ثقافيات

جديد الكتب

كتاب “نساء النبي صلى الله عليه وسلم” كتاب أعادت مجلة الملتقى طبعه من جديد، ضمن إصداراتها لعام 2020. وهو كتاب للكاتبة والعالمة المعروفة د. عائشة عبد الرحمان (بنت الشاطئ).

إنه نوع آخر من جنس السيرة، حيث التركيز على الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته، وبين أهله. وقد جعلت السيدة عائشة عبد الرحمان من كتابها فضاء للتعريف بأمهات المؤمنين رضوان الله عليهن، وهن مؤنسات الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته، وحامياته في حجراته، والساهرات على راحته في أهله.

تناولت بالتعريف والعرض حياة النبي الزوجية في فصل بعنوان “محمد: الزوج النبي”، وزادتها إيضاحا وبيانا بعرض حول “أمهات المؤمنين ومارية القبطية”، فجاءت بعض الملامح من حياتهن تباعا: خديجة بنت خويلد، سودة بنت زمعة، عائشة بنت أبي بكر، حفصة بنت عمر، زينب بنت خزيمة، أم سلمة المخزومية، زينب بنت جحش، جويرية بنت الحارث، صفية بنت حيي، أم حبيبة، مارية القبطية، ميمونة بنت الحارث.

فما أحوجنا لهذا التذكير بالفضاء الأسري الذي عاش فيه النبي صلى الله عليه وسلم، ما أحوجنا إليه في زمن تفكيك الأسر وشن الحروب على “الوالدية”.

 

مكتبتك في تاريخ المغرب

“المغرب والاستعمار: حصيلة السيطرة الفرنسية”، كتاب للمؤرخ ألبير عياش، ترجمة عبد القادر الشاوي ونور الدين سعودي، منشورات دار الخطابي. كتاب فريد ونوعي في بابه، يستعرض فيه ألبير عياش تاريخ المغرب، من القرون الأولى لتشكل الأمة المغربية إلى زمن الاستعمار الفرنسي للمغرب.

يتكون الكتاب من ستة أقسام:

– القسم الأول: البلاد والسكان

– القسم الثاني: الاستعمار

– القسم الثالث: الإنتاج الأوروبي

– القسم الرابع: الإنتاج المغربي

– القسم الخامس: نتائج الاستعمار

– القسم السادس: الحركة الوطنية

وفي كل قسم من هذه الأقسام تفصيل لعدة مباحث، بأكبر قدر من المعطيات التي تساق في سياق تحليلي بين الفينة والأخرى، في قرابة 423 صفحة هي فرض عين على كل باحث مهتم بتاريخ المغرب الحديث.

 

فنون:النقد الإيديولوجي السينمائي

أفلام هشام العسري: اللامعنى في قالب سينمائي (6)

“الرفيق خيخي” سلسلة يشخصها رجل بهيئة: لباس “قميص المنتخب الوطني”/ شعر أجعد/ ملامح مضطربة وحائرة وغاضبة… الخ.

الحلقة الأولى: يحاول أن يقارن بين “القدامة” و”الحداثة” في قالب رمزي: مسمار/ محلول لاصق (“كولة”)، “بلغة”/ حذاء رياضي بلاستيكي (“حلّومة”). يدّعي النجاعة للحداثة، وانعدامها للقدامة، إطلاقا وقطعا. نكتشف أخيرا أنه كان يتكلم، ويحرض على التغيير والتأقلم، ويردد كلاما بعضه غير متسق، داخل مرحاض. تناسب كلامه مع قضاء حاجته البيولوجية، فصرَف الماء الكلام والحاجة معا.

الدال على اللامعنى في مختلف مشاهد الحلقة الأولى: هيئة تحيل على البعثرة وغياب الأفق/ التضحية الجزافية بالقدامة/ الجمع بين الكلام وقضاء الحاجة… الخ.

وكلها ضد مطلوب الشرط التاريخي: ترتيب الهيئة وإضاءة أفق/ استثمار القدامة لرسوخها ونجاعتها/ التحكم في الطبيعة بالثقافة… الخ.

هذا هو المخزون الإيديولوجي لست دقائق من التشخيص. وإذ نحكم على هذه المدة بالقصر، فإنها تخاطب اللاوعي المغربي بالرمز. فتلك لغته، وتلك اللغة الأكثر تأثيرا فيه.

 

نافذة على مشروع فكري

عبد الوهاب المسيري (7)

تنبأ كثيرون بزوال إسرائيل، فهل تعتمل داخلها عوامل لانهيارها وزوالها؟

يؤكد عبد الوهاب المسيري على اعتمال العديد من عوامل انهيار إسرائيل داخلها، إلا أنه يؤكد –إضافة إلى ذلك-أنها عوامل غير كافية لانهيارها، فتكون المقاومة على النقيض من الكيان الصهيوني ضرورة ملحة. يقول المسيري: “إن القضاء على الجيب الاستيطاني لا يمكن أن يتم إلا من خلال الجهاد اليومي المستمر ضده، وما نذكره من عوامل تآكل في المجتمع الصهيوني هي عوامل يمكن توظيفها لصالحنا، كما أنها تبين لنا حدود عدونا وأنه ليس قوة ضخمة لا تقهر، لكنها في حدّ ذاتها لا يمكنها أن تودي به أو أن تؤدي إلى انهياره”. (عبد الوهاب المسيري، انهيار إسرائيل من الداخل، دار المعارف، ص 183)

بإمكاننا حصر العوامل الداخلية لانهيار الكيان الصهيوني، كما أوردها المسيري في كتابه “انهيار إسرائيل من الداخل”، فيما يلي:

– تفكك “قداسة الجيش”، ما أدى إلى انصراف الشباب عن الخدمة العسكرية وتشكل حركات تعارض الخدمة العسكرية. (ص 157-158-159-160)

– ازدياد خطورة الفرار من الخدمة العسكرية ومعارضتها في “مجتمع استيطاني، يتهدده السكان الأصليون، ويواجه مشكلة أمنية في علاقته بجيرانه، وأوكل له مهمة قتالية من قبل أولياء نعمته”. (ص 160-161)

– “سقوط نظرية الأمن الإسرائيلية”، وهو السقوط الذي نتج عن الانهزامات الأمنية المتتالية للكيان الصهيوني بالرغم من تحقيقه لانتصارات عسكرية (في 67 و73)، وكذا عن تراجع فكرة “الأمن القومي” لدى شباب الكيان بعدما اكتشفوا أنهم في حالة عدوان لا حالة دفاع عن النفس. (ص 162-163-164-165)

– “تآكل الإيديولوجية الصهيونية”، وذلك بسبب عدم تحقق أغلب النبوءات الصهيونية التي كان يروجها قادة الكيان. وهكذا، تحولت تلك الإيديولوجية من محل تصديق إلى محل عدم أخذها مأخذ جدّ وتصديق. بل إن المقاصد أصبحت مادية أكثر منها عقدية وإيديولوجية، وخاصة مع الهجرات الجديدة التي تكون لأهداف اقتصادية أساسا. (ص 166-167-168-169)

– “أمركة المجتمع الصهيوني”، حيث التمركز على الذات كنتيجة من نتائج الخصخصة وغيرها، وحيث سيادة الشخصية الاستهلاكية لا الإنتاجية؛ ما أدى إلى انتشار المخدرات والكحول والتفكك الأسري والعنف والشذوذ الجنسي… الخ. (ص 170-171-172)

– “الخوف من السكان الأصليين الذي اغتصبت أرضهم، والذين قد يهبون في أية لحظة للمطالبة بها ولطرد المغتصبين”. (ص 174)

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *