من جديد.. المداخلة ينشطون بأريحية في المغرب ويعقدون دورة بقاعة «تولال» بمكناس عبد الله مخلص

من جديد يستعد المنتسبون للتيار المدخلي في المغرب لتنظيم لقاء جماهيري كبير.
حيث كشف إعلان إشهاري عممه منظمو التظاهرة أن جمعية “الصفا” تعتزم تنظيم دورة السلطان محمد بن عبد الله العلوي في نسختها الثالثة؛ بالقاعة المغطاة “تولال” بمدينة مكناس، خلال الفترة الممتدة ما بين السبت 22 والأربعاء 26 ربيع الآخر 1438هـ/الموافق لـ21 إلى 25 يناير 2017.
وبخلاف دورات سابقة تضمنت شرحَ بعض الكتب الحنبلية، حرص منظمو الدورة الحالية على عدم لفت الانتباه باختيار عناوين وكتب مالكية، من قبيل شرح عقيدة الإمام مالك من كتاب ابن أبي زيد القيرواني، وشرح كتاب “وقوت الصلاة” من موطأ الإمام مالك.
لكن ورغم ذلك، فإن منشطي الدورة ظلوا دوما من خارج المغرب، حيث كشف الإعلان عن اسمين فقط، ويتعلق الأمر بكل من “خالد بن ضحوي الظفيري” و”أسامة بن سعود العمري”.
وبالنسبة لضيف المداخلة الأول خالد بن ضحوي الظفيري فهو شيخ كويتي ينتمي للتيار المدخلي، تتلمذ على بعض شيوخ التيار من أمثال صالح السحيمي وعبيد الجابري، وله كتابات ومشاركات صوتية ومكتوبة على مواقع المداخلة المعروفة من قبيل “شبكة سحاب” وموقع “ميراث الأنبياء”، كما عرف بهجومه العنيف على جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت، وظل يهاجمها ويشن الحرب عليها قرابة عقدين.
أما ضيفهم الثاني فهو أسامة بن سعود العمري، وهو شاب سعودي، درس على رأس الطائفة المدخلية ربيع بن هادي المدخلي وعبيد الجابري وآخرين. وله مشاركات وكتابات أيضا في مهاجمة العاملين لخدمة الإسلام وفق الطرح المدخلي المتسم بالتشدد والتطرف.
هذا عن الأسماء المعلنة لدورة المداخلة بمكناس، أما أسماء “العلماء” الذين سيتصلون بهم عبر مكالمات هاتفية -وفق الإعلان دوما- فقد ظلت في طي الكتمان ولم يعلن عنها لأسباب معلومة.
ويستوقف المتابعَ الارتباطُ الوثيق للمنتمين لهذا التيار بدعاة مشارقة، وعدم إيلائهم الاعتبار لعلماء المغرب الرسميين وغير الرسميين، الذين يدرجونهم دون تردد في خانة المبتدعة والضلال..
وحتى في المشرق فهم ينتقون بمعايير مدخلية عجيبة وغريبة، لدرجة أنهم باتوا مؤخرا يطعنون جهارا نهارا في مفتي المملكة العربية السعودية الذي كانوا بالأمس القريب يحتجون بأقواله ويعدونه مرجعا لا يناقش، وقبله طعنوا في مشايخ الحرم المكي والنبوي، ولم يسلم منهم أحياء ولا أموات، بل حتى القراء الكبار مثل المنشاوي وعبد الباسط صنفوهم وبدعوهم وضللوهم.
الدورة الحالية ستتضمن إضافة إلى وقفات مع بعض الكتب العلمية التي ستشرح وفق المرجعية المؤطرة للفكر المدخلي، بعض الندوات والتي ستركز على “الأمن في الأوطان” و”خطر التنظيمات الإرهابية”.
أكيد أن الخطر الذي يتهدد المغرب لا يكمن في التنظيمات الإرهابية المعروفة فقط، مثل داعش مثلا، بل يتجسد في عدد من الجماعات الإسلامية وغير الإسلامية، ومن أبرز تلك الجماعات جماعة المداخلة التي صُنعت، صنو داعش، في زمن قياسي، وحظيت بتوصيات المراكز الغربية، وأحيطت بعناية خاصة، ومكِّن لها في زمن استضعاف واضطهاد الإسلاميين.
إن المغرب يحارب اليوم الفكر المتشدد بكل أجهزته وعبر كل مؤسساته، حتى أضحى هذا البلد مضرب مثل في مقاومة الإرهاب والغلو، لكن وفي مقابل ذلك ألا يعلم من رخص للمنتمين للفكر المدخلي بالنشاط بكل أريحية في مكناس، وفتح أمامهم قاعة “تولال” ليحشدوا الناس إليها من كل مدن المملكة، أن هؤلاء الضحايا -خاصة من الشباب- ستحشى عقولهم، وطيلة خمسة أيام، بأفكار خطيرة، وسترسم لهم مناهج غاية في التطرف والغلو لم يسبق إليها في التاريخ الإسلامي من قبل.
فإذا لم نعتبر بالحجج العلمية والعقلية والفكرية، فلنعتبر على الأقل بالواقع المرير الذي نعيشه اليوم، ولننظر كيف تطور الفكر المدخلي الخطير في ليبيا مثلا، حيث انتقل المتشبعون به من التنظير إلى الممارسة، ومن وصف المخالفين للمداخلة بالكلاب والخوارج والدواحس…، إلى استحلال دمائهم والتصفية الجسدية، وقد كان آخر ضحاياهم العالم الجليل الدكتور نادر السنوسي العمراني -رحمه الله-، الأمين العام لهيئة علماء ليبيا، وعضو مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء الليبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *