”أهل التوحيد” في اصطلاح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أطلقت هذه التسمية في حديث الجهنميين، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يعذب ناس من أهل التوحيد في النار حتى يكونوا فيها حمما، ثم تدركهم الرحمة، فيخرجون ويطرحون على أبواب الجنة، قال، فترش عليهم أهل الجنة الماء، فينبتون كما ينبت الغثاء في حمالة السيل، ثم يدخلون الجنة»[i]. ولهذا الحديث روايات بألفاظ مختلفة لا تجمل مناقشة المصطلح إلا بإيرادها.
– عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض، فيأتون آدم فيقولون: اشفع لنا إلى ربك، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن. فيأتون إبراهيم، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله. فيأتون موسى، فيقول: لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته. فيأتون عيسى، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم. فيأتوني، فأقول: أنا لها، فأستأذن على ربي فيؤذن لي، ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن، فأحمده بتلك المحامد، وأخرّ له ساجدا، فيقال: يا محمد، ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: انطلق فأخرج من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد، ثم أخرّ له ساجدا، فيقال: يا محمد، ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمّتي، فيقال: انطلق فأخرج من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان. فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد، ثم أخرّ له ساجدا، فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمّتي أمتي، فيقول: انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنَى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار. فأنطلقُ فأفعلُ [ وأتم أبو سعيد الحديث فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:] ثم أعود الرابعة، فأحمده بتلك، ثم أخر له ساجدا، فيقال: يا محمد، ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع، فأقول يا رب ائذن لي فيمن قال: لا إله إلا الله، فيقول: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله»[ii] .
– عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا ميز أهل الجنة وأهل النار، فدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، قامت الرسل فشفعوا، فيقول: انطلقوا -أو اذهبوا- فمن عرفتم فأخرجوه، فيخرجونهم قد امتحشوا[iii]، فيلقونهم في نهر – أو على نهر- يقال له الحياة، قال: فتسقط محاشهم[iv] على حافة النهر، ويخرجون بيضا مثل الثعارير[v]، ثم يشفعون، فيقول، اذهبوا – أو انطلقوا- فمن وجدتم في قلبه مثقال قيراط من إيمان فأخرجوهم. قال فيُخرجون بشرا، ثم يشفعون، فيقول: اذهبوا – أو انطلقوا – فمن وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردلة من إيمان فأخرجوه، ثم يقول الله: أنا الآن أخرج بعلمي ورحمتي، قال: فيُخرج أضعاف ما أخرجوا وأضعافه، فيكتب في رقابهم: عتقاء الله، ثم يدخلون الجنة فيسمون فيها الجهنميين»[vi].
– عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن قوما يخرجون من النار يحترقون فيها إلا دارات[vii] وجوههم حتى يدخلوا الجنة»[viii].
[i]– الترمذي، أبو عيسى محمد بن عيسى.تحقيق وتعليق: أحمد محمد شاكر(ج1-2) ومحمد فؤاد عبد الباقي(ج3) وإبراهيم عطوة عوض(ج4 – 5)، رقم الحديث: 2597،ج4،ص713.
[ii]– صحيح البخاري، المرجع نفسه، كتاب التوحيد، باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم، رقم الحديث: 7510،ج9، ص146.
[iii]– امتحشوا: احترقوا واسودوا.
[iv]– محاشهم: المحترق منهم.
[v]– الثعارير: نبات ينمو بسرعة.
[vi]– أحمد بن حنبل، أبو عبد الله. المسند، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد وآخرون، مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه، رقم الحديث: 14491، ج23، ص374-375.
[vii]– دارات: ما يحيط بالوجه من جوانبه.
[viii]– مسند أحمد بن حنبل، المرجع نفسه، مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه، رقم الحديث: 15048، ج23، ص290.