الحجاب في وسائل الإعلام العلمانية! إبراهيم بيدون

في ظل الحرب الإعلامية العلمانية اللادينية على الشعائر الإسلامية، والتي تشتد وطأتها ويرتفع شررها ولهيبها عندما يتم التطرق إلى حجاب المرأة بحكم كونه رمزا للكرامة والعفة والتمسك بالأمر الرباني ظاهرا، بعد التسليم به باطنا، وهو الأمر الذي يثير ضحايا “فوبيا الحجاب” الذين لا يألون جهدا في محاربته بالفلسفة تارة، وبـالصور العارية تارة، وبالتحريف والتأويل الفاسد للنصوص الشرعية تارة ثالثة ورابعة وعاشرة، حتى إذا لم ينفع كل ذلك وظفوا العنف والجيش لنزع الحجاب عنوة (وهو ما حصل في تركيا وتونس وبعض دول الغرب..).

والصحافة العلمانية المغربية آثرت أن تأخذ مكانها في صف المحاربين للحجاب والمحجبات بكل الوسائل والطرق، سواء المكتوبة كجريدة الصباح والاتحاد الاشتراكي ومجلة “نيشان” و”تيل كيل”، أم المرئية كالقناة الثانية، وعلى رأس هذا المستنقع العفن جريدة الأحداث التي تعمل بمكر ودهاء خبيث في حربها على الحجاب ونشر العري والابتذال، والتحقير من شأن الحجاب والتمسك بمظاهر الدين الإسلامي، وذلك عن طريق نشر المقالات التي تشكك في فرضية الحجاب وأنه عبارة عن ظاهرة اجتماعية، أو التي تستهزئ بالحجاب والمحجبات وتظهرهن على أنهن مستغلات من طرف الفهم الذكوري وسلطة المجتمع الأبوي، والمحشوة غالبا بالعبارات التي تنفر منه أو تدعو لخلعه..، وهذه بعض النقول في مسألة الحجاب من جريدة الأحداث وهي نزر قليل من الشبهات التي تزعزع بها دين وعقيدة المغاربة يوميا:
– “هذه دعوة لك أختي المسلمة لنزع الحجاب، دعوة صادقة، ليست خبيثة وهي طاهرة لا تسعى إلى تدنيس طرفك، كما لا تحثك من خلالها على الانحلال بل تدعوك إلى إعمال عقلك، وإلى استخدامه، وحدك فأنت وعقلك، وحدكما تكفيان دون حاجة إلى البحث في الكتب والتاريخ، دون حاجة إلى التنقيب في الدفاتر عن آراء المفسرين..، أدعوك إلى نزع حجابك فشعركِ كشعري، ليس رمزاً جنسياً أخجل منه” (“اخلعي حجابك” إلهام مانع / الأحداث).
– “وأنا أقرأ بعض ما أثير مؤخّرا بمناسبة غزوة الحجاب المباركة التي تشنّها أصوات خلناها اختفت واندثرت أو على الأقل راجعت قنــــــاعاتها وأساليبها العقيمة للدعوة لأفكارها المتخلّفة.. لم ولن يلبسن هذا الزي الطائفي، الدخيل والسياسي بامتياز.. لأنكم وبكل الحالات لن ترضوا بغير أفكاركم المنزّلة من السماء” (“الإرهاب والحجاب وحفرة طالبان” عماد حبيب/ عدد يوم 21/03/2007).
“يدعو جمال البنا إلى “فقه جديد” معتبرا أن اجتهاد السلف يحتاج إلى إعادة غربلة، وأن الحجاب على سبيل المثال كان دائما مطلبا للرجل في كل الأديان من باب السيطرة على المرأة، لكنه ظل أمرا مرتبطا بالإسلام، وهذا ناتج عن ألف سنة من التقليد أدت إلى صدإ العقل المسلم أو اكتفاء المفكرين بعلاج جوانب جزئية أو تعديل في بعض الأحكام دون الجرأة على وضع أصول فقه جديد” (“جمال البنا: الفقه القديم استنفد أغراضه!” / عدد يوم 02/12/2006).
وتشارك المواقع الإلكترونية العلمانية في الحرب على الحجاب حربا دروسا بالإضافة إلى دعوتها الصريحة إلى العري والتفسخ، فقد أطلق عدد كبير من المواقع والمدونات على شبكة الانترنت يوم السبت 8 مارس 2008م حملة دولية باسم “اليوم العالمي لنزع الحجاب” استعانت فيها بصورة راقصة، وقالت إن هذا هو نموذج الحجاب “الذي تريده ولا ترضى بغيره بديلا” ردا على ملابس عرضتها حركة المقاومة الالكترونية (حماسنا) على المغنية اللبنانية هيفاء وهبي، بعدما أعلنت بدأ حملة “اليوم العالمي للحجاب” في 25 فبراير 2008م.
كما وظفوا كلام المنظرة لهذه الدعوة الآثمة (خلع الحجاب) العلمانية إلهام مانع التي تكتب في الأحداث أيضا، تقول فيه موجهة رسالة عامة للنساء المسلمات إن: “الحجاب لم يكن يوما فريضة دينية أو ركنا من أركان الإسلام، ولأنه رمز استعباد المرأة، فليكن يوم 8 مارس يوما لنزع الحجاب، لتوعية المخدوعات بشعارات الإسلامويين بخطر مشروعهم في اضطهادها وتحويلها لعورة ونصف إنسان، وتضامنا مع اللواتي يجبرن على وضع هذه الخرقة (قطعة قماش) على رؤوسهن”، إلى غير ذلك من الكلام الفاسد الذي لا يحتاج إلى الرد عليه لهوانه وضعف كيده عند من رضي حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *