صلاح بادي: كتيبة “سبل السلام” المدخلية التي تحارب مع حفتر الآن وتسانده في هجومه على العاصمة يقودها أحد أمراء القاعدة في شمال إفريقيا وصهر مختار بلمختار شخصياً حوار: أحمد السالمي

في ظل الأحداث التي تعيشها ليبيا، وما تعرفه من تدخل أجنبي، ومن دعم لفصائل بعينها، حاورت جريدة السبيل صلاح بادي القائد الميداني في قوات الجيش التابع لحكومة الوفاق الوطني التي أفرزتها اتفاقية الصخيرات، وسألته الأسئلة التالية لتسليط الضوء على جانب من هذه الحرب:

 

  • في نظركم ما هي الأسس التي على أساسها قام حفتر بخرق الاتفاق السياسي والهجوم على طرابلس؟ وما هي السيناريوهات المتوقعة لمعركة طرابلس، بل معركة ليبيا التي أطلقتها حكومة الوفاق؟

حفتر رفض دائماً أن يكون جزء من أي اتفاق سياسي ورفض حتى الدخول في اتفاق الصخيرات رغم التنازلات التي قدمتها جميع الأطراف ورغم محاولات الأمم المتحدة.

حفتر لا يريد أن يكون طرفا في أي اتفاق  لأن أطراف الاتفاق تكون مالكة لزمام أمورها وبالتالي تستطيع احترام وعودها واتفاقاتها، أما حفتر فهو ليس بمالك لزمام أمره ومن يتحكم بأمره لا يعيش في ليبيا.

بالنسبة لمعركة طرابلس أو كما سميتها معركة ليبيا، وهي حقاً ستكون معركة الدفاع عن ليبيا، فقد فرضت علينا ونحن كنا في حالة دفاع عن النفس وعن عاصمة كل الليبيين من غازي أتاها تحت جنح الظلام.

الآن بفضل الله وبفضل تضحيات الشجعان الذين تنادوا من جميع أنحاء البلاد للدفاع عن عاصمتهم فقد أصبحنا نمتلك زمام المبادرة واستطعنا دفع الصائل إلى التقهقر وتجميد هجومه ومحاصرته خارج العاصمة.

أقول إنها معركة الدفاع عن ليبيا لأن حفتر يعلم جيداً أنه لا يستطيع دخول العاصمة حيث أن القوة البشرية والسكانية والتجارية في ليبيا تتمركز في المنطقة الوسطى والغربية وليس في المنطقة الشرقية التي يسيطر عليها، ومع ذلك فقد هاجم العاصمة قاصداً تمزيق النسيج الاجتماعي والقبلي الذي يجمع خريطة ليبيا فمن يهاجم القلب (العاصمة) يسعى إلى قتل الجسد وليس إلى السيطرة عليه.

حفتر حاول (قتل) ليبيا بهجومه على عاصمتها وليس مجرد السيطرة على ليبيا فهو كان يستطيع السيطرة على ليبيا حتى باتفاق سياسي مثلاً ترعاه الدول الداعمة له ومن ورائها الأمم المتحدة.

  • ما هي الدول التي تدعم حفتر في تجاوزاته العسكرية على حكومتكم المعترف بها دوليا؟

أصبح معروفاً اليوم بعد قصف العاصمة طرابلس أمس بطائرات من دون طيار لا يمتلكها أي طرف في ليبيا أن هذه الدول هي تلك التي وصفها الرئيس التونسي السابق (المرزوقي) بدول محور الشر العربي المناهض لثورات الربيع العربي. طبعاً، هناك قوى إقليمية وأوروبية ودولية أخرى قد نعرف بعضها ولا نعرف البعض الآخر ولكن ستنكشف قريباً بإذن الله تعالى خيوط المؤامرة الدولية التي تسعى لتشكيل شرق أوسط جديد في إطار ما يعرف بصفقة القرن.

  • في تقديركم كقائد ميداني ما مدى التشكيلات والقوات المدخلية التي تساعد حفتر في حربه ضدكم؟

كتيبة “سبل السلام” التي تحارب مع حفتر الآن وتسانده في هجومه على العاصمة يقودها أحد أمراء القاعدة في شمال إفريقيا وصهر مختار بلمختار شخصياً.

أمريكا والعالم كله يعرف هذا، ولكن لا حياة لمن تنادي، سؤالي لهم الآن هو: ماذا إذا انسحب صلاح بادي والمدافعين عن طرابلس وتركوها لقمة سائغة له وقام حفتر بتعيين هذا الشخص المتطرف الذي يتلقى أوامره من أفغانستان كوالي على مدينة طرابلس؟ عندها ستكون المسافة الفاصلة بين تنظيم القاعدة وأوروبا هي 1776 كيلومتر فقط، فهل أعدت أوروبا العدة لهذا؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *