عنوان المقال هو الحل المقترح لمعالجة مشاكل الأمة الإسلامية خاصة، صاحب المقترح هو رجل لا ينطق عن الهوى ولا يتكلم إلا بما يوحى، إنه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الرحمة المهداة الذي لم يترك خيرا إلا دل أمته عليه ولا شرا إلا حذر أمته منه، الذي هو أرحم بهذه الأمة من غيرها، وهو الذي يعلم وحيا من الله أن هذه الأمة ستدخل دوامة من المشاكل وستتخبط في وحل من المصائب، وأن عزها سيعود ذلا مقطرا، وعارا مصفى، تعيشه الأمة قهرا وتسلطا واستغلال من أعدائها وأعوانهم من أهل الشقاق والنفاق.
وبما أنه عليه الصلاة والسلام هو الصادق المصدوق الأمين المشفق غاية الإشفاق على أمته فإنه نصحها هذه النصيحة والرائد لا يكذب أهله، فبعد أن شخص لها الأسباب وبين لها النتيجة والحال، أعطاها سبيل الخروج من سوء المآل، هذه النصيحة هي في حقيقتها وحي من الله، والله هو الذي بيده الأمر والنهي والخفض والرفع والعز والذل والفقر والغنى، سبحانه كل يوم هو في شأنه، فكأنه عز وجل يوحي لنبيه أن يخبر أمته أنه لا كرامة لها حين يصبح الذل دثارا لها إلا بالرجوع إلى الدين، وأن هذا السبيل هو الأوحد وهو شرط من رب العالمين الذي لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه (ولله العزة جميعا).
عندما يكون الحل شرعيا، بل توجيها نبويا وأمرا إلهيا، فإن كل الحلول والسبل والوسائل ضياع للوقت والجهد، ومزيدا من التيه وتراكم المشاكل واتساع الخرق، وهذا الذي تؤكده الأيام والسنون منذ نكسة الأمة الإسلامية وتخليها عن دينها علما وعملا ودعوة واعتزازا، وتسلط أعدائها عليها بسبب ذلك، وهي لا زالت على ذلك رغم محاولات كثيرة للتخلص من الحالة المزرية التي تعيشها الأمة، ومن تتبع الواقع من عقود يرى أنه في كل مرة تشرئب فيها الأعناق إلى الخلاص والعز والكرامة والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم، فإذا هو كوابيس مزعجة وأحلام مرعبة، كحال قوم عاد لما رأوا السحاب قالوا هذا عارض ممطرنا فإذا هي ريح فيها عذاب شديد.
ولا أدل على ذلك مما يقع للأمة بعد ثورات أسقطت فيها حكاما، ودبجت في ذلك قصائد ومدائح وخطب عصماء تتحدث عن نهاية الاستبداد، فإذا هو استبداد وقهر فاق الذي أسقطته الثورات، وحلم آخرون بغد مشرق مع الانتخابات، فإذا هي صدمة فاقت التوقعات، بل لم تكن تخطر على بال. يصدق فينا المثل القائل (العام الذي نود أن نشتري فيه الزربية نبيع الحصيرة) فالعام الذي نقول تتحسن فيه الحال يزداد سوءا وفسادا قهرا وظلما وفقرا وهلم جرا.
فمتى ستظل الأمة تعيش الوهم والأحلام وهي أمة مسلمة لا خلاص لها إلا بما دلها عليه رسولها محمد عليه الصلاة والسلام، وبما شرطه عليها ربها المعز المذل سبحانه.
فمتى ترجع الأمة إلى دينها؟؟
متى ترجع إلى التوحيد ونبذ الشرك؟؟
وإلى الطاعة وترك المعصية؟؟
وإلى السنة والتخلي عن البدعة؟؟
متى تعود الى دينها؟ وإلى الصلاة… والزكاة…والبر… وصلة الرحم… والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر… وحسن الجوار… والوفاء بالأمانة… والتزام العفة والحياء والحجاب والستر… وترك السحر والشعوذة… وترك الربا والقمار… وترك التبرج والعري والزنا والشذوذ… وترك الحقد والحسد والبغض والغيبة والنميمة… وهجر المراقص ومنتجعات الخلاعة، وترك الخمور والمخدرات… هذه نماذج وإلا فالدين أعم وأشمل وأحكم وأكمل. فلا بد أن يحيط الإسلام بحياة المسلمين وأن يؤطرها في جميع مجالاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية والرياضية والتعليمية والأخلاقية والمعاملاتية. في كل دقيق وجليل وكبير وصغير.
وإلى ذلك الحين فمزيدا من المشاكل والهموم والأحزان والمحن والهوان.