كفاك من العطعطة.. فاللحية والحجاب من دين المغاربة

العطعطة: “هي حكاية أصوات المجان إذا غلبوا فقالوا: عيط عيط، فإذا صاحوا بها وأراد قائل أن يحكي كلامهم قال: هم يعطعطون وقد عطعطوا”. كتاب “العين” ص 651

أما الحديث عن العطعطة والمعطعطين فدفعنا إليه كاتب جريدة الصباح العلمانية المدعو “خالد العطاوي” لمَّا سوّد مقالا على صفحتها الأولى عنونه بـ”جائزة نوبل لحلاق المحمدية حول فوائد إعفاء اللحية”، أظهر فيه حقده للمستنين بالنبي صلى الله عليه وسلم في إعفاء لحاهم، و نبز النساء المتحجبات حيث شبههن ببادنجان متحركة، ومن تهكماته قوله: “ولا ينقص المشهد سوى موكب الجمال التي تسير في الشوارع، وتقف في إشارات الضوء الأحمر، ولم لا نسف المنازل الإسمنتية، وتعويضها بخيام متنقلة بدعوى الفرض والسنة” جريدة الصباح عدد 2550، فذكرتني حروف لقبه “العطاوي” بعطعطة المجان الذين يفرطون في شرب المسكرات والمهلوسات حتى ربما أحدث أحدهم في ثيابه وهو لا يشعر، كما وقع لصاحب المقال حين أحدث من فمه وليس من مكان آخر، فسال ذلك على الصفحة الأولى من جريدة الصباح “المظلم”، فأزكمت أنوف قرائها المساكين.
إن هذا الكاتب الحاقد وأمثاله من العلمانيين والحداثيين لا تغيظهم النساء العاريات ولا يأنفون من تلميع الشواذ والمتحولين جنسيا بينما يشمئزون من رؤية المنقبات والمحجبات وأصحاب اللحى، وما ذلك إلا لكون الحجاب والنقاب واللحية، إنما تذكر بحدود الله واليوم الآخر، ودلالاتها تشير إلى أن هناك شرعا واجب التطبيق والالتزام، فيتملكهم الخوف من أن يسود هذا الالتزام والتطبيق المجتمع المغربي، فيكدر عليهم متعتهم بالنساء العرايا والكؤوس الملأى، لذا يحرك قلوبَهم المريضة داؤها المركب من عصارة الشهوات والشبهات، فتنتفض لتحركها أقلامهم فتنفث حبرها المسموم على صفحات جرائدهم المشبوهة.
ومع أن ما يكتبون من هراء وما يخطون من سفه لا يقتضي الرد، لكون الحجاب واللحية هما من مظاهر الإنسان المغربي الشريف المستندة إلى أوامر الله سبحانه وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم عبر القرون الطويلة الماضية إلا أننا نسائلهم:
لماذا ينكرون على المسلم إعفاءه للحيته طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وفي المقابل يعتزون بلحية “تشي غيفارا” ويرفعون صوره في كل المظاهرات؟
ولماذا لا يقرأ المغاربة في صحفهم الاستهزاء بلحى المتطرفين الصهاينة في بلادنا فلسطين المحتلة حيث أصحاب اللحى المستندة إلى التلمود يصادرون الأراضي ويقتلون الأطفال ويوشكون على نسف البيت المقدس بزعم التنقيب على هيكل سليمان الموهوم الذي غبر منذ آلاف السنين؟
ذلك لأن لحى هؤلاء يدعمها ساسة “الكنيست” في تل أبيب وتكتسب هيبتها في صدوركم من خوفكم من اللوبي اليهودي في المغرب وأوربا، ومصالحهم مرهونة برضاه، بينما لحى الملتزمين بالقرآن والسنة فتعطى لها حمولة سياسية حتى يجد المغرضون إلى محاربتها سبيلا مثلها في ذلك مثل الحجاب والنقاب، بل حتى العباءة المراكشية إذا انضاف إليها زغب اللحية عبئوها بحمولة “الجهاد” الأفغاني، فصارت كل منتقبة أفغانية وكل صاحب لحية من قندهار، وكأن المغاربة لم يعرفوا نقابا ولا لحية حتى غزت روسيا أفغانستان.
إن المغرب والمغاربة لم يعرفوا حلق اللحية إلا بعد الاحتلال والغزو الفرنسي والإسباني فكل المغاربة كانوا إلى حدود بدايات القرن 20 ملتحين يعتبرون حلق اللحية مُثلة كما هو الشأن في مذهب الإمام مالك، ويفتي علماؤهم بحرمة حلقها.
أما النقاب والحجاب فلا أظن أن أحدا يجرؤ على إنكاره، والأمر به صريح الدلالة من الكتاب والسنة وآثار سلف الأمة.
فلماذا هذا الاستهتار؟
ولماذا هذا التعنت؟
إن ما يجرِّئ أمثال العطاوي على نشر عطعطتهم هو كون جناب الدين غير مصون بقوة القانون، وأول من يستهزئ به الهيئات الساهرة على حمايته، فكل يوم يُسب الله عز وجل من طرف السفهاء وما سمعنا أن أحد قبض عليه بتهمة سب الله سبحانه، وكل يوم مئات من الفساق يسبُّون دين الإسلام وما سمعنا أن أحد من الساهرين على تطبيق القانون حرك ساكنا، هذا في الوقت الذي يحكم على جريدة المساء بـ 600 مليون سنتيم لأنها ذكرت اسم شخصين ينتمون إلى وزارة العدل.
لقد آن الأوان كي تتحمل الدولة مسؤوليتها في حماية دين المغاربة من سفهاء الأحلام رقيقي التدين، كما آن الأوان أن تضطلع هيئات العلماء بمهمتها الأساس التي انتدبت لها، فرابطة العلماء يجب عليها أن تحارب الشرك والتنصير والتشيع والعلمانية، وتصحح عقائد المغاربة، والمجلس الأعلى العلمي وما يتفرع عنه من مؤسسات يجب أن يحمي دين المغاربة من عبث العلمانيين والمجان والسفهاء، وأن يسد الفراغ الحاصل في الحقل الديني قبل فوات الأوان.
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم
السبيل

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *