جديد الكتب
من الكتب الجديدة التي صدرت مؤخرا (2022): كتاب “تحريف الإنجيل.. حقيقته، ومناهج دراسته، ومآلاته” لمؤلفه سامي عامري.
الكتاب من منشورات “نواسخ”، ويقع في أكثر من ستمائة صفحة، “يوجّه القارئ -حسب مؤلفه- إلى التعامل مع ظاهرة تحريف الإنجيل من زاوية النقّاد المتخصصين في النقد النصّي”.
فيه يتعرف القارئ على:
-موقف النقاد من تحريف العهد الجديد، واختلافاتهم في ذلك.
-مناهج دراسة هذه الظاهرة، وكيف يفاضل النقّاد بين القراءات المتخالفة في المخطوطات القديمة.
-أسباب انجياز أعلام النقد النصي إلى إنكار إمكان استعادة النص الأصلي”، حسب ما أورده سامي عامري على صفحته ب”فيسبوك”.
ويقول عامري إن “الكتاب يردّ بتفصيل وتمثيل واسعين على الاعتراض النصراني الشهير بين نصارى الشرق والغرب: هذه التحريفات كلّها هامشية، لم تؤثّر في رسالة الإنجيل، ولا عقائده!”.
ويضيف أن “الكتاب سينقل القارئ غير المتخصص في النقد النصي إلى قلب الجدل العلمي؛ ليدرك مناهج النظر، ونتائج البحث، وأثر ذلك على عقيدة الكنيسة وعصمة النص المقدس، مع بيان أثر ذلك على أهم الترجمات الإنجليزية والفرنسية للعهد الجديد في كلّ مرّة تتم فيها مناقشة الاختلافات بين المخطوطات.. وهو مبني على مناقشة النص في لغته الأصلية (اليونانية)، ورصد أقوال أئمة هذا العلم، واعترافات النقّاد النصارى أنفسهم”.
مكتبتك في تاريخ المغرب
نقدم للقراء في هذا العدد كتاب “مقاومة غزو المغرب: مرحلة التطويق والتدمير/ 1906-1910″، لصاحبها د. إدريس كرم، في إطار سلسلته “سلسلة غزو المغرب”.
“يتعرض الكتاب -حسب مقدمة صاحبه- لتنفيذ رغبة الحكومات الفرنسية المتعاقبة بغزو المغرب وضمه للجزائر بعد أن أصبحت على حدوده الشرقية تهاجمها بين الفينة والأخرى من أجل النفوذ إلى المحيط الأطلسي، إما عن طريق جنوب تافيلالت وشمال الساقية الحمراء أو باختراق ممر تازة”. (ص 3)
ويضيف المؤلف أم هذا الكتاب “يبين بما لا يدع مجالا للشك، أن المغاربة رغم قلة إمكانياتهم العسكرية استطاعوا تحويل الغزو العسكري الإبادي للسيطرة التامة والإبادة الشاملة إلى العمل تحت إمرة السلطات المخزنية شكلا لتجنب عنف المقاومة وضياع حلم الاستحواذ على المغرب”.
وقد جاء الكتاب فيما يزيد على أربعين محورا في موضوعه، لا يستغني عنها الباحثون في مقدمات الاستعمار الفرنسي للمغرب، حتى تكون الدراسة علمية تاريخية، لا إيديولوجية قابلة للاستلاب في الرؤية الاستعمارية.
فنون
ما طبيعة الفن الإسلامي؟
في نظر د. عماد الدين خليل، فإن الفن الإسلامي فن “كلاسيكي” (عند تركيزه على إيجابيات الإنسان)، “رومانسي” (عند التركيز على الجوانب العميقة في الإنسان)، “واقعي” (عند مواجهة الانحراف والظلمة)، و”وجداني” (عند التعبير عن التجربة الذاتية للفرد). (عماد الدين خليل، مدخل إلى نظرية الأدب الإسلامي، ص 120).
إلا أن د. خليل لا يقف عند هذا الحد، بل يرفض ما يخالف الفن الإسلام من هذه المذاهب بقوله: “إلا أنه فن يابى الانحراف.. يأبى مثلا تأليه الإنسان (كلاسيكيا)، وإغراقه الذاتي الأناني (رومانسيا)، وتمجيد لحظات الضعف البشري (واقعيا)، وتصوير الانحراف الفكري أو النفسي أو الأخلاقي (وجوديا)”. (نفسه، ص 121).
بهذا يثبت د. خليل أن الفن الإسلامي لا ينغق في وجه المذاهب الفنية الأخرى، وإنما ينفتح على الصالح منها دون أن يستلبه الفاسد فيها. يدمج ما يوافقه منها، ويدفع ما يخالفه.
إنه “تعبير عن التصور الإسلامي للكون والحياة والإنسان” بتعبير محمد قطب في كتابه “منهاج الفن الإسلامي”. فيقبل ما يوافق هذا التصور، ويرفض نقيضه.
نافذة على مشروع فكري
“اليهود ونشأة الرأسمالية” عند المسيري
يرى عبد الوهاب المسيري أن لليهود استعدادا وقابلية لتبني الرأسمالية نظاما وأخلاقا، “فإذا كانت ثمة عناصر داخل النسق الديني تخلق عند أعضاء الجماعات اليهودية استعدادا كامنا لتقبل أخلاق الرأسمالية، ومن ثم المساهمة في تطويرها، فإن تجربتهم التاريخية داخل التشكيل الحضاري الغربي هي التي بلورت وضعهم وحولت الاستعداد الكامن والقابلية إلى حقيقة تاريخية واقعة”. (عبد الوهاب المسيري، الجماعات الوظيفية اليهودية، ص 429-421).
وجوهر هذه التجربة التاريخية في نظر المسيري أن اليهود فيها بقوا على هامش المجتمع الإقطاعي الغربي، ولم يكن لهم فيه انتماء طبقي أو حضاري، وحافظوا على ثرواتهم نقدية سائلة، وكان اقتصادهم حركيا غير مرتبط بالزراعة الإقطاعية.
أهلهم ذلك إلى لعب دور مهم في نشأة الرأسمالية، فقد ظهر دور أعضاء الجماعات اليهودية، كخميرة للنظام الرأسمالي في الغرب، في كثير من النشاطات التي لعبوها وفي إبداعاتهم. فهم من أوائل من طوروا فكرة الأسهم والسندات التي تحقق تراكمت رأسماليا يمكن توجيهه إلى أي مجال استثماري قد يظهر، أي أنهم أسرعوا بعملية تجريد النقود بفصلها عن الأفراد وعن الرغبات البشرية والعواطف والأخلاق، وزادوا كفاءتها كرأسمال، وجعلوا مقياس الكفاءة الذي يطبق عليها هو معدل الربحية فحسب”. (ص 423).
يحتاج هذا الكلام إلى توضيح، فاليهود لم يكونوا بالقدرة التي تمكنهم من بلورة النظام الاجتماعي الرأسمالي، بل ربما كانوا أكثر قابلية من غيرهم للانخراط في الشق النقدي منه، وقد عرِفوا بالعمليات الربوية قديما، وقبل النظام الاجتماعي الرأسمالي.
وهذا ما يفسر شهرة العديد من عائلاتهم في مجالات الرأسمال المالي، من أبناك وبيع وشراء في الأسهم والسندات وقروض ربوية. عدم انخراطهم منذ البداية في النشاط الإنتاجي الزراعي زمن الإقطاع والرأسمال بعده، وكذا الصناعي الرأسمالي؛ جعلهم أكثر قابلية للانخراط في الرأسمال المالي.