جوابا على الضجة الغريبة والمثير التي أثيرت عقب طلبه استشارة المجلس العلمي بطنجة حول بناء تمثالي ابن بطوطة وهرقل، كشف عمدة مدينة طنجة البشير العبدلاوي، في حوار مع منبر “أخبار اليوم” أن الفكرة “جاءت في يوم دراسي مع السفارة الصينية”، وقال: “وأطلعونا على تمثال لابن بطوطة في إحدى المدن الصينية، ووردت فكرة في نقاش مع المجتمع المدني فادها: لماذا لا يكون عندنا نموذج لهذا التمثال في مسقط رأسه طنجة، لربط الصين بطنجة؟”.
العبدلاوي أوضح ألا غرابة في استشارة المجلس العلمي، لأن موضوع التماثيل في المغرب، وفق قوله “بعيد عنا وعن ثقافتنا”.. ولكي “نتجنب أي أخذ وردّ، ولأخذ رأي مختلف المؤسسات والمجتمع المدني، فتحنا هذا النقاش، مردفا أنه راسل المجلس العلمي في طنجة حول رأيه في الموضوع، غير أن المجلس العلمي لطنجة أحال المراسلة على المجلس العلمي الأعلى، لأنهم أدرى بهذا الشأن، وهو الذي سيعطينا رأيه في إطار الاستشارة”.
العبدلاوي أضاف بأن “الفزازي علق على الموضع بأنه لا يجوز، ونحن ننتظر رأي المؤسسات”.
هذا وأكد عمدة طنجة أنه “رغم كونه يملك الصلاحية القانونية والإدارية لإنجاز هذا التمثال، إلا أنه آثر توسيع مجال الاستشارة، مشيرا إلى أن صلاحياته تبقى مقيدة لأن هناك رأيا عاما يجب احترامه ومجتمعا مدنيا ومؤسسات عمومية يجب استشارتها”.
تجدر الإشارة إلى أن طلب العبدلاوي استشارة من المجلس العلمي حول بناء التمثالين المذكورين، قوبل بحملة إعلامية متطرفة من منابر وجمعيات ذات توجه علماني، لم تحف أن تعلن بأن “الدين لا علاقة له بالفن”، وأن مجرد استفسار مؤسسة دينية رسمية يعد سلوكا “يمتح من الفكر الداعشي المناقض للفن والإبداع”.
فهذا الفصيل المتطرف، وتحت ذريعة فتح النقاش، يزعزع عقائد الناس، ويغير تشريعاتهم، ويمسخ سلوكهم، لكن بالمقابل فهو لا يقبل أن يفتح النقاش حين يتعلق الأمر بموضوع بسيط مثل الفن أو التماثيل أو السينما، فحينها يقفل كل الأبواب، ويعتمد لغة التخوين والتشكيك، وفي أحيان كثيرة الاتهام المباشر بالتطرف والإرهاب وربما الداعشية أيضا.
فالنقاش والحوار عندهم له اتجاه واحد فقط، وهو النيل من الإسلام وأحكامه وتشريعاته، أما الطابوهات الأخرى فلا مجال للنقاش حولها أو الحديث عنها..!!!