نقدم للقراء المقال الأول من سلسلة مقالات أعلنت مجلة la vie coloniale سنة 1912 نشرها تباعا حول (المغرب، غناه، ما يمكن فعله فيه، الوظائف والوضعيات، الجغرافية، الأعراف، أخلاق، استغلال، مذكرة عملية)، وذلك بعددها الصادر في فاتح يناير 1912 تحت عنوان: un opinion ce que le maroc est pour la france جاء في تقديم البحث ما يلي:
“وأخيرا فتح المغرب للتوسع الفرنسي، la vie coloniale فكرت في عدم ترك هذا المِلك الاستعماري يسقط في يد المستعمرين الأجانب، فلا بد من التعرف عليه لضمه للفرنسيين، الدراسات التي بدأناها اليوم هي تصميم على قيامنا بدراسات مختلفة لمعرفة كل المسائل الجغرافية والتاريخية المتعلقة بالمغرب وغناه وما يمكن فعله فيه، وتقديم النتائج في أعداد لاحقة، وفي ما يلي نص البحث المعنون أعلاه:
(يقول الإستعماري المعروف “إتيان كروس كود” في بحثه المنشور بمجلة politique et parlementaire لعاشر نونبر 1908 تحت عنوان “خمس سنوات من السياسة المغربية: لماذا نريد المغرب؟”:
(المغرب لا يمثل فقط بالنسبة لفرنسا ورشة استعمارية هامة محلية، بل مسألة حيوية في الحل الحتمي المقدر المرتبط ببعض الأدوار الهامة لنظامنا الوطني الذي يمكن أن يضعف نهائيا إذا تهاونا في أخذه والاستحواذ عليه، إن هيمنتنا وسلطتنا الجزائرية مهددة دوما بجرح قديم مفتوح يحمل جناحها الغربي توطيد الإمبراطورية الإفريقية الشاسعة التي غزوناها والتي سبق أن جر جزء منها للحضارة بواسطة جهود معجزة خارقة قوية لم تعرف في تاريخ التوسع الاستعماري لتحقيق تركيز أصداء سياستنا البحرية في الأبيض المتوسط باستخدام مائتي أو ثلاثمائة ألف رجل من قوات السود عاملين تحت رايتنا.
في كلمة تقدير جلب المغاربة لحصيلتنا الوطنية يقتضي قيمة نسبية وليس قيمة مطلقة كما هو رأي جزء كبير من الجمهور الفرنسي الذي يُعتبر الأكثرَ معرفة في العالم.
فمصلحتنا الأساسية تأتي من الموقع الجغرافي للمغرب حجر الزاوية في إفريقيا الشمالية، الذي يتحكم في المواصلات بين بحرين قبالة صخرة جبل طارق، قطر جبلي ذو طبيعته حصينة يصعب تبادله بين القوى الكبرى إذا ما تم لإحداها تثبيت تمركزها به.
فاحتلال المغرب تأمين لسيادتنا على الجزائر وتونس وهو ما يقوله ويكرره كل المستعمرين لأن الترابط الإسلامي بين البلدين السالفين مقصور على المغرب حيث تنظيمات الطرق الدينية توجد تحت رئاسة مشتركة بين البلدان الثلاثة.
الجزائر تتلقى بالتأكيد الردود المناهضة لنا من الثوار المتواجدين في عمق المغرب حيث لعبد القادر وبوعمامة قواعد للعمليات به.
لقد قام أندري باردو منذ سنة 1905 بدراسة نشرت في la revue politique et parlementaire جاء فيها أن المجاعة التي عرفتها التخوم المغربية المحاذية للجزائر دفعت بالقبائل المغربية نحو بلادنا في ربيع 1898 أتاحت للأهالي بالجزائر إقامة مقارنة بين محاسن السلم الفرنسي بالجزائر ومساوئ الحرب على الحدود المغربية الجزائرية.
ماذا كتب في سنة 1900؟
منذ إحدى عشرة سنة إنها بالأمس، كتب قبطان الهندسة بونيفون في كتابه l’afrique politique en1900 الاضطرابات التي عرفتها سنوات 1898 و1899 على الحدود المغربية الجزائرية بالرغم من السيطرة على واد كيس في شهر نونبر 1898 من قبل مفرزة جنود مغاربة، قدمت من طنجة بأمر من السلطان لإقرار الأمن بالمنطقة، توالت الاضطرابات في عدة جهات من إفريقيا الشمالية، فالمغرب قوة دينية قبل كل شيء تبحث طبعا على تجميع كل القبائل حول نفس التدين الذي تعتقده، وإلى عهد قريب كان إمبراطور المغرب مسموع الكلمة ومطاع لغاية تمبوكتو ونهر السنغال، لكن بسبب نشاط الفرنسيين والعقلية المضطربة للقبائل الصحراوية لم يبق له هناك إلا النفوذ الديني الذي يربط المغرب بالسكان الأباعد بواسطة ما يسمونه بالبيعة التي يبعثون بها للسلطان.
فرنسا لم تعرف للمغرب أي حق يطالب به عند غزو الصحراء ما عدا توات المسلمين الذين كانوا يتنقلون بين الأطلس المحيط والنيجير، بعض هذه القبائل تؤدي أيضا ضرائب لسلطان فاس لكن الأغلبية نسي ذلك الخضوع ولم يبق منه سوى الجانب الروحي.
إن إلقاء نظرة سريعة على الخريطة العامة لإفريقيا يكتشف بسرعة الأهمية السياسية والإستراتيجية للمغرب ليس فقط بسبب تواجده على واجهتين بحريتين قبالة جبل طارق، ولكن أيضا لربطه بين قارتين وعالمين مختلفين مما يهيئه لأدوار مستقبلية هامة على الصعيدين التجاري والتحكمي في الملاحة البحرية بين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي) انتهى.
تعليق:
وقد تم تذييل البحث بجانب تطبيقي بيّن فيه الموقع الجغرافي والمساحة والتقسيمات السكانية المكونة من بلاد المخزن وبلاد السيبة ومنطقة الشاوية وناحية الجزائر والمغرب المكونة من عمالة وجدة ودهرة بني امكيلد والمنطقة الإسبانية المكونة من أرض المعارك وبلاد مليلية، مقدما إحصاء لسكان كل من المنطقة الإسبانية وبلاد المخزن وعواصم المغرب الثلاث وعمالة وجدة، ثم تكاليف التجول بالمغرب ووسائل النقل.
وفيما يلي تقدير الساكنة في الأماكن السالف ذكرها:
منطقة الحرب
سبتة 12300 نسمة، الحسيمة وامزفرون 550 نسمة، امليلية وما حولها وتبلغ مساحتها بين كلمتر ونصف وكلمترين مربع ويبلغ سكان مليلية حوالي 20000 إسباني وبعض الفرنسيين والأجانب و23000 أهلي.
مدن بلاد المخزن
الموانئ وعددها ثمانية مفتوحة هي:
تطوان المسلمون:23000اليهود 6500 اوربيون وجزائريون912 المجموع 30412
المدن في بلاد المخزن
الموانئ عدد السكان
المدن | مسلمون | إسرائليون | أوربيون جزائريون | المجموع |
تطوان | 23000 | 6500 | 912 | 30412 |
طنجة | 2500 | 1200 | 9270 | 46270 |
العرايش | 10000 | 3000 | 220 | 13220 |
الرباط سلا | 44000 | 3000 | 144 | 47144 |
البيضاء | 20000 | 6000 | 5710 | 31710 |
مزكان | 22000 | 3000 | 495 | 25495 |
اسفي | 17000 | 2500 | 245 | 19745 |
مكدور | 12000 | 12000 | 347 | 24347 |
ثلاث عواصم
فاس | 90000 | 10000 | 1820 | 101820 |
مكناس | 19000 | 5000 | 24000 | |
مراكش | 46000 | 5000 | 34 | 50034 |
ناحية وجدة
وجدة 8000 نسمة دبدو 1500 نسمة.
مساكن أخرى: السعيدية، مارتيمبري، بركان، تاوريرت الخ (ص5).