هل يكون ترامب بوابة لصعود العنصرية والكراهية في أوروبا خلال السنوات القليلة القادمة؟

لكم أن تتخيلوا أن يكون زعماء العالم في السنوات القادمة هم ترامب أمريكا، ومارين لوبان فرنسا، وبوريس جونسون بريطانيا، وبيبي جريلو في إيطاليا..

 

بمجرد إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية بفوز ترامب بالانتخابات ارتفع العنف والكراهية والعنصرية ضد المسلمين بدرجة كبيرة، فقد سجلت مدينة نيويورك وحدَها نسبة 31% من ارتفاع جرائم الكراهية، ووقعت قرابة 328 جريمة كراهية ضد المسلمين بنسبة تزيد عن 100% بحسب إدارة الشرطة في نيويورك.

 

 

 

مثَّل فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية حالة واضحة من الرغبة الجامحة للتطرف والعنصرية وإعلان حالة العداء الواضحة لكل ما يرتبط بالمسلمين، والتي عكست رغبة الشارع الأمريكي في اختيار ترمب الذي أعلن بشكل واضح وفج أنه سيمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة الأمريكية وسيوقف حركة الهجرة إليها وإجراءات عنصرية أخرى.

بل إن العنف والكراهية والعنصرية ضد المسلمين ارتفعت بدرجة كبيرة بمجرد إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية بفوز ترامب بالانتخابات، فقد سجلت مدينة نيويورك وحدَها نسبة 31% من ارتفاع جرائم الكراهية، ووقعت قرابة 328 جريمة كراهية ضد المسلمين بنسبة تزيد عن 100% بحسب إدارة الشرطة في نيويورك.

وفي ولاية كاليفورنيا تعرضت طالبتان مسلمتان محجبتان لاعتداءين إثر الإعلان عن فوز ترامب بالرئاسة، بحسب الشرطة فإن الدافع وراء الاعتداء هو العداء للإسلام.

وفي جامعة سان خوسيه في شمال كارولاينا حققت شرطة الجامعة في اعتداء نال طالبة مسلمة محجبة بعد فوز ترامب مباشرة.

ربما هذه نماذج بسيطة من عشرات ومئات الحالات المشابهة التي وقعت في عدة ولايات أمريكية بمجرد إعلان فوز ترامب، وهذا يعكس التحول الكبير في رغبة الشارع الأمريكي نحو الانتقام، وهذا الأمر لم يأت من فراغ؛ بل نتيجة تعبئة إعلامية ونشاطات دعاية للتحريض ضد المسلمين فضلاً عن أن البرنامج الانتخابي لعدد من المرشحين كان حافلاً بشحن المواطن الأمريكي بالكراهية والتعصب والعنصرية ضد المسلمين وحركة الهجرة واللجوء.

ويبدو أن فوز ترامب غير المتوقع والمستبعد من قبل الخبراء والمحللين ودراسات الرأي العام، قد أعطى أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا دفعة قوية وبارقة أمل للصعود إلى الحكم وممارسة التطرف والعنصرية ضد المسلمين من أعلى هرم السلطة.

ويأتي هذا الأمر بالتزامن مع استعداد دول أوروبية عدة لخوض انتخابات رئاسية كفرنسا وألمانيا… ولكم أن تتخيلوا أن يكون زعماء العالم في السنوات القادمة هم ترامب أمريكا، ومارين لوبان فرنسا، وبوريس جونسون بريطانيا، وبيبي جريلو في إيطاليا. وقبل هذا فإن القوميين اليمينيين يسيطرون على الحكم في بولندا والمجر، ليس هذا فحسب بل إن النمساويين سيصوتون بعد أيام في انتخابات رئاسية قد يفوز فيها زعيم حزب الحرية نوربرت هوفر، ليصبح أول رئيس يميني في غرب أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.. حقاً إنها الكارثة!

بعد فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية كتب مؤسس حزب الجبهة الوطنية الفرنسي (يمين متطرف) جان ماري لوبان والد زعيمة التطرف في فرنسا مارين لوبان “اليوم الولايات المتحدة وغداً فرنسا”.

إذن تبدو الأمور تسير عكس ما كان متوقعاً، فاليمين المتطرف مبتهج جداً بفوز ترامب في الانتخابات الأمريكية كونه فتح الأبواب لإقناع الناخبين في أوروبا لاختيار مسار الأحزاب اليمينية المفلسة أخلاقياً وسياسياً.

وبعد أن حصل ما لم يكن متوقعاً في أمريكا بفوز ترمب، يمكن أن يصبح ممكناً في فرنسا وألمانيا والنمسا وبريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية؛ فهل يكون ترامب بوابة لصعود العنصرية والكراهية في أوروبا خلال السنوات القليلة القادمة؟ (انظر: ترامب يُحرك عجلة اليمين المتطرف في أوروبا؛ مجلة البيان).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *