قول الفقيه: الدكتور فريد الأنصاري

 

إذا حُرِمت العانس من الزواج، فإنها لا تحرم من علاقة بيولوجية جنسية داخل إطار شرعي فحسب، بل تحرم من “رباط مقدس”، يستمد قداسته من مصدره الذي هو الدين والقرآن. وهذا معنى مقتبس من كتاب “سيماء المرأة في الإسلام: بين النفس والصورة”، للفقيه والأصولي والأديب الدكتور فريد الأنصاري رحمه الله تعالى.

يقسم الدكتور الأنصاري، في ذات الكتاب، جمالية المرأة إلى ثلاث جماليات: “جمالية الأنوثة”، “جمالية الحياء والتخفي”، و”جمالية الأمومة”.

“جمالية الأمومة”، هي ما يهمنا هنا، يقول فيها فريد الأنصاري: “يخطئ من يظن أن تلك المصطلحات (يقصد: الأبوة، والبنوة، والعمومة، والخؤولة… الخ) كما وردت في النصوص الشرعية، من كتاب وسنة، هي بالمعنى البيولوجي التناسلي فقط! كلا! إنها مفاهيم تعبدية! فالأبوة بالمعنى الجنسي، أو الأمومة بالمعنى التناسلي؛ كلاهما مفهوم بيولوجي له دلالة جنسية، يشترك فيها الإنسان بالتساوي مع سائر البهائم، والحيوانات الأهلية والوحشية!”.

ويستدرك الأنصاري: “إن المفاهيم الأسرية في الإسلام لها دلالة متفرعة عن مفهوم (الرّحم) بمعناه الإسلامي. و(الرحم) مصطلح قرآني أصيل، مشتق من (الرحمة)، يدل على معنى ديني مقدس في الإسلام. وهو الرابطة التعبدية التي تربط الناس فيما بينهم؛ بعلاقات تناسلية مبنية على مبادئ الشريعة. فلا يدخلها من الفروع والأصول إلا من كان نتاج عقد شرعي كامل!”.

(فريد الأنصاري، سيماء المرأة في الإسلام: بين النفس والصورة، منشورات ألوان مغربية، الطبعة الأولى، 2003، ص 44).

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *