إضاءاتٌ ربيع السملالي

♦♦ بعضُ كلماتي أكتبُها وأنا ألهو= فتجد من القَبول والاستحسان والتّجاوب ما لا تجده تلك المقالات التي أسهر من أجل تدبيجها اللّيالي ذوات العدد!
♦♦ كثير من المؤلّفات في مكتبتي تؤرّخ للرّبيع الذي كنتُه قبل إصابتي بالأدب.. أنظر إليها فأحن إلى خبز السّلف وعقيدة السلف ومساجد السّلف وأقوال السّلف!
♦♦ بعض المبتلين بجمع الكتب دون القراءة المثمرة، لو تفرّغوا لقراءة كتب عالم أو أديب أو مُفكرّ من الرّاسخين = لاستخرجوا مع مرور الوقت وتعاقب اللّيالي نفائسَ ودُررًا، و لأصبحوا من المتخصّصين في تراثه.. بدل هذه الفوضى التي لا تسمن ولا تغني من جوع!
♦♦ في مدينتنا مئاتُ المقاهي الفاخرة.. وعشراتُ الملاهي الباذخة.. وستُّ مكتبات‬ بِدائية لا تعرف شيئا عن كتب ابن تيمية، والشوكاني، والصنعاني، وبورخيس، وألبرتو مانغويل، وغيوم ميسو، وبلزاك، وتشيخوف، ومارسيل بروست والبحث عن زمنه المفقود..!‬‬‬‬‬‬‬‬
♦♦ وإنّي لأعرفُ قدْرَ الكاتب والأديب والعالم من خلال مراجعه ومصادره وطبعات التّواليف التي اعتمدها في مُصنّفاته!
♦♦ معرض الكتاب هذه السنة مليء بالخربشات الفيسبوكية؛ اصطادها أصحاب دور النشر، وجمعوها -بعدما اتفقوا مع أصحابها- بين دفاف الكتب وقالوا: هذا مغتسل بارد وشراب!..
♦♦ حال الكاتب مع كثير من دور النّشر كما قال غسان كنفاني:
ﻳﺴﺮﻗﻮﻥ ﺭﻏﻴﻔﻚ.. ﺛﻢ ﻳﻌﻄﻮﻧﻚ ﻣﻨﻪ ﻛِﺴﺮﺓ.. ﺛﻢ ﻳﺄﻣﺮﻭﻧﻚ ﺃﻥ ﺗﺸﻜﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﻣﻬﻢ.. يا لوقاحتهم!
حسبنا الله..
♦♦ رأى أفلاطون رجلا يعلّم امرأةً، فقال له: لا تزِد الشّرّ شرّا!
قال ربيع: مسكينة المرأة لم تسلم حتّى من الفلاسفة!
♦♦ سألني أحدُ معارفي قديمًا وألحّ في السّؤال عن أفضل طبعة لموسوعة (تهذيب الكمال في أسماء الرّجال) للحافظ المِزِّي، (وهو لا يفرّق بين السّند والمتن، ولا بين الحديث المرسل والحديث المُعلّق، وله مكتبة كبيرة) فما كان منّي إلاّ أن نصحته أولا بكتاب (نُزهة النظر بشرح نخبة الفكر)، فقال كم مجلّدا فيها، فقلت: هو كتاب صغير فيه متن وشرح للحافظ ابن حَجَر… فقال مستغربًا: لا لا أنا أحبّ المجلّدات الكثيرة!… فانصرفت عنه وعن جداله… وبعد شهور سمعت أنّه يريد بيع مكتبته بعدما قرّر الزواج بامرأة ثانية!
♦♦ لن تتكلّمَ لُغتي! من أجمل كتب مولانا عبد الفتاح كيليطو، ويُصنّف ضمن الأدب المقارن!
♦♦ فرق كبير بين من يشتري كتابًا ليقرأه ويفيد منه، وبين من يشتري كتابًا ليحظى بتوقيع كاتبه القابع أمامه بابتسامته الباهتة ونظراته الباحثة عن مستقرّ!
♦♦ لو كان عند أبي الفرج الأصفهاني حساب على (الفيس) أو (تويتر) لما انتعشت أرواحنا بكل تلك الموسوعة الخالدة (الأغاني)!
♦♦ لا قيمة لكلّ كتب العالَم المطبوع منها والمخطوط = أمام دموع أطفال سورية التي تئنّ تحت وطأة الظّلم والطّغيان والصّمت العربي الجبان!
♦♦ طرحت على الأستاذ الكبير كيليطو سؤالين جريئين وسط الجمهور، فأعجبني حسن إصغائه وتجاوبه وعفويته برغم كبر سنه.. لله درّه!
♦♦ أروع غنيمة على الإطلاق من معرض الكتاب رسائل الإمام ابن حزم في مجلدين ضخمين بتحقيق الدكتور إحسان عباس!.. وصبح الأعشى للقلقشندي بمجلّداته القديمة التي تنبعث منها روائح السّلف .
♦♦ بدلَ أن تعطيني كتابًا علّمني كيف أقرأ!
♦♦ كتابي نبضات قلم كابن عاقّ يجني الكثير من المال ولا يصلني منه شيء!.. كم بتّ أكرهكِ يا نبضاتي!
♦♦ لولا الحياء لأخبرتكم أن كتابي (زاد الأديب) من أحبّ الكتب إلى قلبي.
♦♦ عصام الحضري حذاء من أحذية السيسي الذي سفك دماءكم ويتم أطفالكم وسجن شرفاءكم، وكان قبل ذلك عبدًا من عبيد مبارك سبحان الله كيف يسرع إليكم النّسيان يا أهل الكنانة المسلمة!!
♦♦ قال لي: لم نعد نرى بعض المنبهرين بصفحتك من الذين كانوا يملأون التعليقات بالمدح والثناء المبالغ فيه؟!.. فقلت: فقد تعلموا كيف يُركّبون جملاً شبه مفيدة فاستغنوا ورحلوا عن كلّ ما يمتّ للرّبيع بصلة..!
♦♦ ابني عبد الرحمن سمع مذيعًا مصريا يتكلّم عن عصام الحضري، فاعتقده صحابيا مُبشّرا بالجنّة!!
♦♦ كيف استطعتُ أنا الذي أحبّ الحياة أن أرضى من الغنيمة بالإيّاب!
♦♦ قال أبو الطّيب:
إذا أنتَ أكرمتَ الكريم ملكته….وإن أنت أكرمت اللّئيم تمردا!
لكن للأسف أصبح هذا البيت مبتذَلا، يستدلّ به كلّ من هبّ ودبّ، ويتمسّح به كلّ لئيم وكلّ خائن، فتشابه البقر علينا، فلم نعد نفرّق بين كريم ولئيم.. وعند ربّك تجتمع الخصومُ!
♦♦ يعرفُني جيّدًا.. ويتابعني من سنوات.. بل يدّعي أنّنا أصدقاء… ثمّ يأخذ كلماتي وينزع منها اسمي ونسبي ولحمي ودمي ليكتبَ بدلها: (لقائلها)!
يا قليل الأدب، هذه العبارة ومثيلاتها لا نذيّل بها كلماتنا المنقولة إلا حين نعجز عن معرفة القائل أو الكاتب!!
♦♦ هذه الأيام أقرأ كتاب (تأملات كاتب) لربيع السملالي، وأظنه أفضل ما كتب لحد الآن، وإن كنت لا أتفق معه في كثير من الأشياء، كرده مثلا على المغراوي، ودفاعه عن سيد قطب، وكذلك تحامله على جبران، وتحذيره من غلاة الصوفية، وإسرافه في ذِكر عيوب بعض الكُتّاب!
♦♦ التقيت بمعرض الكتاب الدولي بكثير من الإخوة الفضلاء، لا أعرفهم ولكنهم يعرفونني جيدًا عن طريق جريدة السبيل، ولو لم يكن للأدب إلا هذه الميزة لكفى بها فخرا واعتزازا، وهذا يجعلني أجتهد أكثر لأكتب ما يليق بهؤلاء الأحبة جزاهم الله خيرًا..
♦♦ حين أكتبُ شيئا لك أن تخالفني أو توافقني لا يهم، فهو أمامك جائز التأويل والتعليق، سواء كنت صديقًا أو متابعًا.. لكن لا تنتظر مني أن أشرح لك، فسيطول انتظارك ولاشكّ!.. ولا تنسَ أن تكون مؤدّبًا حين تخالفني لكيلا أضطر لحَجْبِكَ وإبعادك.. والسلام!
♦♦ لا يتجاوب معك، ولا يفرح لفرحك، ولا يتألم لألمك، ولا يحرّك ساكنًا في صفحتك، لكن حين يرى ما يظنّه أو يتوهّمه خطأ يصوّب أنفه نحو التّعليقات ليحشره ويشرع ينقل من محرك البحث أقوال أسياده في نازلة وقعت في القرون الوسطى، وأمثال هذا لا دواء لدائه إلا الضرب بمجلد ضخم من مجلدات رسائل الجاحظ، لاسيما ذاك الجزء الذي يضم بين دفتيه رسالة التربيع والتدوير.
♦♦ لا أشعر بأيّ عاطفة هذه الأيام، كلّ همّي أن أحقّق كلّ أحلامي قبل بلوغ الأربعين التي لم يبقَ لي على العيش تحت رحمتها إلا ثلاث سنوات وبضعة شهور- إن لم نرحل قبل ذلك طبعا-، وإنّي أحمدُ الله أن وفقني للاجتهاد في سبيل بلوغ أهدافي بحب وشغف في غير ملل ولا ضجر ولا تذمر، وبلا استعانة بأحد غير خالقي الذي قال: (فإذا عزمتَ فتوكّل على الله).. ولا أريد أن أغادر هذه الدّنيا قبل أن أحقّق ما عجز عن تحقيقه الأقران، وأكره أن أكون بين النّاس مجرّد رقم ضائع في الزّحام ( وُلد وأكل وتناسل وتألّم ونام)..
♦♦ حينَ تنعقدُ أواصرُ المحبّة بيني وبينكِ قويّةً فلا يهمّ بعد ذلك أغبتِ أم كنتِ من الحاضرين!
♦♦ هذا المساء انكسرت روحي مجددا… واستبدّ بي المللُ!
♦♦ لست حزينًا بما فيه الكفاية هذه الأيام، وقلبي خالٍ من ألم الفراق، فلا تنتظروا من قلمي إبداعًا، ولا نصوصًا من (أنتِ والزمن)!
♦♦ حين أعود للفندق وأرى بعض ملابسي المتّسخة، أتذكر إفضال أم هند عليّ..
♦♦ وراء كلّ رجل خائن امرأة!
♦♦ وَإِنَّ زمانًا تفتخر فيه النِّسَاء بأظافرها لهو زمان سوء!
♦♦ بعضُ مقدّماتِ الكتب تكون أجملَ من المضمون،ـ وليتَ بعض طلبة العلم يجتهدون في جمع أنفس المقدّمات ويسمّيه على سبيل المثال: (دليلكَ إلى أجمل المقدّمات).
♦♦ رأيتُ فيما يرى النّائمُ والدي يُخاطبني قائلاً: (ماذا فعلتَ بالدّم الذي وهبتُكَ إيّاه)..
♦♦ وكنتُ كلّما وجدتُ حُبسةً في قلمي ألوذُ بكتاب (الأيّام) لطه حسين فيذهب عنّي ما أجدُ.
♦♦ إذا رأيتَ الرّجلَ ينتقدُ كتابًا من خلال عنوانِه دون الاطّلاع عليه فاعلم أنّه قديمُ عهد بغباء.. يقول عبد الفتّاح كيليطو في كتابه (من شرفة ابن رُشد ص:67): لم أتقن بعدُ فنَّ الكلام عن كُتُب لم أقرأها.
♦♦ قالتْ لي: هل تزعجِكَ صراحتي.. فقلتُ: لا.. بل تزعجُني وقاحتُكِ!
https://www.facebook.com/rabia.essamlali

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *