في ظل الشعارات الزائفة، والمظاهر الجوفاء، يطل علينا من اتخذ من سبِّ الصحابة رضي الله عنهم، وقذف أمهات المؤمنين، ولعن السلف الصالح والتبرؤ منهم ليلا نهارا، دينا يدين الله به، ليظهر في صورة المدافع عن كيان الأمة، المجاهد لأعدائها، الذائد عن حياضها. هذا هو حال حزب الله اللبناني الذي خدع الكثير من أهل السنة، بخطبه الرنانة، وشعاراته الزائفة، التي ظاهرها المقاومة، وباطنها نشر التشيع، وخدمة المشروع الإيراني الصفوي في البلدان الإسلامية. ومما يؤسف له أن بعض قنوات الإعلام قد روجت لهذا الحزب، وقلدت أمينه العام وشاح البطولة، ووسام الشجاعة، جاهلة أو متجاهلة ما قام به هذا الحزب، من أعمال قذرة في حق الشعب اللبناني، واللاجئين الفلسطينيين.
وحينما نسمع الإشادة بهذا الحزب، والثناء على أمينه العام، نتذكر تلك الأيام التي أعلن فيها الخميني ثورته الإسلامية المزعومة، الذي خدع بها الكثير من أهل السنة، حتى وصل الحال ببعضهم إلى السفر إلى إيران لتهنئته على نجاح هذه الثورة، التي كان يظن البعض أنها ستقيم دولة الإسلام المثالية، لكن سرعان ما تبددت الأوهام، وضاعت الأحلام حينما بان لهم ولغيرهم، أن غرض هذه الثورة: هو بناء دولة صفوية رافضية توسعية، غرضها نشر التشيع في بلاد الإسلام.
وأريد في هذه السطور بيان حال حزب الله اللبناني -نصحا للمسلمين- وذلك من خلال الحديث عن عقيدة الحزب، و أهدافه، وولاءاته، وحقيقة مقاومته للصهاينة، والأعمال التي اقترفها بحق المسلمين.
عقيدة “حزب الله”
يدين “حزب الله” بعقيدة الشيعة الإمامية الإثنا عشرية التي تقوم على سبِّ الصحابة رضي الله عنهم، وقذف أمهات المؤمنين خصوصا عائشة رضي الله عنها، ولعن سلف هذه الأمة والتبرؤ منهم.كما يدين الحزب بالغلو في آل البيت وادِّعاء العصمة في الأئمة وتفضيلهم على الأنبياء، والقول بتحريف القرآن، وتكفير سائر المسلمين ممن لم يكن شيعيا بإجماع حكاه المفيد -كما في كتاب “حق اليقين في معرفة أصول الدين”- لعبد الله شبر. وقد تبنى الحزب هذه العقيدة ضمن ميثاقه ورسالته المفتوحة التي أصدرها سنة 1985م.
أهداف الحزب
لـ”حزب الله” أهداف معلنة، وأهداف غير معلنة، فالأهداف المعلنة هي: أنه حركة إسلامية مقاومة هدفها تحرير الأراضي اللبنانية من قبضة الصهاينة، والدفاع عن المقدسات الإسلامية في فلسطين، وذلك للتغرير بالشعوب الإسلامية، واستمالة قلوبهم، وصرف أنظارهم عن الأهداف الخفية للحزب، وقد استطاع بهذه الخطة استمالة كثير من أصحاب العواطف الجياشة، الذين يجهلون حقيقة الحزب، وحقيقة أهدافه.
وأما الأهداف غير المعلنة فهي: خدمة المشروع الصفوي الإيراني التوسعي في المنطقة، ونشر التشيع في لبنان، والحفاظ على الوجود الشيعي الدائم في هذا البلد، وتهيئته لإيران للتدخل في المنطقة متى تشاء، والحفاظ على مصالحها الدينية والقومية، وهذا جزء من تصدير الثورة الخمينية للعالم الإسلامي، وجزء من المساهمة في إقامة دول ما يعرف بالهلال الشيعي حسب ما يؤملون ويخططون.
ولاءات الحزب
بالرغم مما يؤكده قادة الحزب بأنه لبناني ونشأ لبنانياً وجاء الدور السوري والإيراني لاحقاً، إلا أن المعطيات تؤكد أن إيران لها دور أساسي في ولادته ونشأته ونموه، وتصريحات قادة الحزب وميثاق الحزب تؤكد دوماً التبعية للثورة الإيرانية ومرشدها، وصور قادة إيران وعلمها تسيطر على مرافق وفعاليات الحزب.
يقول حسن سرور أحد قادة الحزب: “نعلن للعالم أجمع أن إيران هي أمُّنا وديننا وكعبتنا وشراييننا”. ويقول الناطق باسم الحزب في حقبة الثمانينات إبراهيم الأمين: “نحن لا نقول إننا جزء من إيران، نحن إيران في لبنان، ولبنان في إيران”. والدعم المادي والعسكري والسياسي والإعلامي الإيراني لـ”حزب الله” واضح لا لبس فيه، وهناك جهات إيرانية عديدة تعمل في “حزب الله”، ويعد مرشد الثورة -الولي الفقيه- هو القائد الأعلى للحزب، أما أمينه العام فيدير شؤونه فقط.
حقيقة مقاومة الحزب لليهود
ارتبط “حزب الله” في أذهان الكثير من الناس بالمقاومة، واستطاع بذلك أن يستميل قلوب الكثير من الناس، ويكسب عواطفهم، ويحشد تأييدهم، وهذا يرجع إلى أمور منها:
1- استعمال الحزب للتقية التي هي دين الرافضة، وقد عرَّفها بعض مراجعهم بقوله: “التقية مجاملة الناس بما يعرفون، وترك ما ينكرون حذرا من غوائلهم”. واستعمال التقية من أهم العوامل التي جعلت الكثير من أهل السنة يُصَدِّقون تلك العبارات التي يطلقها حسن “نصر الله” في خطاباته المتلفزة من أنه سيحرر الأقصى، ولا يأتي خطاب إلا ويذكر فيه فلسطين واليهود مما جعل أولئك يصدقون ما يقول.
2- استغلال وسائل الإعلام: لها دور كبير في نقل الأحداث، فقناة المنار الرافضية تلمع صورة الحزب ورئيسه صباح مساء، حتى ظهر الحزب عند عوام الناس في صورة الحزب المجاهد الذي جاء من أجل طرد الاحتلال، والدفاع عن كيان الأمة، فظهر في صورة غير صورته الحقيقية وهي تصدير الثورة الخمينية، ونشر التشيع في العالم الإسلامي.
وقد أظهرت مجموعة من الحقائق زيف هذه المقاومة التي طالما تغنى بها نصر الله وشيعته. من هذه الحقائق:
1- اعتراف اليهود أنفسهم أنهم ليس لديهم مشاكل مع الشيعة، وهذا ما أشار إليه شارون في مذكراته حيث قال: “لم أر في الشيعة أعداء إسرائيل على المدى البعيد”.
2- اعتراف الأمين العام السابق لـ”حزب الله” صبحي الطفيلي أن قواتهم المتمركزة جنوب لبنان ما هي إلا حرس حدود لإسرائيل، حيث يقول: “إن حزب الله هو حرس حدود لإسرائيل”. وقال أيضا: “إن النتيجة لتفاهم نيسان هو أن المقاومة تحولت من مقاومة إلى حرس حدود” وهذه هي الحقيقة.
وقال أيضا: “من أراد أن يتثبت -يعني من كون “حزب الله” أصبح حاميا لحدود إسرائيل كما سبق- فباستطاعته أن يأخذ سلاحا ويتوجه إلى الحدود ويحاول أن يقوم بعملية ضد العدو الصهيوني لنرى كيف يتصرف الرجال المسلحون هناك! لأن كثيرا ذهبوا إلى هناك والآن هم موجدون في السجون، اعتقلوا على يد هؤلاء المسلحين”.
فهذه اعترافات خطيرة تكشف وجه الحزب الحقيقي، وتعلن أن ادعاءه للمقاومة وتحرير المقدسات الإسلامية ما هي إلا لعبة مكشوفة يمرر من خلالها مشاريعه الرافضية الصفوية في المنطقة.
3- توجيه الحزب سلاحه إلى أبناء السنة في لبنان، فقد كشفت الأحداث الأخيرة في لبنان تورط الحزب في قتل العشرات من أبناء مدينة بيروت وطرابلس ذات الأغلبية السنية، مما دفع عميد الجيش اللبناني إلى إصدار تصريح قال فيه: “إن توجيه الحزب سلاحه ضد اللبنانيين خدمة واضحة لإسرائيل”.
4- ضلوع الحزب في تدريب عناصر ينتمون إلى ميليشيات إجرامية عراقية، مثل فيلق بدر، وجيش المهدي، وغيرهما، وقد كشف هذه المعلومات النائب العراقي المستقل -الذي كانت له علاقة وثيقة بإيران- وائل عبد اللطيف في اتصال أجرته معه قناة الرافدين الفضائية. ولا يخفى ما تقوم به هذه الميليشيات من إبادة جماعية، وتطهير عرقي، ضد أهل السنة في بلاد الرافدين.
5- قيام فروع الحزب في بعض البلدان الإسلامية -مثل الكويت والبحرين والسعودية- بأعمال تخريبية طالت مرافق حيوية وحساسة لهذه الدول بقصد زعزعة استقرارها لكونها ساندت العراق في حربها على إيران.
6- قيام الحزب مع أمِّه “حركة أمل” في حقبة الثمانينات بأعمال وحشية يندى لها الجبين في مخيمات لبنان ضد اللاجئين الفلسطينيين، الذي يزعم “نصر الله” زورا وبهتانا أنه يدافع عن قضيتهم.
فهذه الحقائق وغيرها كثير تُبرز بجلاء وجه هذا الحزب الأسود الذي انطلى أمره على كثير من أهل السنة.
ولا يفهم من هذا الكلام أننا ندافع عن إسرائيل، فما هي إلا كيان صهيوني وسرطان خبيث منتشر في جسم هذه الأمة يجب محاربته وإزالته، وهذا من المسلمات عند كل مسلم غيور، لكن هذا لا يجعلنا نغفل عن أهداف المد الرافضي الصفوي في المنطقة، والذي بدأ من إيران إلى لبنان، عبر المتاجرة الوهمية بورقة المقاومة الزائفة، وقضية فلسطين.