العروسة الممسوخة” و”الحجرة المسخوطة” خرافات تعشش بضريح عبد السلام بنمشيش عبد الله مخلص

من الخرافات المسكوت عنها ومظاهر الجهل والتخلف المستشرية في المجتمع، ما يتم تداوله والقيام به داخل الأضرحة والمزارات.

ففي الخامس عشر من شهر شعبان، يجح مريدو ضريح عبد السلام بنمشيش لـ”الموسم”، ويقومون بمجموعة من الطقوس الرجعية الخاطَّة بكرامة الإنسان قيمة العقل والدين، حيث يحشر زوار الضريح أنفسهم في (الحجرة المسخوطة) والتي توجد في أعلى الجبل.

و(الحجرة المسخوطة) كما تسمى، هي عبارة عن حجرين بينهما ممرّ ضيق جدا، لا يكاد يمر منه الإنسان إلا بحيلة.

ويحكي أبناء المنطقة أن الحيلة التي يتم اللجوء إليها للتخلص من ضيق المكان والمرور بين الحجين بسلام، تكمن في أن يدفع السالك صدره للأمام ويرجع مؤخرته للوراء ليتمكن من المرور ويحكم عليه بـ”رضا الواليدن” بعد ذلك.

الخرافة تقول أيضا أن من مرّ من “الحجرة المسخوطة” فهو “مرضي الواليدين”، ومن لم يستطع فهو عاق “مسخوط الوالدين”.

المثير أن سدنة الضريح يتدخلون حينما يحشر أحد الأشخاص بين الحجرين ليخرجوا عليه السلكة كي يتمكن من المرور، أو يأتوا بأمه لترضى عنه مرارا حتى يتمكن من الخروج.

وليست “الحجرة المسخوطة” وحدها من تمثل خرافة عبد السلام بنمشيش، فعلى بعد أمتار يوجد كهف “العروسة الممسوخة” وهو كهف تمارس فيه طقوس شركية، ويفد إليه كثير من الفتيات بحثا عن شريك الحياة وزوج المستقبل.

الزائرات للكهف الضيق يتمسحن ويتبركن بصخرة داخل الكهف، ويتخلصن من ثيابهن الداخلية مع قيامهن بمجموعة الطقوس في تضرع وخشوع.

أمام هذا الواقع المخز الخاط من كرامة الإنسان وعقله ودينه، والمسوق أيضا لصورة سيئة عن المغرب كبلد حضارة وتاريخ، نسائل السلطات المعنية بالمنطقة عن دورها في حماية المواطنين من الأخطار التي تتهددهم في “الحجرة المسخوطة” وما حولها، ونسائل أيضا المجلس العلمي المحلي بتطوان عن دوره في توعية الساكنة وتأطيره للمواطنين، كيف يمكن القبول بمثل هذه السلوكات التي حكم عليها علماء الإسلام عامة والمالكية خاصة بأنها لا تمت للدين بصلة.

مغربيات يقطعن مئات الكيلومترات ليتبركن بصخرة ويطلبن منها شريك الحياة، والله تعالى يقول في كتابه: {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون} الأحقاف/5.

ويقول شل شأنه: {ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير، إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير} فاطر/13–14.

هذا دون الحديث عن تصرفات أخرى تقع داخل وحول الضريح، مثل الذبح لغير الله تعالى وغيرها من التصرفات المناقضة للمعتقد والسلوك القويم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *