“لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق”، هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخير معروف وأشرفه ما كان في خدمة دين الإسلام.
إذن يمكنك أيها المسلم مهما كانت إمكاناتك محدودة أن تفعل شيئاً لخدمة دينك، فإن مجالات خدمة الإسلام كثيرة جداً، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “سبق درهم ألف درهم” فقال رجل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: “رجل له مال كثير، أخذ من عرضه مائة ألف درهم تصدق بها. ورجل ليس له إلا درهمان، فأخذ أحدهما فتصدق به”. رواه النسائي وحسنه الألباني.
إن القليل الذي تقدمه لدين الله خير من الكثير الذي يقدمه أعداء الإسلام في سبيل إضلال المسلمين وإخراجهم من دينهم، فقد قال الله تعالى: “فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْض” الرعد.
وهذه الأموال والأوقات والجهود سوف تكون عليهم لا لهم يوم القيامة كما قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ” الأنفال.
ومعلوم أن المتولي عن نصرة الإسلام والمسلمين هو الخاسر النادم المتحسر، كما قال تعالى: “وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً” الفرقان، وقال تعالى: “وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ” محمد.
وماذا بعد أخي الحبيب؟
ماذا قدمت أنت لدين الله؟
ماذا بذلت للإسلام من جهد؟
ماذا أنفقت له من مال؟
ماذا قدمت له من وقت؟
كم مرة حزنت على ما يتعرض له المسلمون من ذبح وإبادة في كثير من بلدان العالم؟ كم مرة مسحت دمعة يتيم…أو أعدت فيها البسمة إلى أرملة..أو سترت فيها جسد مسلمة من التهتك والانحراف؟
إن الإسلام -أخي الحبيب- هو شرفنا وعزتنا وكرامتنا ومصدر قوتنا وهيبتنا بين الأمم: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلونَ} الزخرف.
فإذا انشغل كل واحداً منا بنفسه، وترك جراحات إخوانه، فسوف تأتي الدائرة عليه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً”.
وقال صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمن مثل النحلة، إن أكلت أكلـت طيباً، وإن وضعت وضعـت طيباً، وإن وقعت على عود نخراً لم تكسره” رواه البيهقي وحسنه الألباني.
هكذا أنت أيها المؤمن.. تنفع نفسك وإخوانك في كل مكان..تشارك إخوانك أفراحهم وأتراحهم..وتعمل على إيصال الخير لهم أينما وجدوا.
فلا تنس دورك في البناء، واعرف عظم مسؤوليتك تجاه دينك.