القس جيمي سويجارت: “إن الرب يقول: إنني أبارك من يبارك إسرائيل، وألعن من يلعنها، وبفضل الرب ما زالت الولايات المتحدة متفوقة، وأعتقد أنها لم تبلغ ما بلغت إلا بمساندتها لإسرائيل، وأدعوا الله أن يدوم دعمنا لإسرائيل”.
فلسطين أرض الميعاد كما يؤمن بذلك النصارى واليهود
قد يتساءل المرء عن سر العلاقة الوطيدة بين الغرب والكيان الصهيوني والتي يبرز بعضاً من صورها قول إسرائيل شاحاك “دافع الضرائب الأمريكي أرسل إلى إسرائيل خمسة مليارات دولار في عام 85.. فإن أمريكا تقدم لنا أكثر من 14 مليون دولار يومياً على مدار السنة من دون قيد أو شرط”، ومن صورها ما نراه من دفاع أمريكا عن إسرائيل في المجامع الدولية حتى الإدانة والتنديد.
ولا ريب أن للأمر علاقة وطيدة بسياسة الغرب وأمريكا في المنطقة العربية، ولكن ذلك لن ينسينا الدافع الديني لهذا الموقف.
فالنصارى على اختلاف مللهم يؤمنون بنصوص التوراة المحرفة التي يتداولها اليهود -أسفار العهد القديم-.
ويؤمنون أيضاً بأحقية ما جاء فيها من وعود لشعب إسرائيل، وإيمانهم بها لا يختلف كثيراً عن إيمان اليهود بها.
يقول المبشر جيرير فولويل رئيس منظمة الأغلبية الأخلاقية، وهي منظمة مسيحية: إن الوقوف ضد إسرائيل هو وقوف ضد الله”.
ويقول دوغلاس كريكر “إن الأصوليين الإنجليزيين مثل اليهود والأرثوذكس مغرمون بالأرض التي وعد الله بها إبراهيم وذريته”.
تقول مؤلفة كتاب عن حيا وزير خارجية بريطانيا بلفور، صاحب الوعد المشهور “إنه كان يؤمن إيماناً عميقاً بالتوراة، ويقرؤها ويصدق بها حرفياً، وإنه نتيجة لإيمانه بالتوراة أصدر هذا الوعد”.
ويقول الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر: “لقد آمن سبعة رؤساء أمريكيين، وجسدوا هذا الإيمان بأن علاقات الولايات المتحدة الأمريكية مع إسرائيل هي أكثر من علاقة خاصة، بل هي علاقة مزيدة، إنها متجذرة في ضمير وأخلاق ودين ومعتقدات الشعب الأمريكي نفسه، لقد شكل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية مهاجرون طليعيون، ونحن نتقاسم تراث التوراة”.
نصوص التوراتية يؤمن بها النصارى واليهود
ويسعون إلى تحقيقها واقعيا
وأما النصوص التي اتفق النصارى واليهود على تحقيقها فهي نصوص التوراة المحرفة (أسفار العهد القديم) التي تعطي اليهود حقاً في ما بين الفرات والنيل كما تجعل من شعب فلسطين عبيداً لأمة بني إسرائيل.
وقد تكررت هذه النصوص من مواطن شتى في التوراة المحرفة منها:
أن نوحاً قال لسام (يعتبره اليهود أباهم): “ملعون كنعان (جد قبائل فلسطين الكنعانية) عبد العبيد يكون لأخويه، فقال: مبارك الرب إله سام، وقال: ليكن كنعان عبداً لهم” (سفر التكوين/الإصحاح 9).
ويرى اليهود والنصارى أحقية بني إسرائيل المطلقة بأرض كنعان لأن الله قال لإبراهيم “أقيم عهدي بيني وبينك وبين نفسك من بعدك في أجيالهم عهداً أبدياً، لأكون إلهاً لك ولنسلك من بعدك، أرض غربتك، كل أرض كنعان ملكاً أبدياً” (سفر التكوين/الإصحاح 12).
ويرون أن هذا الوعد خاص بأبناء إسحاق دون أبناء إسماعيل.
فقد جاء في التوراة قولها: “ولكن عهدي أقيمه مع إسحاق الذي تلده لك سارة في هذا الوقت من السنة الآتية” (سفر التكوين/الإصحاح17).
وتوضح التوراة حدود الأرض التي منحت لنبي إسرائيل “لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات” (سفر التكوين/الإصحاح 15).
ولا يستطيع مؤمن بالتوراة -سواء كان يهودياً أو نصرانياً- إلا أن يعمل لتحقيق هذا الأمر المزعوم، وإلا فلسوف يكون ملعوناً من الله كما زعمت التوراة “كن سيداً لإخوتك، وليسجد لك بنو أمك، ليكن لاعنوك ملعونين، ومبارِكوك مباركين” (سفر التكوين/الإصحاح 27).
يقول القس جيمي سويجارت: “إن الرب يقول: إنني أبارك من يبارك إسرائيل، وألعن من يلعنها، وبفضل الرب ما زالت الولايات المتحدة متفوقة، وأعتقد أنها لم تبلغ ما بلغت إلا بمساندتها لإسرائيل، وأدعوا الله أن يدوم دعمنا لإسرائيل”.
ولذلك يؤيد النصارى استيطان اليهود في فلسطين، ويرون ذلك حقاً دينياً كيف لا والتوراة تقول عن أرض فلسطين “الشعب الساكن فيها مغفور الإثم” (سفر إشعيا/الإصحاح 33).
لذا تقول جولد مائير رئيسة وزراء إسرائيل سابقا: “من يعيش داخل أرض إسرائيل يمكن اعتباره مؤمناً، وأما المقيم خارجها فهو إنسان لا إله له”.
مسيح اليهود والنصارى في أرض فلسطين
وكما يؤمن النصارى بحق اليهود في فلسطين فإنهم يؤمنون بظهور المسيح ثانية في فلسطين ليقودهم إلى النصر المبين، ويرون أن قيام دولة إسرائيل شرط في رجوع المسيح الذي سيحكم أرض إسرائيل في رجوعه الثاني، فيما يعتبر اليهود أن القادم ليس هو مسيح النصارى بل آخر يأتي لأول مرة.
يقول لويد جورج رئيس وزراء بريطانيا النصراني عن نفسه: إنه صهيوني وإنه يؤمن بما جاء في التوراة في ضرورة عودة اليهود، وأن عودة اليهود مقدمة لعود المسيح.
ويقول حاخام إسرائيلي موجهاً خطابه للنصارى: “إنكم تنتظرون مجيء المسيح للمرة الثانية، ونحن ننتظر مجيئه للمرة الأولى (لأنهم لا يؤمنون بالمسيح عليه السلام)، فلنبدأ أولاً ببناء الهيكل، وبعد مجيء المسيح ورؤيته نسعى لحل القضايا المتبقية سوياً”.
وفي المجمع العالمي الثاني للكنائس المسيحية في أفانستون عام 1954م قدم للمجمع تقرير جاء فيه “إن الرجاء المسيحي بالمجيء الثاني للمسيح لا يمكن بحثه عبر فصله عن رجاء شعب إسرائيل الذي لا نراه بوضوح فقط في كتب العهد القديم (التوراة) بل فيما نراه من عون إلهي دائم لهذا الشعب.. إننا نؤمن أن الله اختار شعب إسرائيل لكي يتابع خلاصه للبشرية..
ولذلك فإن شعب العهد الجديد (الإنجيل) لا يمكن أن ينفصل عن شعب العهد القديم (التوراة).
إن انتظارنا لمجيء المسيح الثاني يعني أملنا القريب في اعتناق الشعب اليهودي للمسيحية، وفي محبتنا الكاملة لهذا الشعب المختار”.
ويقول المبشر المسيحي أوين “إن إرهابيين يهوداً سينسفون المكان الإسلامي المقدس وسيستفزون العالم الإسلامي للدخول في حرب مقدسة مدمرة مع إسرائيل، ترغم المسيح المنتظر على التدخل”.
ويقول رونالد ريجان رئيس أمريكا الأسبق “أجد في التوراة أن الله سيلمُّ شمل بني إسرائيل في أرض الميعاد، وقد حدث هذا بعد قرابة ألفي سنة، ولأول مرة فإن كل شيء مهيأ لمعركة مجدد والمجيء الثاني للمسيح”.
ومعركة مجدو هي (المعركة النهائية الفاصلة التي يتوقع النصارى أن ينتصروا فيها واليهود على عدوهم).