شن مذيع أميركي رائج تذاع برامجه الحوارية على أكثر من 350 محطة إذاعة أميركية يتابعها ملايين الأميركيين أسبوعيا هجوما فجّا على الإسلام وسب المسلمين صراحة بأسلوب غير مسبوق في تاريخ الإعلام الأميركي وطالبهم “بوضع دينهم في مؤخراتهم” كما نادى بترحيل المسلمين من أميركا، مما أثار مطالب في أوساط المنظمات الحقوقية بوقف الإعلانات التجارية التي تبث أثناء برنامجه.
وكان مذيع البرامج الحوارية الشهير “مايكل سافدج” صاحب “برنامج سافدج نيشن” أو الأمة المتوحشة قد سب القرآن الكريم والإسلام والمسلمين في يوم 29 أكتوبر 2007 على الهواء مما اضطر عدد من المستمعين من المسلمين ومن غير المسلمين إلى إبلاغ المنظمات الحقوقية والإسلامية المستقلة والتي سارعت بمناشدة المستمعين الضغط على الشركات ورجال الأعمال المعلنين على برنامجه ومطالبتهم بمنع الإعلانات احتجاجا وعقابا على تصريحاته الفظة غير المسبوقة التي تأتي ضمن تصاعد نبرة العداء للإسلام والعرب في الولايات المتحدة.
وقال “سافدج” في نص كلماته: “إنني لن أضع زوجتي في حجاب ولن أضع ابنتي في البرقع (النقاب) ولن أهبط على أربع وأصلي إلى مكة، ويمكنكم أن تموتوا إن لم يكن هذا يعجبكم، يمكنك أن تضع كل هذا في أنبوبة شرجك، لا أريد أن اسمع بعد الآن عن الإسلام، لا أريد أن اسمع كلمة واحدة عن الإسلام. خذوا دينكم وضعوه في مؤخراتكم. لقد سئمت منكم”.
وعلى الرغم من تعرض المسلمين في أميركا للكثير من السب والانتقاد إلا أن هذه العبارات تعد غير مسبوقة من حيث تدني مستواها وإذاعتها على مسامع الأطفال والصغار والملايين من الأميركيين وبثها على برنامج رائج ومن قبل مذيع مشهور.
وأكمل “سافدج” هجومه على الإسلام قائلا: “أي نوع من الدين هذا؟ أي نوع من العالم تعيشون فيه حينما تسمحوا لهم بالدخول إلى هنا ومعهم وثيقتهم المتخلفة (في إشارة إلى القرآن) في أيديهم، انه كتاب للكراهية. لا تقولوا لي إني بحاجة لإعادة تعليمي. إنهم بحاجة لترحليهم. أنا لا أحتاج لإعادة تعليمي. انه الترحيل لا إعادة التعليم”.
وأنتقد “سافدج” الحكومة الأميركية لسماحها بدخول المسلمين إلى أميركا فقال: «أي امة عاقلة تعبد الدستور الأميركي وهو أعظم وثيقة للحرية كتبت على الإطلاق، تجلب أناسا يعبدون كتابا يأمرهم بالعكس تماما. لا تخطئوا في هذا الشأن، إن القرآن ليس وثيقة للحرية. انه وثيقة للعبودية والرق. إنه يعلمك إنك عبد».
ويذاع برنامج “سافدج” حسب توقيت “ميشيغن” (التوقيت الشرقي) بين الساعة السادسة والتاسعة مساءا في توقيت عودة الموظفين والعمال من وظائفهم وكثيرا ما يلجئون لمحطات الإذاعة الحوارية أثناء التنقل بسياراتهم.
وتقدر منظمة “ميديا ماترز” الأميركية المعنية بمراقبة شؤون الإعلام عدد مستمعي “سافدج” بحوالي 8 ملايين نسمة أسبوعيا. هذا ويتخذ “سافدج”، الذي اسمه الحقيقي “مايكل الان وينير”، من منطقة سان فرانسيسكو مقرا له ومن برنامج اليميني المتشدد “سافدج نيشن”.
هذا وقد رصدت منظمات رقابة إعلامية تصريحات عديدة سابقة لـ”سافدج” هاجم فيها الإسلام ومسلمي أميركا وصفت بأنها تحريضية ضد مسلمي أميركا إذ قال في عام 2004: “اعتقد أنهم (المسلمين) بحاجة لأن يتم إجبارهم بالقوة على التحول للنصرانية… انه الشيء الوحيد الذي يمكنه انه يحولهم إلى كائن أنساني”.
وفي عام 2006 طالب بحظر هجرة المسلمين إلى أميركا ناصحا بضرورة “جعل بناء المساجد أمرا ضد القانون”.
هذا وقد علقت مسؤولة الإعلام في منظمة المجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، وهي منظمة إسلامية أميركية مقرها واشنطن تدافع عن الحقوق المدنية لمسلمي أميركا، على تصريحات سافدج قائلة: “من الواضح أن مايكل سافدج لا يهتم بسلامة الحقوق المدنية للمسلمين الأميركيين لكن المحطات التي تذيع وصلاته المليئة بالكراهية تهتم بمستمعيها.
يجب على الأميركيين من كل المعتقدات أن يأخذوا بعض الدقائق ويتصلوا بالمحطات المحلية التي تذيع هجمات سافدج المثيرة للاحتقان ليقولوا إنهم لن يشتروا بضائع أو خدمات من هؤلاء المعلنين”.
وحذرت روبين من أن هذه الكلمات تؤدي إلى انتشار العنف ضد الأميركيين المسلمين.
هذا وكانت منظمات حقوقية أميركية قدر رصدت تصاعد الأعمال العنيفة ضد مسلمي وعرب أميركا ومؤسساتهم. ومنها تعرض أمرآة مسلمة للضرب المبرح في نيويورك في حادثة اضطهاد كما أشعل بعض الناس النار في مسجد في كاليفورنيا كما أطلق عيار ناري على أحد مساجد تكساس.
هذا ويقدر عدد المسلمين في أميركا بما بين 5 إلى 7 ملايين نسمة من إجمالي تعداد سكان يبلغ 300 مليون نسمة.