للسنة الثانية تستقطب المصلى المنظمة بالساحة الواقعة بتجزئة المنزه وليلى، شارع واد الرمان المتفرع عن شارع ابن الهيثم، بالقرب من مدرسة المرينيين الابتدائية؛ أفواج المصلين من حي الانبعاث والأحياء المجاورة بل من كل أحياء مدينة سلا، والبعض يأتيها من خارج مدينة سلا خصوصا في النصف الثاني من رمضان عند انطلاق ليالي التهجد، وستتسع المصلى هذا العام لأكثر من 15000 مصلي، وحوالي 3000 مصلية، حيث تم توسيع المكان المجهز لأجل استقبال وفود المصلين والمصليات.
وحسب السيدان جمال بنعكراش وعبد الواحد كرمان المشرفان على التنظيم، فإنهم سيعملان -كما جرت العادة- هذه السنة أيضا على استدعاء مشاهير قراء المغرب؛ من قبيل عبد العزيز الكرعاني ومصطفى غربي وعبد الكبير الحديدي ومحمد الإروي وأحمد الخالدي وحسين بوكجدي وغيرهم.
المجهودات التنظيمية
مجهودات كبيرة تلك التي قام بها المشرفون على مصلى حي الانبعاث بسلا، فهذا العمل الجبار حتى يخرج إلى أرض الواقع احتاج ثلاثة أشهر من الجهد المضني، وبالرغم من الإمكانيات اللوجستيكية والبشرية المتواضعة، فإن الزائر لهذا الفضاء ينبهر بهذا الإنجاز وبمستوى التنظيم المحكم، حركة دءوبة لا تنقطع، استعدادات طوال اليوم، حيث رافقت السبيل الطاقم المكلف بالإعداد والتهيئة، ووقفت على المجهود الكبير الملقى على عاتق أفراده، من تنظيف وجمع الأفرشة والحصائر وتنظيم للمصلين وحراسة للسيارات والدراجات النارية والهوائية.
عمل متواصل اقتضى من هؤلاء الأفراد المتطوعين التواجد الدائم في المصلى؛ حيث تطلب الأمر الاشتغال أياما قبل حلول شهر رمضان، ومن الظهر إلى ما بعد منتصف الليل بعد دخوله، ثم سيتطلب الأمر تكثيف الجهود أكثر عند بداية صلاة التهجد في النصف الثاني من رمضان..
وقد حضرنا عند آذان المغرب إلى عين المكان لتغطية هذا العرس القرآني؛ فصادفنا وجود أفراد المجموعة المنظمة يتحلقون على مائدة الإفطار؛ في جو إيماني أخوي؛ في أحد المنازل المجاورة للمصلى الذي فتح صاحبه باب داره لمنظمي المصلى طيلة هذا شهر.
التغطية الإعلامية
المصلى حظي بتغطية إعلامية لا بأس بها حيث أورد موقع هسبريس الخبر بعنوان “إعداد مصلّى يستوعب 20 ألفا بسلا”، كما أشارت لذلك جريدة السبيل في عددها السابق (ع127)، وللمصلى صفحة على الفيسبوك فاق عدد المعجبين بها 3400 شخص، على الرابط التالي: https://www.facebook.com/taraweeh.sale.
ويتم فيها يوميا عرض البرنامج الخاص بالقراء المشاركين في تلك الليلة، كما يتم نشر صور الأجواء الرمضانية بالمصلى، وفيديوهات صلاة التراويح، ونشر فيديوهات ارتسامات المصلين، والتعريف بالمقرئين، ومشاركاتهم في ليالي رمضان بالمصلى..
ارتسامات بعض المصلين
في هذه الأجواء الرمضانية الإيمانية التي تغمر المصلين، وفي هذا الجو المفعم بالنسمات الإيمانية، انتقلت السبيل إلى عين المكان لاستقصاء آراء المقبلين على هذا المصلى، فسألت بعض الحاضرين عن رأيهم في الأجواء الرمضانية وعن مستوى التنظيم في المصلى وقراءة الأئمة بها، فكانت أجوبتهم كالآتي:
محمد ر: بالنسبة للأجواء فهي أجواء إيمانية وهذا حال هذا الشهر المبارك، أما التنظيم فهذه السنة ممتاز وأفضل من السنة السابقة، وفيما يخص القراء فهم في المستوى، قراءة وصوتا وأداء، وجزى الله القائمين على المصلى خير الجزاء..
عبد الله م: أنا من مدينة بني ملال، وقدر الله أن أصلي هذه الليلة هنا، إن الأجواء هنا ربانية بامتياز؛ وقد تفاجأت بمستوى التنظيم وبالمستوى العالي للقراء، بالفعل إن رمضان عندكم هنا يزداد حلاوة مع مثل هذا المصلى، زادهم الله توفيقا ونجاحا..
سعيد ن: لقد صليت هنا تراويح رمضان الماضي، وهذه السنة يبدو أن المنظمين بذلوا وسعا أكثر في تهيئة المصلى، فشكل التنظيم تطور إلى الأفضل، وقد عملوا على توسيع الفضاء أكثر، صراحة أحرص على الصلاة في هذا المصلى لأن الأجواء الإيمانية هنا مرتفعة خصوصا مع جمالية صوت القراء الذين يتم استدعاؤهم، والذين يشكل عدد منهم أشهر قراء المملكة، فبارك الله في المنظمين وجزاهم عنا خيرا، ونتمنى أن لا يحرموننا من استدعاء أولئك القراء..
أما عبد المنعم بلكعوط أحد أئمة المصلى فقد عبر عن فرحه بأجواء رمضان القرآنية، وبالإقبال الكثيف للمصلين، وركز في تصريحه على أن رمضان شهر القرآن، وأن النفوس تستعذب الصوت الحسن، وهو ما يدفعها للبحث عن مصليات بها قراء متميزون.
يذكر أن هناك عددا من المصليات التي يتم تنظيمها في مدينة سلا في شهر رمضان المبارك، وهي بدورها تعرف إقبالا ملحوظا، وهو حال المساجد كذلك بالمدينة، بسبب حرص الناس على الصلاة في المسجد في شهر رمضان، وهذا إن دلّ فإنما يدل على المنح الربانية التي ينشرها سبحانه على خلقه في هذا الشهر الكريم الذي يأسر القلوب فيه كلام الله عز وجل، فتتهافت الأسماع لصوت حسن ينفذ إلى القلب حتى يتحصل الخشوع والتأثر، وتدمع العيون التي جفت عن بذل الدمع شهورا من السنة، فاللهم ارحم عبادك، وامنن عليهم بالتقوى والإيمان..