لحالك يأماه أشكو وأكتب *** وتذرف عيناي الدموع وتسكب
لحالك يأماه قلبي ممزق***وجسمي نحيف والضمير يؤنب
لحالك يأماه أبكي تحسرا *** وتأبى جفوني النوم ليلا وأعجب
أيا أمة الإسلام عدت خفية *** وكنا كبدر للمخاطر نركب
ألسنا ملوك الأرض نسري كأنجم *** نسوس عروش الناس للعلا ندأب
ألسنا نشق الأرض بالخيل شرقها *** إلى غربها لله وحده نغضب
إذا برز الأعداء في حومة الوغى *** ركبنا مطايا العز بالسيف نضرب
فنسقيهم كأس المنايا وعلقما*** وتنقلب الأبطال والرأس أشيب
ألسنا أعزاء وكانوا أذلة *** ألسنا بأبطال وأسد نلقب
ألسنا بخيل العرب كنا نبيدهم*** ألسنا كرهبان نجل ونوهب
ألسنا جنود الله ننصر دينه *** ألسنا إلى جيل الصحابة ننسب
فما لك يأماه صرت ذليلة *** وقد كنت كالسعدين رأيك أصوب
كأنا -وقد كنا أسودا- فريسة *** تطاردنا الأعداء والكل يرقب
صغارنا قتلى لا تجف دموعهم*** ونسوتنا ثكلى وذا الشيخ يندب
وغزتنا صاحت وصاح عراقنا*** وصنعاؤنا والشام والغرب يطرب
أراكان والصومال ماتت شعوبها*** وبغدادنا أضحى وليس له أب
ألسنا ملوك الشام واليمن التي*** بنينا بها مجدا إلى الشمس أقرب
مساجدنا دكت ودكت منازل*** وضاعت حمانا والشعوب تعذب
وفي قبضة الطغيان صرنا حمائما*** نساق كأنعام وبالسوط نضرب
تشتت شمل المسلمين جميعهم*** فكل له حزب ورأي ومذهب
غثاء سيول ذاك قول نبينا*** قطيع بلا راع ألا فلتعجبوا
تركنا قرانا غافلين وسنة *** وننهل من فكر اليهود ونشرب
وأخلاقنا ساءت وساءت فعالنا*** وفي الشرق إسلام ونحن نغرب
معالمنا ضاعت وضاعت مكارم*** وحكامنا تغزوا شعوبا وتنهب
فكم ثم كم قد سال من دم عابد*** وأحرق من جسم وما هو مذنب
وكم ثم كم شعب أبيد معلقا*** وآخر يلهو جانبا وهو يلعب
فواعجبا قوم تسيل دماؤهم*** وفي جنبه قوم يغني ويطرب
ألا فابلعي يأرض قوما تجهموا*** ألا فاخسفي فالموت خير وأعذب
فلو أن قعقاعا وعمرا وخالدا*** رأوا حالتا صاحوا جميعا وأرعبوا
وقالوا: أرونا أين أمة أحمدا*** وأينك يإسلام والكل أشيب
برحمتك اللهم أصلح أمورنا*** وثبت قلوبا دائما تتقلب