خالد زبارقة*: الاحتلال لا يتعامل معنا كبشر لهم حقوق وإنما كهدف يجب التخلص منه |
- ما هو تفسيركم لاشتعال الشارع الفلسطيني وردة فعل المقاومة بعد قرار محكمة الاحتلال العليا في قضية “حي الشيخ جراح” وما تلا ذلك من اقتحامات للمسجد الأقصى مع العلم أن هناك عمليات مشابهة قام بها الاحتلال من قبل ولم نشاهد مثل هذه الهبة الشعبية؟
التفسير هو أن الشعور الديني، الشعور عند العرب بالمساس بالمقدسات خاصة بالمسجد الأقصى المبارك، هو الاعتبار الأهم أو المحرك الأهم في استفزاز مشاعر الناس، ما قام به الاحتلال على مدار الشهر الأخير في شهر رمضان من اعتداء متواصل على المصلين في المسجد الأقصى بالتضييق عليهم، والتضييق على الناس في باب العمود، بالإضافة إلى مظاهرة اليهود التي كانت في باب العمود وحاولوا أن يعتدوا فيها على العرب، ما يحدث في الشيخ جراح وما تلا ذلك من إجراءات.
طبعا الحدث الذي كان أيضا في العشر الأواخر من رمضان والتجهيزات التي كان يقوم بها الاحتلال لاقتحام المسجد الأقصى في 28 رمضان والتضييق على الناس في يوم 27 من رمضان، ومنعهم من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك كل هذه إجراءات لها عنوان واحد هو القدس والمسجد الأقصى المبارك، فعندما يتم المساس بهما الكل يثور هذا الأمر أصبح واضحا للجميع.
لماذا الآن؟ هناك تراكم واحتقان موجود بسبب سياسات الاحتلال الإحلالية، الاحتلال الإسرائيلي لا يتعامل معنا كبشر كناس لهم حقوق ويجب حمايتهم ويجب حماية حقوقهم، هو الآن وضعنا في خانة الهدف الذي يجب التخلص منه، وهو يسعى للتخلص منا، كثير من الأهداف كثير من السياسات التي يمارسها الاحتلال في كل مكان ومكان، ولكن هناك تراكمات، والذي حدث في المسجد الأقصى المبارك والأحداث الأخيرة في القدس والمسجد الأقصى المبارك في اعتقادي كانت مفصلية في خروج الناس إلى الشارع.
- في نظركم لماذا هذا الإصرار من نتنياهو على الحرب رغم أن قادة جيش الاحتلال يريدون وقفها حسب ما تم تسريبه من أخبار؟
إصرار نتنياهو على استمرار الحرب كان له عدة أسباب أهم هذه الأسباب هو وضعه الداخلي، فهو مقبل على انتخابات خامسة خلال أقل من سنتين وهو يعلم ذلك جيدا، ويعرف أن هذه الحرب إن خسرها فهذا يعني أنه سيخسر الشارع “الإسرائيلي” وسيخسر الكثير من الناخبين الذي يسعى ويطمع في أن ينتخبوه في الانتخابات القادمة، يعني يمكن أن تكون عندنا في شهر “أيلول” شتنبر من هذا العام وبالتالي انتخابات خامسة خلال سنتين، وهذا بطبيعة الحال ما يقلق نتنياهو بشكل كبير ولا يريد أن تسجل عليه هزيمة أمام غزة في فترة قصيرة جدا قبل الانتخابات هذا شيء مهم جدا.
- ما هي توقعاتك للوضع الذي سيؤول إليه الفلسطينيون، سواء في الضفة أو غزة أو الداخل المحتل، بعد هذا العدوان الغاشم؟
واضح أننا دخلنا مرحلة جديدة، مرحلة تصعيد إسرائيلي، هناك جزء منها حكومي يتعلق بنتنياهو لكن أنا في اعتقادي هذا تصعيد “إسرائيلي” من طرف الدولة من طرف المؤسسة الرسمية التي تسعى إلى التخلص من العبء، من عبء العرب من الديمغرافيا العربية من التعداد السكاني العربي، هي تريد الآن تكريس مفهوم يهودية الدولة، ومفهوم يهودية الدولة في مضمونه مفهوم عنصري من الطراز الأول هو مفهوم يعني مركب على الكراهية وعلى رفض الآخر وعلى إقصاء الآخر، هو مفهوم يكرس الفوقية اليهويدية بالتوازي مع تكريس الدونية العربية الفلسطينية، هو مشروع ليس فقط إحلال جغرافي وإنما إحلال روائي وإحلال أسماء وإحلال ديني وإحلال هوية، هو يريد أن يحل الهوية اليهودية أو الطابع اليهودي محل الهوية العربية والطابع الإسلامي، هو يريد أن يحل الهوية الدينية اليهودية على المسجد الأقصى المبارك مكان الهوية الدينية الإسلامية، لذلك أنا في اعتقادي أن إسرائيل دخلت الآن مرحلة جديدة مع مخطط جديد بالأساس يستهدف الوجود الفلسطيني يستهدف الهوية الفلسطينية، يستهدف مركبات ورموز الهوية الفلسطينية يستهدف المقدسات وأنا في اعتقادي أن الحالة التي نحن فيها الآن ستتصاعد أكثر من ذي قبل.
- ما هي رسالتك للشعب الفلسطيني وللأمة الإسلامية؟
نحن نقول أننا هنا في الأرض المباركة في أرض بيت المقدس، ثابتون صامدون بإذن الله تعالى، وبدعائكم وبدعمكم سنبقى صامدين حتى نلقى الله سبحانه وتعالى، والشعب الفلسطيني لا يوجد له أي خيار نحن نعلم أننا نسكن في أرض مباركة أرض باركها الله فيها بيت المقدس وهذا أعظم مكان بعد الكعبة المشرفة والمدينة المنورة.
ونحن نقول للأمة الإسلامية أن القدس والمسجد الأقصى المبارك هي لكم كما هي لنا، ولكم نصيب فيها كما لنا نصيب فيها، لا نختلف عنكم في شيء ولكن نريد الآن من الجميع أن يحركوا قضية القدس، وقضية المسجد الأقصى المبارك لأن هذا شيء مهم جدا جدا، في نشر الوعي والوقوف سدا منيعا أمام كل محاولات أسرلت العقل العربي، أو احتلال العقل العربي، أو احتلال الوعي العربي، عن الشعوب العربية سواء في الخليج في السعودية في الأردن في مصر في كل مكان نسمع أصواتا نشازا بيننا، نسمعها في الإعلام، لذلك دورنا جميعا أن يقوم كل بدوره في التصدي للمشروع الصهيوني، لرواية المشروع الصهيوني في تكريس الرواية الإسلامية الحقيقية للمكان، للقدس، للمسجد الأقصى المبارك، أن تتحول قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك لقضية الأمة بجميع شعوبها وبجميع مركباتها، وألا يقتصر الاشتباك مع الاحتلال فقط على أهلنا في فلسطين.
ــــــــــــــــــــــ
*خالد زبارقة” مسؤول هيئة دفاع الشيخ رائد صلاح