– قوله تعالى: {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} (الآية:18).
{أهش بها على غنمي} تفهم على أنها لزجر الغنم أثناء الرعي.
قال البغوي: {وأهش بها على غنمي} «أضرب بها الشجرة اليابسة ليسقط ورقها فترعاه الغنم».
قال ابن كثير: {وأهش بها على غنمي} «أي: أهز بها الشجرة ليسقط ورقها لترعاه غنمي».
قال عبد الرحمن بن القاسم: «عن الإمام مالك: والهش: أن يضع الرجل المحجن في الغصن، ثم يحركه حتى يسقط ورقه وثمره، ولا يكسر العود، فهذا الهش، ولا يخبط، وكذا قال ميمون بن مهران أيضا».
وقرأ عكرمة «{وأهس} بالسين غير المعجمة، أي: أزجر بها الغنم، والهس: زجر الغنم وهو غير الهش».
– قوله تعالى: {اضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى} (الآية:22).
{جناحك} الجناح يعرف عند الطيور لا البشر.
قال القرطبي: «والجناح العضد، قاله مجاهد.
وقيل: إلى جنبك فعبر عن الجنب بالجناح، لأنه مائل في محل الجناح؛ وقيل إلى عندك، وقال مقاتل {إلى} بمعنى مع، أي: مع جناحك».
قال البيضاوي: «{وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ} إلى جنبك تحت العضد، يقال لكل ناحيتين جناحان كجناحي العسكر، استعارة من جناحي الطائر، سميا بذلك لأنه يجنحهما عند الطيران».
قال الشوكاني: «قال الفراء والزجاج: جناح الإنسان عضده، وقال قطرب: جناح الإنسان جنبه، وعبر عن الجنب بالجناح لأنه في محل الجناح، وقيل: {إلى} بمعنى مع، أي: مع جناحك.
والجناح: العضد وما تحته إلى الإبط، أطلق عليه ذلك تشبيها بجناح الطائر».
– قوله تعالى: {لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى} (الآية:52).
{لا يضل} تفهم على غير وجهها.
قال الطبري في تفسيرها: «لا يخطئ ربي في تدبيره وأفعاله»، وقد روي نحوه عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وقيل فيها {لا يضل} لا يهلك، كقوله تعالى: {أإذا ضللنا في الأرض} (سورة السجدة:10).
وقيل إن الحق سبحانه لا يحتاج إلى كتاب، والمعنى لا يضل عنه علم شيء من الأشياء ولا معرفتها، ولا ينسى ما علمه منها، كما في تفسير القرطبي.
قوله تعالى: {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي} (الآية:96).
{الرسول} هنا جبريل وليس محمد صلى الله عليه وسلم كما قد يتوهم البعض، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن موجودا آنذاك.
قال الطبري: «وقوله {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ} يقول: قبضت قبضة من أثر حافر فرس جبرائيل».
قال البغوي: «أي من تراب أثر فرس جبريل».