“قراءة في ألوان الشذوذ الجنسي” أو “البحث عن إبليس في النماذج التنموية” ذ. طارق الحمودي

من الذين عينوا لإنجاز مشروع النموذج التنموي المغربي، مدافعون عن “السدومية” و”اللواط” باعتباره حقا من حقوق الإنسان، فأية تنمية يريد هؤلاء إن كانت عن طريق إشاعة حالات شاذة في المغاربة؟

 

 

حينما تمتلأ السماء بقطرات الماء الصغيرة في يوم مشمس، ينشطر نور الشمس الأبيض إلى ألوان بهية، في نصف دائرة قطرها أفق النظر، فتبارك الله أحسن الخالقين، لكن شيئا ما دفع جيلبر بيكر الأمريكي، اللواطي، أو “الشاذ جنسيا” إلى جعل ذلك أصل تصميمه لعلم يرمز إلى “الشذوذ الجنسي“، فيصير بعد ذلك علم الشاذين جنسيا في العالم، وقد كان علمه الأول من ثمانية ألوان، ثم جعله ستة لأسباب تجارية، ولابد أن جيلبر لم يكن صاحب هذه الفكرة وحده؛ لابد أن من أوحى إليه ذلك كائن واحد نعرفه جميعا: الشيطان؛ ولأن للأمر بعدا عالميا وفكريا وثقافيا، فإنني أجزم أن الأصل في هذا كله هو إبليس نفسه، وقد جيش لنشر ذلك فرقا وجماعات من الإنس والجن، وبث الخلاف في كتب الفلسفة، وعلى ألسنة المتفلسفين، بدء من أفلاطون، إلى فوكو، اللواطي! على غرار كثير من الفلاسفة الغربيين!

من الأمور المثيرة في قصة قوم لوط عليه الصلاة والسلام، قوله تعالى: ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ﴾، وهذا دليل على أن “الشذوذ الجنسي” لم يكن في الأمم قبلهم، وأنه إبداع إبليسي خالص، واجه به عدو الله الأنبياء، على رأسهم لوط عليه الصلاة والسلام، فالشذوذ الجنسي إذا نوع من الحرب على الوحي والنبوة، وسيتضح بعد ذلك، أن المقصود معارضة شرائع الأنبياء الداعية إلى التزام الفطرة وسلوك منهج الاعتدال، فبعد إشاعة الزنا في الإنسانية، أبدع إبليس طريقة أخرى لإخراج الناس عن الفطرة الداعية إلى “السكن” بالزواج وبناء الأسرة وقصد الولد والذرية، لبقاء النسل المقيم لعبادة الله في الأرض.

إن محاولة تفسير ألوان الطيف الطبيعية، أو تلك التي اعتمدت في علم الشاذين جنسيا، أو قل، أحفاد قوم لوط، أو “السدوميين الجدد” ضرب من العبث، فقد تعدد التفسيرات، لاختلاف وجهات النظر في قراءة الرموز اللونية، لكن الشيء الذي اتفقوا عليه أن لذلك دلالات ما، ولابد أن جيلبر ومن معه، ومن أوحى إليه كانوا يقصدون من ذلك شيئا ما، حاول الناس فهمه، لكننا لن نعبأ بذلك، إذ اليقين عندنا أن ذلك يرمز إلى “اللواط” وشبيهه “السحاق“، ونحن ننكر “المرموز إليه“، وننكر “الترميز”، لأن ألوان الطيف محايدة!

يعمد بعض الناس إلى التهوين من أمر قضية “المثلية الجنسية” في العالم بمختلف اللغات، ووراء ذلك مقاصد سوء تكشفها الأحداث والملاحظات الدقيقة، فإن للقضية اليوم أبعادا فكرية وأيديولوجية، واجتماعية وسياسية ونفسية واقتصادية أيضا، فقد صارت ألوان العلم شعارا في كثير من السلع والمنتوجات، بدءا من “النعال” ووصولا إلى لعب الأطفال ومناديل المطبخ.

ثم بعد قبيح في “حالة السدوميين” قديما وحديثا، وهو أنهم ميالون إلى العنف، ويرجع ذلك إلى “الميل عن الفطرة” فإنها تنتج شذوذا جنسيا وشذوذا نفسيا أيضا، ولذلك كان رد فعل قوم لوط شديدا معه، فإنهم هددوه بالإخراج من بلده إن لم يكف عن “معاداة المثلية-l’homophobie”، والله تعالى قال ذاكرا ردهم على لوط عليه الصلاة والسلام: ﴿وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾، وقد استطاعت لوبيات الشذوذ الجنسي أن تدفع السياسيين إلى سن قوانين تحميهم من “النقد القرآني“، بل جعلوا لهم يوما عالميا، ومن أعجب العجب، أن يقوم الدليل على هذا العنف والإرهاب اللواطي، ضد إريك زمور اليهودي الفرنسي، المرشح للرئاسة الفرنسية هذا العام، فقد اجتمعت ست هيئات ممثلة للشذوذ الجنسي في فرنسا بوضع شكوى ضده في المحاكم الفرنسية، الحامية للسدومية العالمية، حيث تكون حماية المثليين وحقوقهم من أهم البرامج الانتخابية للرئيس الذي يرجو تحقيق الفوز في الرئاسيات الفرنسية وغير الفرنسية.

لا زلنا ننتظر بيان حقيقة العلاقة بين “جذري القرود” و”حفلات المسدوميين الجدد”، ولا زلنا نأمل في كبح جماح هذه الحالة المنافرة للعقل والشرع والفطرة، فإن رفعوا أعلامهم، رفعنا عقيرتنا بالإنكار، وإن جعلوا لأنفسهم يوما عالميا لحمايتهم من “النقد القرآني”، فلنا العام لكه لفضح المكر الإبليسي، والتضييق عليهم بنشر الوعي بين الناس، وحكاية القصة الحقيقية لقوم لوط..

 

مما ينبغي التنبيه عليه، أن نسبة هؤلاء اللاطة نسبة إلى “لوط” عليه الصلاة والسلام، ووصفهم بأنهم لوطية، أمر قبيح، فالنسبة إليه عليه الصلاة والسلام نسبة فضل وبركة، لا نسبة سوء ونتانة، ولذلك كان شيخنا محمد بوخبزة يمنع من هذه النسبة، ومثلها نسبة النصارى المشركين إلى المسيح، فلا يقال “مسيحيون” بل “نصارى” كما سماهم القرآن، وكذلك لا يجوز نسبة الصهاينة إلى سيدنا إسرائيل وهو يعقوب عليه الصلاة والسلام، بل ينسبون إلى صهيون، فهم صهاينة، فالنسبة إليهم جميعا مدح، فلا يجوز استعمالها في غير موضعها، وقد انتبه فقهاؤنا إلى حكم وصف الإنسان بأنه لوطي، هل يعد قذفا يوجد الحد، فكان جوابهم، هذه نسبة تشريف، وليست قذفا، وشدد آخرون فقالوا يسأل عن نيته.

إن لم يكن ثمَّ فائدة في محاولة تفسير الدلالات الرمزية لألوان الشذوذ في علم المثليين، فإنه لا يمكن النأي عن محاولة شرح وبيان ألوان الشذوذ في فكر الناس وعملهم في العالم اليوم، فلإن أنكرنا الشذوذ الجنسي، فثم شذوذ سياسي وفكري وعقدي واقتصادي عالمي، يحتاج منا إلى إنكار أشد وأدق وأعمق، فإن كل تلك الألوان من الشذوذ هي من يحمي هذا الشذوذ، والشذوذ عندنا شذوذ الإنسان عن “الدين” و”الفطرة” و”العقل“، فما نراه اليوم بيِّن واضح، لقد شذَّ الإنسان عن جماعة أتباع الأنبياء والفطرة السوية والعقلاء، وها هي مآسي الإنسان في العالم تحكي صورة هذا الشذوذ وألوانه.

لا زلنا ننتظر بيان حقيقة العلاقة بين “جذري القرود” و”حفلات المسدوميين الجدد“، ولا زلنا نأمل في كبح جماح هذه الحالة المنافرة للعقل والشرع والفطرة، فإن رفعوا أعلامهم، رفعنا عقيرتنا بالإنكار، وإن جعلوا لأنفسهم يوما عالميا لحمايتهم من “النقد القرآني“، فلنا العام لكه لفضح المكر الإبليسي، والتضييق عليهم بنشر الوعي بين الناس، وحكاية القصة الحقيقية لقوم لوط، و”السدوميين الجدد“، وبيان مقاصد القوم في خراب الأمم والعالم، والتنبيه على أن القوم يسعون إلى توسيع دائرة هذا الشذوذ وحمايته، ومن ذلك الحق في مواقعة الحيوانات كالكلاب وغيرها، وهو أمر فعله بعض الناس قديما، ولذلك جعل علماؤنا مباحث تخص حكم هذه “المصيبة الجنسية”، ولا يزال بعض الناس يفعله، وقد سمعنا دعوات لحماية هذا النوع الأقبح من الشذوذ، وإني أتساءل، هل يمكن أن يكون انتشار جذري القرود بسبب “مواقعة بين إنسان وقرد“!؟

أختم هذا المقال بالتنبيه على أن من الذين عينوا لإنجاز مشروع النموذج التنموي المغربي، من المدافعين عن “السدومية” و”اللواط” باعتباره من حقوق الإنسان، فأية تنمية يريد هؤلاء إن كانت عن طريق إشاعة حالات شاذة في المغاربة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *