة وسنظل نتكلم، تماما كما تكلموا عنها ولا يزالون إلى اليوم.
هم تكلموا عنها من أجل إفساد دينها، ونحن سنتكلم من أجل إصلاح دينها وأخلاقها وقيمها، يقينا منا أنه بصلاحها ستصلح هذه الأمة، وهذا شرف للمرأة قلَّ من يستوعبه كما استوعبه المفسدون فكان تركيزهم على المرأة فأفسدوا الدين والدنيا معا.
فلتعد المرأة إلى رشدها ولتكن عونا لها أيها الرجل، وليكن الحديث في هذا الباب ديدن المصلحين من العلماء والوعاظ والخطباء والمفكين والباحثين والكتاب والإعلاميين والصحافيين والأساتذة والمربين.
ولننخرط جميعا مركزين على هذا الموضوع فبالتكرار سيتحقق المراد والله من وراء القصد.