ضوابط تجب مراعاتها في الحوار مع الأبناء

 

“أبناؤنا جواهر لكننا حدادون”.. من العبارات الجميلة التي قيلت في تربية الأبناء، ومن أكثرها تعبيرا عن واقع التربية الذي يعيشه كثير من الأبناء مع آبائهم.

تخيل إنسانا يزن الذهب بميزان الحديد، أو إنسانا يتعامل مع الجواهر واللآلئ والأحجار الكريمة على أنها زجاج أو حجارة أو صخور. هذا حال كثير من الآباء مع أبنائهم.

إذا أردت أن تحاور ولدك فلابد من مراعاة أمور:

أولا: بناء جسور الثقة: بأن يكون حوارك معه قائما على المحبة وإرادة الخير له، وليس مجرد فرض رأي أو إصدار أمر، وإياك أن تفشي له سرا حدثك به فيفقد ثقته فيك، ولا يخبرك بشيء بعد ذلك.

ثانيا: احترام المشاعر والأفكار: إياك ثم إياك أن تسخر أو تستهزئ برأي ابنك مهما كان رأيه في نظرك صغيرا أو تافها، أو كان فكره محدودا، أو فكرته بسيطة، فإن ذلك يكسره ويصيبه بالإحباط والانكسار.

ثالثا: حاور بلطف وهدوء، وإياك أن تغضب أو تعنف، أو أن تفرض رأيك بالقوة، أو أن تلغي رأيه وفكره، وإنما ناقش حتى الإقناع.

رابعا: حسن الإصغاء وإظهار الاهتمام بكل ما يقول، وعدم المقاطعة له أثناء حديثه حتى ينتهي منه.

خامسا: انزل في حوارك معه إلى مستواه هو حسب عمره وخبرته في الحياة، لأنه لن يستطيع هو أن يصعد لمستواك، مع مراعاة ذلك في طريقة وأسلوب الحوار.

سادسا: الحديث عن اهتماماته: فاجعل حوارك معه أحيانا في الحديث عن اهتماماته وما يحبه، كلعبة مثلا يحبها، أو رياضة تستهويه، أو فن يمارسه كالرسم أو الخط، فإنه ينبسط معك وينفتح بهذا أبواب كثيرة قد تكون مغلقة.

سابعا: حسن المعالجة للأخطاء: إذا اعترف لك بخطأ فعالج بأسلوب راق وطريقة جميلة، وإياك وكثرة التعنيف، لأنه لن يعترف لك بعد ذلك ثانية، ويفوت عليك فرصة الإصلاح.

ثامنا: تعامل مع المشاكل بقدرها: فلا تهول صغيرا، ولا تهون كبيرا، وإن أخطأ عن غير قصد فغض طرفك، فإن الله تجاوز للأمة كلها عن الخطأ والنسيان.

تاسعا: دع عنك أسلوب المحققين ورجال الشرطة: وذلك بكثرة السؤال عن الخبايا، أو عن الأمور التي لا يحب أن يتكلم فيها، أو التنقير والتدقيق لانتزاع اعترافات منه، لماذا فعلت كذا؟ وكيف كان هذا؟ ومن كان معك؟ وأين وقع كذا؟ وإنما هذا حوار وليس تحقيقا.

نسأل الله أن يهدي أبناءنا وأبناء المسلمين، وأن يوفق الجميع لحسن تربيتهم، ويقر بهم عيونهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *