الحسن الثاني لبابا الفتيكان:
“هكذا تمكن زعيم الضالين من استقبال زعيم الكافرين وشرفه أعظم تشريف“
في كتابه “ذاكرة ملك”، وبالضبط في فصل بعنوان: (الإسلام والمسيحية والبابا)، ص:145-144 من الطبعة العربية، حكى الحسن الثاني أنه “حين قدم الأسقف المكلف بحمايته للتحضير -لزيارة بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني للمغرب سنة 1980- طرح مشكلا، لقد قال للمسؤولين المغاربة: “إن البروتوكول يقتضي أن يدخل البابا وحده إلى ملعب الدار البيضاء حيث كان سيلقي خطابا، وهذا أمر يجري به العمل في كافة البلدان التي يزورها قداسته”. لقد وضعت بذلك مصالح التشريفات والأمن عندنا في وضع حرج، لذلك ردت عليها بقولها: “يتوجب علينا أن نستشير جلالة الملك في هذا الأمر”.
وفعلا عرضوا علي القضية، وحينما استقبلت الأسقف قلت له: “مونسنيور، لا يوجد سكان مغاربة مسيحيون، إذن أصغوا جيدا لما سأقوله لكم، فنحن نمثل بالنسبة إليكم أناسا ضالين، بينما نحن نعتبركم كفارا، فكيف تريدون أن يدعو زعيم الضالين السكان للخروج لتحية زعيم الكفار؟ هذا أمر مستحيل!”.
وبعد أن سرد ملك المغرب ما جرى عقب ذلك، وخروجه مع البابا في موكب إلى ملعب الدار البيضاء حيث تجمع مئة ألف شاب ألقى عليهم البابا خطابه، علق الحسن الثاني على الحكاية قائلا: “وهكذا تمكن زعيم الضالين من استقبال زعيم الكافرين وشرفه أعظم تشريف”.