التكبير في عيد الأضحى

 

 

أصح ما قيل في التكبير أيام عيد الأضحى أنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى”.

قاله العلامة صديق حسن خان رحمه الله[1].

وقد ذهب بعض الفقهاء[2] إلى أن هذا التكبير مقيَّدٌ بما بعد الفرائض، وهو تقييدٌ لمطلق بدون دليل، والأصل بقاء المطلق على إطلاقه حتى يأتي ما يقيده:  فيكبر المسلم  دبر الصلوات، وفي غير ذلك من الأوقات، ولا يخصص منها شيئا.

وبهذا الإطلاق عمل الصحابة رضي الله عنهم:

عن أبى نجيح: «أن عمر كان يُكبر في الدار، أيام التشريق، فيسمع أهل المسجد تكبيره فيكبرون حتى يكبر أهل السوق»[3].

وعن نافع: «أن ابن عمر كان يكبر بمنى تلك الأيام خلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه، وفي ممشاه تلك الأيام جميعا»[4].

والله أكبر: “جملة تدل على أن الله أعظم من كل عظيم في الواقع؛ كالحكماء والملوك والسادة والقادة، ومن كل عظيم في الاعتقاد؛ كالآلهة الباطلة، وإثبات الأعظمية لله في كلمة (الله أكبر) كناية عن وحدانيته بالإلهية؛ لأن التفضيل يستلزم نقصان من عداه؛ والناقص غير مستحق للإلهية، لأن حقيقتها لا تلاقي شيئا من النقص.

ولذلك شرع التكبير في الصلاة لإبطال السجود لغير الله، وشرع التكبير عند نحر البدن في الحج لإبطال ما كانوا يتقربون به إلى أصنامهم، وكذلك شرع التكبير عند انتهاء الصيام.

فمن أجل ذلك مضت السنة بأن يكبر المسلمون عند الخروج إلى صلاة العيد ويكبر الإمام في خطبة العيد”[5].

 

[1]– الروضة الندية (1/97).

وانظر الآثار عنهم رضي الله عنهم في ذلك عند ابن المنذر في الأوسط (4/300-304).

[2]– انظر: الفتح (2/582).

[3]– رواه ابن المنذر في الأوسط (4/299).

[4]– رواه ابن المنذر (4/299).  وهو عند البخاري معلقا في كتاب العيدين: الباب (13).

[5]– التحرير والتنوير (2/ 176).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *