اعتبر الدكتور الحسين الموس أن مبدأ الحرية قد نتفق فيه مع الجميع، لكن يقع الاختلاف عند تنزيل الحريات الفردية في مجتمع معين كالمغرب الذي هو مجتمع إسلامي، فهاهنا يجب أن نناقش الحريات الفردية وعلاقتها بقيم هذا المجتمع، وقوانين هذا البلد.
وأضاف مؤلف كتاب “الحريات الفردية، تأصيلا وتطبيقا” في تصريح لجريدة “السبيل” بأن المغرب بلد مسلم يرى أن الأسرة هي الشكل الأمثل لتلبية الغريزة الجنسية، وبالتالي ينبغي التشجيع على الزواج والعلاقة الجنسية الآمنة من كل ضرر.
وبالنسبة للقيم المجتمعية في موضوع الحفاظ على الفطرة وعلى أن العلاقات الجنسية ينبغي أن تكون آمنة وفي إطار الزواج، أوضح الموس أن هذه القيم موجهة إلى الرجل والمرأة على حد سواء، فبنفس القوة التي أمر بها الشارع الحكيم المرأة أن تحتشم وأن تستتر وتستعف، فقد أمر أيضا الرجل بأن يستعف، والآيات في سورة النور موجهة للجنسين، {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا..} النور:30-31.
نائب مدير مركز المقاصد للدراسات والبحوث أشار أيضا إلى أن المجتمع الإسلامي قيمه تعلي من قيمة الفرد وتعطيه حريته كاملة، لكن تدعوه في الوقت نفسه، انطلاقا من إيمانه بالله وبهذا الدين، إلى أن يمتثل لأمر الله تعالى، الذي دعا إلى حفظ الفروج والبصر والعفة، وذلك كي نعيش في مجتمع طاهر. والمشاكل المطروحة الآن بخصوص العنف ضد المرأة والاعتداء عليها هذه الأمور كلها لها علاقة بالسعار الجنسي الذي يراد لنا أن ننطلق فيه بدون قيم وبدون ضوابط.
د.الموس أشار في التصريح ذاته إلى مسألة اعتبرها مهمة، وهي أن القانون وليد قيم وتصورات المجتمع وأحيانا يكون متقدما، بمعنى يأتي بتشريعات يراد من المجتمع أن يرتقي إليها، وإذا عدنا إلى الفصل 490 والعلاقات الجنسية الرضائية والإجهاض، فلا يجب أن نعول كثيرا على القانون في حماية قيم المجتمع ومبادئه، وينبغي أن ننتبه إلى هذا الأمر، ومقولة عثمان رضي الله عنه “إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن” ينبغي أن نضعها في إطارها الصحيح، فالوازع الأول هو وازع القرآن والإيمان والتقوى، أما الوازع الثاني الذي هو القوانين فهو مكمل.
وتعليقا على دعوى الخروج على القانون، قال الموس في تقديري هذا سلوك غير حضاري، فمثلا الإنسان يستقل سيارته ويقول أنا سأخرج عن القانون لأنه يقيدني، هذا يؤدي إلى الإضرار بالغير، ومن يعلن ربطه علاقات جنسية خارج إطار الزواج والقيام بالإجهاض فهذا سلوك خطير جدا لأنه يعلن تحديه للقانون والمجتمع معا.