هذه العبارة شائعة جداً في الفكر العربي المعاصر، وهي كالأرضية لكثير من أطروحات -العلمانيين-، بل هي كالبسملة عندهم يبدؤون بها ويمهدون -بها- لمقالاتهم، وهذه العبارة خطأ من وجهين:
أولها: تعبيرهم بـ(الامتلاك) ومن المستقر عند الناس جميعاً أن الحقائق لا تملك أصلاً بل تعرف وتُعلم.
ثانياً: لو قالوا: (لا أحد يستطيع أن يعرف الحقيقة المطلقة) لتبين للناس مباشرة سذاجة هذه العبارة، ذلك أن الله جل وعلا وصف كتابه بأنه (يقين).
وأنه (لا ريب فيه)، و(محكم)، و(مفصل)، و(بينات)، وأن مضامينه (حقائق)، فإذا كان بنو آدم لا يستطيعون أن يصلوا إلى هذه الحقائق المطلقة في القرآن فلأي شيء وصف الله كتابه بكل ذلك إذن؟
فمؤدى ذلك أن تلك الأوصاف عبث لا معنى لها تعالى الله عن ذلك.
ومن تأمل عبارتهم هذه علم أن مقتضاها أن كتاب الله وسنة رسول الله (غامضة) لا توصل إلا إلى الحيرة والتذبذب والتردد ولا توصل للحقائق المطلقة، فأيُّ إزراء بالله ورسوله أكثر من ذلك؟
سلطة الثقافة الغالبة
د.إبراهيم بن عمر السكران