جرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في القرن العشرين “المجازر والمحرقات الصهيونية”

ارتكب اليهود قائمة طويلة من الجرائم في حق البشر عامة وفي حق الفلسطيني المسلم خاصة، عرّضت حياة الناس للخطر فأزهقت الأرواح وسفكت الدماء وامتدت دوامة العنف على مدى القرن العشرين بكامله واشتدت مع إطلالة القرن الجديد، وإليك الحديث عن بعض هذه الجرائم.
لقد اعتمد اليهود منذ وطئت أقدامهم ثرى فلسطين منهج القتل وسفك الدماء وارتكاب المجازر البشعة وسياسة الترويع، وقصدوا من ذلك إلى تفريغ الأرض من أصحابها والاستيلاء عليها وظلت هذه سياسة متبعة من المنظمات الإرهابية الصهيونية حتى العام 1948م. ثم تولته دولة الظلم والعدوان بمختلف أجهزتها منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا، ولم يوقف توقيع الاتفاقيات بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية هذا النهج العدواني الدموي الإرهابي بل استحكم هذا المنهج واستعمل اليهود كل أنواع الأسلحة ضد الفلسطينيين العزل، فقد استعملوا الطائرات المروحية والدبابات والصواريخ وصوبوا أسلحتهم نحو الجزء العلوي من الجسم بقصد القتل، ولم يتورعوا عن استهداف الأطفال أو النساء أو الشيوخ بل الكل عندهم سواء، ولا فرق بين مدافع عن حقه وبين طفل وشيخ وامرأة، وما أكثر مجازر الصهاينة ضد إخواننا في أرض المسجد الأقصى: فلسطين.

1- مجازر المسجد الأقصى
كان المطلوب من اليهود على الأقل أن يتركوا الناس أحرارا في أداء العبادة في المسجد الأقصى، وكان عليهم أن يبتعدوا بجيشهم وجنودهم عن الأقصى وساحاته وأبوابه، ولكن الذي جرى هو العكس، أقفل اليهود أبواب الأقصى وساحاته واستولوا على المدرسة التنكزية في الجانب الغربي الجنوبي من الأقصى واتخذوا منها مقرا لجنودهم، وأخذوا يصولون ويجولون ويسيِّرون الدوريات الراجلة المسلحة في أرجاء الأقصى وينشرون الخوف والرعب بين المصلين، ثم أخذوا بالتحرش بهم والاعتداء عليهم فأصبح الأقصى في بعض الأحيان ساحة حرب حقيقية تطلق فيها النيران الكثيفة على المصلين العزَّل الذين لا يجدون سوى الحجر للدفاع عن أنفسهم وأقصاهم، وتحصد فيها الأرواح الطاهرة وتسفك فيها الدماء الزكية ولا مغيث ولا مجيب، فلكم الله يا أهل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، ولن يضركم كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم من خذلكم فاصبروا على الحق، والفرج قريب وما أكثر مجازر اليهود في الأقصى وما أكثر ضحاياهم، نقتصر على ذكر ثلاثة منها على سبيل المثال لا الحصر:
أ – مذبحة الأقصى الأولى 8/10/1990م
في صبيحة يوم الاثنين 8/10/1990م حاول متطرفون يهود وضع حجر الأساس للهيكل الثالث في ساحة المسجد الأقصى، فقام أهل القدس على عادتهم لمنع المتطرفين اليهود من ذلك فوقع اشتباك بين المصلين وعددهم قرابة أربعة آلاف مصل وبين المجموعة اليهودية المتطرفة المسماة أمناء جبل الهيكل، فتدخل على الفور جنود الاحتلال الصهيوني المتواجدين في ساحات المسجد وأمطروا المصلين بزخات من الرصاص مما أدى إلى استشهاد 21 وإصابة 150 بجروح مختلفة واعتقال 270 شخصاً، وقد أعيقت حركة سيارات الإسعاف وأصيب بعض الأطباء والممرضين أثناء تأدية واجبهم، ولم يتم إخلاء القتلى والجرحى إلا بعد 6 ساعات من بداية المجزرة.
ب – مذبحة الأقصى الثانية (انتفاضة النفق) 1996م
بعد إعلان سلطات الاحتلال فتح النفق المجاور للجدار الغربي للمسجد الأقصى يوم الاثنين 23/9/1996م وقعت اشتباكات عنيفة بين أبناء فلسطين المسلمين وجنود الاحتلال اليهودي في كافة أرجاء فلسطين دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك، وقد أسفرت هذه المواجهات عن استشهاد أربعين فلسطينيا وإصابة المئات بجروح خطيرة، واستمرت هذه المواجهات ثلاثة أيام.
ج- مذبحه الأقصى الثالثة 2000م
قام المجرم “شارون” بزيارة إلى المسجد الأقصى يوم الخميس 28/9/2000م فتصدى له الشباب المسلم وأفشلوا زيارته رغم أنه كان بحماية 3000 جندي صهيوني.
وفي اليوم التالي الجمعة 29/9/2000م قام جنود الاحتلال بفتح النيران على رؤوس المصلين قبل التسليم من صلاة الجمعة، وجرت مواجهات في ساحات الأقصى بين المصلين وجنود الاحتلال أسفرت عن سبعة شهداء و250 جريحا، ثم امتدت الاشتباكات إلى كل أرجاء فلسطين الضفة الغربية وقطاع غزة ومناطق الـ 48، مما شكل بداية للانتفاضة الثانية، وقدم فيها المسلمون مئات الشهداء وآلاف الجرحى دفاعا عن دينهم وأقصاهم.

2- مذبحة دير ياسين عام 1948م
دير ياسين قرية عربية قريبة من القدس كان عدد سكانها عام 1948م قرابة 700 فرد، تعرضت لهجوم مسلح من عصابة “الأرغون” التي كان يرأسها “مناحيم بيجين” وعصابة “شتيرن” التي كان يرأسها “اسحق شامير” وعصابة “الهاغانا” التي كان يرأسها “دافيد بن غوريون” وذلك في 10/4/1948م على الساعة الثانية صباحا، قاتل فيها أهل القرية وجرت بينهم وبين الغاصبين الصهاينة اشتباكات، وقد أسفر هذا الهجوم عن مقتل 250 فردا أكثرهم من النساء والأطفال والشيوخ، وأقدم هؤلاء المرتزقة على اغتصاب النساء، والتمثيل بهن، وبقر بطون الحوامل، وتفجير المنازل.
3- مذبحه كفر قاسم عام 1956م
كفر قاسم قرية عربية تقع غرب مدينة قلقيلية داخل الخط الأخضر، تعرضت يوم الاثنين 29/10/1956م لهجوم إرهابي من القوات الصهيونية، وكان ذلك في الخامسة مساء أثناء عودة أهل القرية من حقولهم، وقتل في هذه المجزرة 49 شخصاً من أهل القرية، وقد تمت المذبحة تحت شعار: “بدون عواطف الله يرحمه”.
4- مذبحه صبرا وشاتيلا 1982م
صبرا وشتيلا مخيمان فلسطينيان قرب بيروت، يبلغ عدد سكانهما قبل المجزرة 90.000، تعرضا لمجزرة رهيبة يوم الخميس 16/9/1982م على يد القوات الصهيونية وعملائها اللبنانيين (المليشيات التابعة لحزب الكتائب اليميني الماروني) وكانت بتخطيط من وزير الدفاع الصهيوني آنذاك “أرييل شارون”.
وقد قتل فيها أكثر من ثلاثة آلاف شخص أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ، واستخدمت فيها جميع الطرق الحيوانية والبربرية، استخدمت فيها القنابل الفوسفورية والسواطير والسكاكين، وبقرت فيها بطون الحوامل، واغتصبت العذارى، ودقت الصلبان على جثث الأطفال، ومسحت كرامة الإنسان بالأرض، وتفرج العالم على أبشع الصور والمشاهد التي قامت بها الميليشيات المارونية بمساعدة وإشراف وحصار وأسلحة المجرم الصهيوني.
5- مذبحة المسجد الإبراهيمي 1994م
في صلاة الفجر من يوم الجمعة 15 رمضان 1414هـ انطلق الرصاص كالمطر ودوّت أصوات انفجار القنابل اليدوية في المسجد الإبراهيمي والمصلون ساجدون، وحصد هذا الاعتداء اللئيم 350 شخصاً بين شهيد وجريح، واشترك في هذا العمل الوحشي الذي لم يشهد له العالم مثيلا جنود الاحتلال وعدد من المستوطنين.
وكان هذا الاعتداء بقيادة المتطرف الصهيوني الطبيب “باروخ جولدشتاين” الذي قدم من الولايات المتحدة الأمريكية وكله حقد وكراهية على المسلمين، لم تهدأ له نفس حتى قام بهذا الاعتداء الصهيوني في أفضل بقاع الأرض -المسجد-.
6- مذبحة جنين 2002م
شرع جيش الاحتلال الصهيوني في 29 مارس بحملة عسكرية احتل فيها العديد من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وبعد أسبوعين من حصار مخيم جنين واندلاع قتال عنيف بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الصهيوني التي قادها رئيس الأركان “شاؤول موفاز”، لم يعد من سبيل أمام جيش الاحتلال للقضاء على هذه المقاومة سوى هدم المخيم على رؤوس ساكنيه، وباشرت عندها قوات الكيان الصهيوني حملة إعدامات مكثفة في صفوف الفلسطينيين، وقد ترافقت حملة الإعدامات تلك مع جهد دؤوب من قبل الجرافات الصهيونية بإزالة المخيم من الوجود.
وآخر المذابح ما تقترفه أيادي الصهاينة بمواطأة العلمانيين في الضفة الغربية من قطاع غزة، حيث الحصار والتجويع والتقتيل، والاغتيال، والقصف المتواصل، حتى سمعنا بشهيد خمسة أيام، وشهيدة العشرين يوم، ليوصل أحفاد القردة والخنازير للشعب الفلسطيني رسالة مفادها: كل المسلمين ينبغي قتلهم حتى الرضع الذين رضعوا لبن التوحيد والصمود والإيباء في وجه العتاة الصهاينة.
ما أكثر المذابح والمحرقات التي جرت على أيدي الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة؟! فقد مسحت قوات الاحتلال الصهيوني أكثر من 385 قرية فلسطينية بالمعدات الثقيلة.
ولن يرضى الصهاينة حتى يقوموا بمذابح بأعداد مدن وقرى فلسطين، فحسبنا الله ونعم الوكيل.

مستفاد من موقع المركز الفلسطيني للإعلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *