ليس المغرب وحده اليوم من يمرُّ بمرحلة عصيبة، فالعالم الإسلامي كله يموج موجا، والفتن تحيط به من كل جانب، والأعداء يتربصون به الدوائر.
وأمام هذا الوضع الخطير يجب فتح نقاش جاد وهادف، حول أهمية رص الصفوف وجمع الكلمة ووحدة الرؤية والهدف، خاصة بالنسبة للنخبة التي يمثلها العلماء والمفكرون بدرجة كبيرة.
فغير مقبول في هذه الظروف السماح بمزيد من التشظي والافتراق، وتقديم صورة مغلوطة، ووضع أهداف استراتيجية بعيدة أو مستحيلة التحقيق، فنحن في حاجة كبيرة إلى التصالح مع الذات، وإلى شفافية عالية، وصراحة في الطرح، وواقعية في التنظير والتنزيل.
أكيد أن الإصلاح الذي ينشده الجميع لا يمكن أن يقتصر على جانب من جوانب الحياة فقط، بل يجب أن يكون شاملا لشتى مجالاتها، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والحقوقية والعقدية.
فمن جهة التنظير لا يكاد ينكر هذا الأمر أحد، لكن في التنزيل يعشش الشيطان ويبيض ويفرخ، فيقع الاختلاف وما يترتب عليه من تهاجر وتدابر وتنفير وتحذير، وإهدار للجهود والطاقات فيما لا يجدي.
وفي هذا الملف سنقف قليلا مع اختلاف العاملين للإسلام، الذين يحملون بدرجة كبيرة هم الإصلاح، وما قد يقع بينهم من اختلاف، يكون طفيفا في بعض الأوقات، لكنه يتسع في أخرى ليصل إلى درجة لا تليق بمقامهم ولا بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم.