شهادات ومطالبات لفاعلين في المجتمع المغربي إثر إغلاق عدد من جمعيات تحفيظ القرآن الكريم

أنس بويبرين (رجل تعليم في السلك الأساسي)

دار القرآن كانت منهلا للأعطيات، أسبغت بجميع صنائعها على المدرسين من حسن السجايا ومكارم الأخلاق والشعور بالمسؤولية ما هو ظاهر مشهود، فأورثهم ذلك جدية في الالتزام بأداء الواجب وبذل الوسع في خدمة أبناء هذا الوطن الحبيب حتى يكونوا أوفياء لدينهم وهويتهم ووطنهم، وقد رسمت دور القرآن مسارا واضحة معالمه، بادية آثاره لما ينبغي أن يكون عليه المدرس والمربي من صفات حميدة تكفل له خدمة الرسالة الخالدة في صنع أجيال تكون مواظبة معتزة بمقدسات الأمة وثوابتها.
مصطفى- ف: (رجل تعليم في السلك الثانوي)
لو لم يكن من الخدمات التنموية لجمعية الدعوة إلى القرآن والسنة إلا تهييء التلاميذ وإعدادهم من حيث القراءة والكتابة قبل ولوجهم المستوى الأول أساسي لكفى بها حظوة في الإسهام بفاعلية في المجتمع المدني، وركزت على هذا النفع لكونه ملحظا مهما يشهد به جميع المدرسين العاملين قاطبة في المدارس الابتدائية الموجودة في محيط الجمعية.
الدكتور عبدالحميد لفريخ (طبيب)
نأسف غاية الأسف لإغلاق دور القرآن ونحن أيضا من طلبتها وروادها، فما تعلمنا فيها إلا كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وما علمتنا إلا حسن الخلق والعلم النافع والإخلاص في العمل وإتقانه ومراقبة الله فيه. وقد ختمت القرآن على يد أساتذتها وتعلمت قواعد التجويد، وقد كانت لدروس مشايخها بالغ الأثر في نفسي وسلوكي ومعاملتي، فنرجو من المسؤولين إعادة فتح هذه الدور وأن يكونوا مفاتيح للخير مغاليق للشر، وأن يرفعوا عنا هذه الغمة.
طفل (محب لكتاب الله)
في حشرجة وبصوت ملؤه الحزن والضيم قال الطفل صهيب سراب (9سنوات): ((حشوما عليهم اسدو دار القرآن وحرمونا من الحلقات ديالنا اللي كنا فيها ناشطين مع صحابنا، وأنا دابا فين غادي نكمل داكشي اللي بقا لي من القرآن؟ أنا حافظ 15 حزب خصوصا أبي مواعدني بجائزة إلى ختمت..)) فأجهش بالبكاء.
مولاي عمر الشوللي (رجل أعمال)
لقد تلقينا نبأ إغلاق دور القرآن ببالغ الحزن والأسى نظرا لما تقدمه من خدمات جليلة للمجتمع، ونحن إذ نشجب ونستنكر هذا القرار نطالب السلطات المعنية بالعدول عنه ورد الحق لأصحابه في أقرب الآجال.
الأستاذة أمال ترحام (محامية بهيئة مراكش)
إنه لمن المؤسف في دولة المؤسسات والحق والقانون والديمقراطية وحقوق الإنسان أن يتم التعدي على جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة المرخصة من طرف الدولة، وإغلاق أبوابها بتجاهل تام لكل المعايير القانونية والنظامية، وتعد سافر على حق كل مواطن مغربي مسلم، في حفظ كتاب الله والتفقه في أمر دينه، لا سيما أن الجمعيات القرآنية منضبطة بالمذهب المالكي ونظام الدولة، لذا نطالب بإعادة فتح أبواب دار القرآن أمام قاصديها نظرا للدور الفعال الذي تقوم به في تهذيب سلوك المواطنين وتقريبهم إلى المنهج الصحيح عوض تقريبهم من المناهج الضالة المنحرفة.
محمد أعفير (مقاول)
نستنكر الإغلاق غير القانوني الذي تعرضت له دور القرآن بالمغرب الناتج عن ردة فعل غير متوقعة من طرف السلطات، سيما وهي الجهة المرخصة لهذه الدور حيث تعلم جيدا منهجها الساعي إلى رفع الجهل عن الناس وتبصيرهم بدينهم، في تضامن مع جل مؤسسات الدولة العامة منها والخاصة لإرساء الأمن والتحذير من التطرف ونبذه وجمع شمل المغاربة تحت لواء من ولاه الله أمور عباده جلالة الملك محمد السادس أيده الله. لذا نرجو من الله أن يرفع هذا البلاء عن هذه الجمعيات المباركة، ثم نلتمس من صاحب الجلالة أن ينظر بعين الرحمة إلى العديد من رعاياه المستفيدين منها حتى يستأنفوا أنشطتهم؛ بارك الله في جهوده.

 صدى الشارع

تتبعت جريدة السبيل صدى الشارع المغربي للتعرف على رد فعله اتجاه قرار إغلاق دور القرآن التابعة للعديد من الجمعيات المدنية التي كانت تمارس أنشطتها إلى غاية العشر الأواخر من رمضان المنصرم، وهو الأمر الذي خلف استياء واستنكارا واسعا لدى لدى شرائح متعددة من المجتمع المغربي، وهذه جملة من أقوال بعض المغاربة الأوفياء لكتاب الله عز وجل:

الحيد نبيل: 22 سنة
الكل يعلم ما لدور القرآن من حسنات في توجيه أبناء الشعب المغربي وزرع القيم الفضيلة فيهم وتخريج حفظة القرآن المتقنين، فلا يعقل أن يتم حجب هذا الخير عن أمة عرف أهلها بالتشبت بدينهم والدفاع عنه ضد كل دخيل.
هند فاضل: 21 سنة
حسبنا الله ونعم الوكيل، كنت مستعدة للتسجيل بدار القرآن خلال هذا الموسم، لكن قدر الله وما شاء فعل، المرجو فتح دور القرآن.
الوفراوي مصطفى: 60 سنة
نطالب بفتح دور القرآن، أبناؤنا يستفيدون منها وينهلون من علمها.
مصطفى المنصوري
سألني أبنائي متى ستفتح دار القرآن، فأجبت: عما قريب إن شاء الله. أعينوني أيها المسؤولون على الإيفاء بوعدي.
غزلي محمد
إذا كان لدور القرآن الكريم بالمغرب الدور الريادي في العناية بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مع حرص شيوخها وطلاب العلم فيها على حفظ الأمن وبث روح التعاون في المجتمع المغربي بكل أطيافه وفئاته، فإن إغلاقها يعد خسارة فادحة للجميع، وسببا لفتح أبواب الشر في وجه شباب هذا البلد الحبيب، خصوصا إذا كان هذا الإغلاق ليس عن مخالفة شرعية أو قانونية وقعت فيها هذه الدور المباركة، فهي -والحمد لله- ملتزمة بمبدأ السمع والطاعة، ومبدأ البيعة لأمير المومنين محمد السادس وفقه الله لكل خير.
أمينة الخطوة
أنا إحدى المستفيدات من دار القرآن فلا تحرمونا من هذا الخير جزاكم الله خيرا.
إبراهيم- ب (مستفيد من أنشطة دار القرآن)
على حين غفلة منا عن دار القرآن إذا بأبوابها موصدة مقفلة، وإذا ببعضها قد شمعت أو لحمت بالحديد والنار، وكأن هذه الدور بين عشية وضحاها انسلخت من دورها الرباني والريادي المتمثل في تحفيظ كتاب الله وتعليم سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتهذيب سلوك الفرد والمجتمع، إلى دور تمثل به تهديدا لثوابت الأمة وأمنها الروحي. فالقائمون على هذه الدور المباركة حريصون على ترسيخ ثوابت الأمة، بل يعدون هذا الأمر دين يدينون الله به، عليه يحيون وعليه يموتون وعليه يلقون ربهم.
وما الذي يحقق الأمن الروحي للعبد غير كلام الله جل وعلا إذا احتجزته الصدور وخالط شغاف القلوب على نور من هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
افتحوا دور القرآن فعيب أن تسد في بلد القرآن، فلولا القرآن لما كان إسلام ولا إيمان، ولا سلم ولا أمان..
ورجاؤنا في الله كبير، ولن يخيب ظننا ملك البلاد سدد الله خطاه لنصرة الإسلام..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *