العري في الشواطئ وحرية المرأة

 

إذا كان التبرج في الإسلام منهيا عنه وهو دون التعري بكثير “وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى” (الأحزاب)، فماذا يمكننا أن نقول عن التعري الكلي في الشواطئ، وشبه الكلي في الأسواق والشوارع، لقد كانت المرأة في الجاهلية تتبرج، ولكن جميع الصور التي تروى عن تبرج الجاهلية الأولى تبدو ساذجة أو محتشمة حين تقاس بتبرج أيامنا هذه.

إن التعري هو إذاية للمرأة قبل غيرها، فهو يعرضها لمضايقات كثيرة أيسرها التحرش وسماع الكلام الفاحش والبذيء، والمغازلة الهابطة الدنيئة التي تخدش كبرياءها، أما إن كانت بعض النساء تزعم أنها ترتاح لكلام ونظرات الساقطين الشهوانية إلى جسدها المكشوف بدون أدنى شعور بالخجل فذاك قبح عقلي وفكري وأخلاقي، وخواء وجداني وروحي.

قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: “صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا”، ومعنى “كاسيات عاريات”: التي تستر بعض بدنها وتكشف بعضه إظهاراً لجمالها، فهن كاسيات بالاسم، وعاريات في الحقيقة.

فحري بالمرأة الراجية سلامتها في الدنيا والآخرة أن تمتثل لأمر ربها وسنة نبيها؛ وتعلم أن من يسعى إلى تعريتها وتجريدها من ثيابها لا يريد تمتيعها بحريتها وحقوقها -كما يدعي- بل يريد أسرها في أغلال الشهوات ليستفيد من بدنها ويحقق من ورائها أهدافا مادية دنيئة..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *