ثقافيات

 

جديد الكتب:

نقدم لقراء هذا العدد كتابا جديدا، صدر بعنوان “التحكم الخفي بالإنسان”، للكاتب فيكتور بافلوفيتش شينوف، ترجمة: غسان محسن المتني، عن الهيئة العامة السورية للكتاب.

“يتحدث هذا الكتاب عن أساليب التأثير على الناس، وقد بحثت فيه ودرست شروط التسيير الخفي وعملية التحكم وآلياتها، وقدمت فيه أمثلة كثيرة عن استخدام هذه الآلية وتطبيقها، في العلاقات بين الرؤساء والمرؤوسين، النساء والرجال، الأبناء والآباء، المعلمين والطلاب،… إلخ. ويساعد الكاتب أيضا على استيعاب هذه الطريقة في التحكم بالناس، وتعلم طرق الدفاع عن النفس ضد المتحكمين، ويخلص إلى رسالة مفادها أن من يرغب بالظفر بالكثير من فعليه الاعتماد على عقله وتفكيره. نأمل أن يحقق المنفعة المكتسبة للباحث والقارئ على حد سواء”. (ظهر الغلاف)

 

مكتبتك في تاريخ المغرب:

اخترنا لهذا العدد كتابل ليس في التاريخ حصرا، إلا أنه لا يخلو من تاريخ، من خلال البحث في بعض المعطيات التاريخية المتعلقة باختيارات المغاربة في التدين والتمذهب، ذلك هو كتاب د. أحمد الريسوني بعنوان: “الاختيارات المغربية في التدين والتمذهب”.

يتكون الكتاب من: مقدمة، وبابين، وخاتمة.

الباب الأول: قراءة الإمام نافع ومذهب الإمام مالك، يتكون من فصلين:

– الفصل الأول: قراءة الإمام نافع، بأربعة مباحث: القراءات السبع والقراءات العشر، الإمام نافع وقراءته، انتشار قراءة نافع بالمغرب، تلازم قراءة نافع ومذهب مالك عند أهل المغرب.

– الفصل الثاني: مذهب الإمام مالك، بأربعة مباحث: المذهب المالكي بالمغرب من الانحصار إلى الانتصار، تعريف بالإمام مالك، المذهب المالكي وأهم أصوله، من رواد المالكية المغربية.

والباب الثاني: مذهب الأشعري وتصوف الجنيد، يتكون من فصلين:

– الفصل الأول: المذهب الأشعري، بثلاثة مباحث: ظهور علم الكلام والذهب الأشعري، الإمام الأشعري ومذهبه، المغاربة والمذهب الاشعري.

– الفصل الثاني: طريقة الإمام الجنيد، بثلاثة مباحث: التصوف بين الاسم والمسمى، أبو القاسم الجنيد وطريقته، المغاربة وطريقة الجنيد.

في المقدمة، بيّن أحمد الريسوني السياق الذي يكتب فيه كتابه.

وفي الخاتمة، دعا إلى تجديد العلاقة ب”الاختيارات المغربية في التدين والتمذهب”.

 

مشروع العلامة عبد الله دراز (6):

الدين والأخلاق

تتحدد علاقة الدين بالأخلاق، في كتاب “الدين” للعلامة دراز، بالمحددات التالية:

– الدين ذو طابع إيماني تعرفي، والأخلاق ذات طابع عملي لا تعتمد الدين إلا كوسيلة، وليس كجزء متمم لحقيقتها. (محمد عبد الله دراز، الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان، دار القلم، من ص 56 إلى ص 60)

– الدين “مبعث قوي لتهذيب السلوك، وتصحيح المعاملة، وتطبيق قواعد العدل، ومقاومة الفوضى والفساد، والربط بين القلوب برباط المحبة والتراحم”. (نفسه، ص 101)

تارة، يميز دراز بين الفلسفة والدين، باعتبار الأولى نظرية حتى في جوانبها العملية، وباعتبار الثاني عمليا حتى في جوانبه النظرية. وتارة أخرى، يميز بين الأخلاق والدين، باعتبار الأولى ذات طابع عملي، وباعتبار الثاني ذا طابع إيماني تعرفي. وهذا من التناقضات المنطقة الناتجة عن رغبة في الفصل بين المترابط، حيث لا يستقيم ذلك. فالأخلاق ليس خارجة عن حقيقة الدين، بل إن الدين ما كان إلا لتكون، إذ هو يحددها ويدعو إليها ويدل عليها ويرتب الجزاءات الأخروية والدنيوية على مخالتها. إن عقيدة التوحيد، باعتبارها من الدين، تكتنز كمّا لا يستهان به من الأخلاق وضوابط الأعمال. وبالتالي، فإخراج هذه من حقيقتها أمر لا يستقيم.

الملاحظ منذ بداية دراستنا هذه، هو أن تصور العلامة دراز للأخلاق يتطلب المزيد من التأمل ومحاولة الفهم. وذلك لأنه يميزها عن الدين تارة، ويؤسس لها انطلاقا منه تارة أخرى. وذلك ما نأمل أن نجد له مسوغا للاستيعاب في بقية هذه الدراسة، وإلا فالترابط والتداخل بين الدين والأخلاق، وتحول هذا الكلّ عبر التاريخ، هو ما نراه عين حقيقة الأخلاق في علاقتها بدين الإنسان وتدينه.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *