لا يخفى على أحد ما تسعى إليه إيران من أهداف توسعية تتشابه إلى حد كبير مع أهداف المشروع الصهيوني في المنطقة، فمثلما يحلم الكيان الإرهابي بدولة إسرائيل الكبرى، التي تمتد من النيل إلى الفترات، تحلم إيران بدولة فارس الكبرى التي ستبتلع بلاد العرب والمسلمين الممتدة عبر قارتي أسيا وإفريقيا، وفي سبيل هذا الأمر فالشيعة لا يدخرون وسعا في نشر فكرتهم ومنهجهم الصفوي القائم على الكره التام للمسلمين والتهجم على حملة الدين من الصحابة وأئمة المسلمين وعلمائهم.
ولعل أهم ما يميز المشروع الشيعي هو استناده إلى مبدأ العنصرية، فالمشروع الشيعي ليس مشروعا دينيا قائما في الأساس على مبدأ نشر المذهب الشيعي، بل هو مشروع عنصري يسعى إلى إقامة دولة فارس “المجوسية” التي أذلها المسلمون الفاتحون في دولة الإسلام الأولى.
لذلك فإن العداء الشيعي عداء للعرب في المقام الأول ثم هو عداء لأهل السنة ولكل من يحمل هم نشر دعوة التوحيد في بلاد المسلمين، وفي سبيل هذا الأمر تحالف الشيعة مع الروس ومع الأمريكان ومع اليهود، وارتكبوا الكثير من الخيانات بحق المسلمين بصفة عامة، وبحق الشعوب المسلمة المحتلة بصفة خاصة، كما حدث في العراق وأفغانستان في السابق ويحدث الآن مع الفلسطينيين والسوريين.
فبعد نجاحها في تدمير العراق بالتعاون مع المحتل أخذت الأيادي الشيعية في العبث بدول المنطقة العربية، فرأينها تحيك الفتن والمؤامرات هنا وهناك، وكان من آخر تحركات الشيعة سعيهم الحثيث للنفوذ إلى الأراضي الليبية بغية نشر التشيع بين شبابها، وهو الأمر الذي تنبه له علماء ليبيا سريعا، وأخذوا في التحذير منه.
فاتهمت هيئة علماء ليبيا إيران بنشر التشيع بين الشباب الليبي، وطالبت الحكومة باتخاذ إجراءات لمكافحة هذه الظاهرة، وحذرت الهيئة في بيان لها الشباب في ليبيا من التشيع وانتقدت تحركات مريبة للسفارة الإيرانية في ليبيا.
ولفتت إلى خطورة “المد الاستعماري” الذي تقوم به بعض الدول وخاصة إيران في استثمار المد الشيعي في نظرتها “الاستعمارية التوسعية”، وطالب البيان أعضاء المؤتمر الوطني والحكومة المؤقتة أن يضطلعوا بمسؤولياتهم تجاه هذه القضية والمسارعة بسن قوانين للقائمين عليها.
وأهابت الهيئة بوزارتي الأوقاف والثقافة في ليبيا القيام بدور ملموس في التوعية بخطورة هذا المذهب، مقترحة على وزارة الداخلية ولجنة الأمن القومي بالمؤتمر الوطني الليبي تشكيل لجنة لمكافحة هذه الظاهرة، والتأكيد على أنها سوف تبذل كل ما من شأنه جذب اهتمام الرأي العام في ليبيا إلى هذه القضية.
وقال الأمين العام لهيأة علماء ليبيا نادر العمراني أنه لا توجد إحصائية دقيقة لعدد المتشيعين في ليبيا، وأشار العمراني إلى أن الهيأة خاطبت أعضاء من المؤتمر الوطني وزودتهم بنسخة من البيان ووعدوا بتداول الموضوع في جلسات المؤتمر.
وأكد أن البيان ليس مصادرة لحرية الاعتقاد، بل من الواجب على كل مسلم أن يحذر المسلمين من هذا المذهب الذي ينتهج الطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتهم زوجات الرسول بالفحش ويقولون بنقص القرآن.
وأوضح العمراني أن صدور البيان جاء من مبدأ الحرص على الدين والدفاع عن حرية معتقد عامة المسلمين الذين يعتقدون بسلامة ونزاهة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وطهارة زوجاته وكمال القرآن.
يذكر أن مفتي ليبيا الشيخ الصادق الغرياني قد صرح العام الماضي بتصريحات قريبة من هذا البيان؛ للتحذير من هجمة الشيعة على ليبيا، فقال الشيخ الغرياني: “أنه قد تمت ملاحظة نشاطات مشبوهة ومشينة من قبل إيران والإيرانيين داخل ليبيا حيث يتم نشر الكتب والكتيبات وإقامة المعارض ودعوات مستمرة للتشيع”.
وأشار الغرياني إلى “أن الإيرانيين يستدرجون الشباب الليبي وعامة الناس لدعوات مجانية لزيارة طهران ومنحهم إقامات في فنادق فخمة بزعم أن إيران تساعد ليبيا”.
فعلى شباب ليبيا الحذر من ألاعيب الشيعة وعلى الساسة هناك منع أية علاقات بين ليبيا وإيران، فإن دولة المجوس تحلم أن يكون لها وجود راسخ في دول الشمال الإفريقي، وما حدث في مصر عقب أحداث الثورة دليل واضح على هذا المسعى، ويؤكده ما يحدث الآن في ليبيا.