“لا قيمة لإسرائيل بدون القدس، ولا قيمة للقدس بدون الهيكل” المنظمات الصهيونية والكنيسة الإنجيلية وطموح إعادة بناء الهيكل اليهودي المزعوم

قال بن غوريون -وردّد ذلك من بعده مناحيم بيغن-: “لا قيمة لإسرائيل بدون القدس، ولا قيمة للقدس بدون الهيكل”. والصهيونية على -الرغم من أنها مذهب سياسي- تتخذ من الهيكل والأرض المقدسة اسماً لها، وشعاراً مقدساً تكافح من أجله، وتعتبر نفسها الحركة التي تستهدف إعادة مجد ما تسميه “إسرائيل” وبناء هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى، ومن ثم السيطرة على العالم وحكمه من القدس على يد ملك اليهود الذي هو مسيحهم المنتظر.
جاء في شرح معنى الصهيونية في دائرة المعارف البريطانية: “إن اليهود يتطلعون إلى اقتداء إسرائيل، واجتماع الشعب في فلسطين، واستعادة الدولة اليهودية، وإعادة بناء هيكل سليمان، وإقامة عرش داود في القدس، وعليه أمير من نسل داود”.
وللغاية نفسها تسعى الماسونية الجمعية السرية التي استطاع اليهود جذب المئات من غير اليهود باسم الحرية والإخاء والمساواة، بواجهاتها المتعددة كالروتاري، والليونز، فهدف الجمعية الأسمى: إعادة بناء الهيكل.
عرف المستشرق الهولندي (دوزي) الماسونية بقوله: “جمهور كبير من مذاهب مختلفة، يعملون لغاية واحدة هي: إعادة الهيكل الذي هو رمز دولة إسرائيل”.
وكلمة ماسونية مأخوذة من التعبير الإنجليزي (Free mason)، ومعناه: البناؤون الأحرار. ومما يدل على أن الماسونية أداة صهيونية ما جاء في البروتوكولات اليهودية (ص:73) عنها: “نحن جيش مشتّت عن الوصول لأغراضه بالطرق المستقيمة، فالمراوغة فحسب هي الوسيلة الصحيحة، وهي الأصل في تنظيمنا للماسونية التي لا يفهمها أولئك الخنازير من الأمميين”.
ويقول إدريس راغب وهو أحد الماسونيين العرب: “إن الاعتقاد بوجوب إقامة الهيكل يقوّي إيماننا بالوعود المذكورة بالكتاب”.
وقالت دائرة المعارف الماسونية الصادرة في فيلادلفيا سنة 1906م: “يجب أن يكون كلّ فعل ماسوني رمزاً لهيكل اليهود، وهو بالفعل كذلك، وأن يكون كل أستاذ على كرسيه ممثلاً لملك اليهود، وكلّ ماسوني تجسيداً للعامل اليهودي”، ومن الأدعية التي يقرأها جميع الحاضرين من الدرجة 33 في المحافل الماسونية: “سنعود إلى عهد سليمان بن داود، ونبني الهيكل الأقدس، ونقرأ فيه التلمود، وننفذ كل ما جاء في الوصايا والعهود، وفي سبيل مجد إسرائيل نبذل كل مجهود”.

المنظمات والجماعات اليهودية المعنيّة بهدم الأقصى وبناء الهيكل
هي أكثر من عشرين منظمة وجماعة من أهمها:
– جماعة (جوش إيمونيوم)، ومعناها (كتلة الإيمان)، وتطلق على نفسها أيضاً: (حركة التجديد الصهيوني)، وقد كانت أداة طيِّعة في يد (أريل شارون) رئيس كتلة الليكود لتنفيذ سياساته في المناطق المحتلة.
– منظمة (يشيفات أتريت كوهانين) أي: التاج الكهنوتي، وتعود جذورهم إلى الحاخام (إبراهام يتس حامدكول) الحاخام الفلسطيني الأول، وهذه المنظمة لديها خطط هندسية جاهزة لإنشاء الهيكل، وهي تعقد ندوات دورية عن الهيكل وسبل العمل لإعادة بنائه.
– جماعة (أمناء الهيكل)، وتقوم هذه الجماعة بإقامة الصلوات اليهودية في الساحة المحيطة بحائط البراق.
– حركة (كاخ) ومعناها (هكذا) بالبندقية: ومؤسسها هو الحاخام اليهودي الأمريكي (مائير كاهانا)، ومن جماعته (واين جودمان) الذي قام بالهجوم على الأقصى في 11/4/1982م، وتسبب هذا الهجوم في استشهاد وجرح عدد من المسلمين، وقد قام (كاهانا) بدفع أتعاب المحاماة عنه حتى أطلق سراحه. (قبل أن يهدم الأقصى 98 -105).

مشاركة النصارى للصهاينة في الجريمة
يشاطر النصارى الإنجيليون اليهودَ عقيدة قدسية الهيكل، وضرورة إقامته مكان المسجد الأقصى؛ لأن كليهما يأخذ عقيدته من التوراة المحرفة التي استفاضت في الحديث عن الهيكل، والأنشطة التي يقومون بها واسعة النطاق، فكتبهم تزيد على ثلث مجموع الكتب التي يشتريها الجمهور، ويملكون ويديرون 1300 محطة راديو، وتنظم الكنيسة رحلات دورية سياحية دينية للقدس لزيارة الأماكن اليهودية والنصرانية المقدسة، ومن أبرز شخصياتهم الممثلة للتحالف القوي بين الصليب ونجمة داود:
– المطران “جيم دولوس”: وهو عضو في منظمة الهيكل المقدس اليهودية.
– والقس “جيمي سواغارت”: وهو يرى أنه ينبغي أن يُبني الهيكل للتمهيد لمجيء المسيح.
ولعل من أخطر شخصيات “المسيحيين الأصوليين” رجلين:
الأول: “جيري فالويل” وله منظمة يسمونها منظمة (الأغلبية الأخلاقية) أو (الأغلبية المعنوية)، لها برنامج إذاعي وتلفزيون يومي يستمر ساعة كاملة، ومما يقوله: “إن الوقوف ضد إسرائيل هو وقوف ضد الله”، ويقول في برنامجه (ساعة من إنجيل زمان) حينما غزا اليهود لبنان واحتلوا بيروت: “يذكر سفر التكوين من التوراة أن حدود (إسرائيل) ستمتد من الفرات إلى النيل وستكون الأرض الموعودة.. وهي العراق وسورية وتركيا والسعودية ومصر والسودان وجميع لبنان والأردن والكويت”.
الرجل الثاني: “بات روبرتسُن”: النجم التلفزيوني الديني، المعروف في أنحاء أمريكا كلها، يملك هو وجماعته الإنجيلية الأصولية المحطة المشهورة C.B.N. وهي تذيع باستمرار على مدار 24 ساعة، وفي برامجه يؤكد دائماً على عداوة العرب ويسميهم أعداء الله، ويعتقد أنه لا مجال للعدل مع الفلسطينيين طالما أن رغبة الله هي تأسيس “إسرائيل” وفي تعيين حدودها، وكان “بات روبرتسن” ضمن الوفد الرسمي الذي رافق الرئيس الأمريكي الأسبق “جورج بوش” في زيارته للسودان عام 1985م، التي وقّع على إثرها اتفاق أمريكي سوداني بترحيل يهود الفلاشا إلى الكيان الصهيوني.
وهناك نحو 250 منظمة تحمل أفكار الإنجيليين، بدأت حرباً مكشوفة ضد المسلمين في أمريكا، وكلها تؤمن بحرفية التوراة والإنجيل، وتدعم اليهود لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل فوق أنقاضه، تهيئةً لقدوم المسيح حسب تنبؤات الكتاب المقدس، ومن أشهر هذه المنظمات: “السفارة المسيحية الدولية في القدس”، أسسها الإنجيليون في شتنبر 1985م وجعلوا مقرها في القدس، يقول رئيس هذه الطائفة: “إنّا صهاينة أكثر من الإسرائيليين أنفسهم، وإن القدس هي المدينة الوحيدة التي تحظى باهتمام الله، وإن الله قد أعطى هذه الأرض لإسرائيل إلى الأبد. (المسجد الأقصى.. وقفات وعبرات، لمحمد الشيخ).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *